الاربعاء, 12 ديسمبر 2018 02:32 مساءً 0 216 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

سقوط الطائرات والعقوبات الاقتصادية

 

سقوط طائرة القضارف التي انتهت بأكبر كارثة إنسانية هزت المجتمع برهنت على بقاء سيف العقوبات الاقتصادية الذي ظلت تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية على بلادنا منذ تسعينيات القرن الماضي وكان حصاده أمر من العلقم لأنه تسبب في كل الكوارث التي حدثت بدءاً من فقدان السودان لحقوقه الاقتصادية الدولية وعدم مقدرته على تصدير إيراداته لدول العالم والتدهور المتواصل في العملة الوطنية الذي جعل الدولار يساوي 60 جنيهاً في السوق الموازي بالكاش و 67 جنيهاً بالشيك طبقاً لإفادات صديق يمتلك شركة كبرى لها أفرع محلية ودولية.
سقوط طائرة القضارف سببه المباشر العقوبات الاقتصادية الأمريكية، وكل حوادث سقوط الطائرات في الحاضر والماضي والمستقبل السبب الرئيس ورائها سيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي أثرت حتى على العلاج والكساء والدواء، فالحصار الاقتصادي أحد أصعب وأسوأ العقوبات منذ أن قرر كفار قريش وفقاً لوصية أبو الجهلاء أبو جهل محاصرة بني هاشم في شعب أبي طالب سبع سنوات لا يبيعون لهم شيئاً ولا يشترون منهم شيئاً، والمؤسف أن هذه الوثيقة الظالمة كانت معلقة على أستار الكعبة قبل أن تأكلها دابة الأرض ولم يبق منها سوى (باسمك اللهم).
ونعود لطائرة القضارف التي سقطت واستشهد على متنها والي ولاية القضارف ونائب مدير الشرطة ومدير الاستخبارات بالجيش وقيادات مدنية ونجا من الموت من كتبت لهم النجاة، فالأعمار مقدرة ومكتوبة، فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون.
طائرة القضارف لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن العقوبات مستمرة رغم قرار الرفع الجزئي للعقوبات الذي وقع عليه الرئيس الأمريكي السباق باراك أوباما قبل أن يغادر البيت الأبيض بـ 24 ساعة، وما يزال الرئيس الجديد ترامب يقدم ويؤخر والعقوبات الاقتصادية مستمرة. على الحكومة أن تجمع أسماء ضحايا سقوط الطائرات منذ طائرة المشير الزبير محمد صالح ورفاقه، مروراً بطائرة وزير الدولة بوزارة الدفاع إبراهيم شمس الدين والطائرة التي كانت تقل قيادات مدنية وعسكرية منهم اللواء أمن أبوقرون الذي استشهد ومعه معتمد شرق النيل في أول أيام العيد، مروراً بطائرات الركاب المدنية وطائرة بورتسودان التي لم ينج من ركابها إلا طفل صغير تخرج العام الحالي في الجامعة وذهب لأداء العمرة.
هنالك ضحايا كثيرون لسقوط الطائرات لانعدام قطع الغيار بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان.
 الحادثة تتطلب من وزارة النقل الإسراع بإكمال مباحثات صفقة طائرات جديدة، وعلى الدبلوماسية السودانية أن تنشط لمحاصرة أمريكا لرفع العقوبات نهائياً، وتقديم كشف بضحايا الطائرات بسبب انعدام قطع الغيار جراء العقوبات الاقتصادية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق