السبت, 15 ديسمبر 2018 02:40 مساءً 0 275 0
ندوة عنوانها الدور السياسي للسودان في المنطقة
 ندوة عنوانها الدور السياسي للسودان في المنطقة

 السودان .. أدوار إقليمية ودولية حاضرة ومشهودة

 

الخرطوم : الرشيد أحمد

في  ندوة عقدتها أمانة الشباب الإتحادية بالمؤتمر الوطني ظهر الأربعاء الماضي وكانت  ديباجتها الرئيسة ( دور السودان السياسي في المنطقة ) ، وكان الغياب لأبرز متحدثيها رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى والأكاديمي وأستاذ الفكر السياسي بجامعة النيلين الدكتور محمد المجذوب واللذان غائبا دون أن تبين المنصة أسباب غيابهما أو تعتذر لمن حضر، وخاطبها رئيس حزب الاتحادي الاشتراكي الدكتور جمال محمود ، ورئيس تحالف قوى الشعب الدكتور عثمان أبو المجد والأمين السياسي للوطني الدكتور عمر باسان .
وكان العنوان كما أسلفنا عن الدور السياسي للسودان في المنطقة ، ولكن عن قصد أو دون كان الواقع الماثل بأزماته الإقتصادية وإنسداد أفق معالجتها حاضراً في ثنايا المتحدثين ومن عقب عليهم تساؤلاً وتداخلاً ، حيث جر النقاش إلى الأزمة الإقتصادية وقضايا الحوار الوطني وإستحقاقاته والإنتخابات التي أكتنف الغموض مصيرها ، والتعديلات الدستورية الأخيرة التي أودعت البرلمان والمفاوضات المتوقعة بين الحكومة وحاملي السلاح ومن يعارضونها بالداخل.

 

أزمة مفتعلة
رئيس حزب الإتحادي الإشتراكي السوداني الدكتور عبد الإله محمود فصل أسباب الأزمة الإقتصادية الحالية في عدة أسباب أجملها في فصل الجنوب وذهابه بمعظم البترول المنتج ، وقال أن الجانب  الآخر لها  بأنها مفتعلة مضيفاً  إن ما تعانيه البلاد هو بسبب المعارضة والتي إتهمها بأنها لها دور كبير جداً فيها وقال أنها « بعد فشلها في الميدان لجأت لإفتعال هذه الأزمة « .
وشن هجوماً على المعارضة وقال أن من يقودونها « لا يريدون مصلحة هذه البلاد « .
وذكر أن الإنقاذ منذ مجيئها عقدت عدة ملتقيات للسلام ودعت لها المعارضة ولكنها على حد قوله لم تستجب لكل هذه النداءات ولا تريد للسلام أن يتحقق ، وأوضح أنهم بإعتبارهم أحزاب شاركت في الحوار الوطني و جلسوا فيه وأصدروا توصياته وهي شاملة ، وقال إن هذه التوصيات بها حل كل مشاكل البلاد والتي إعتبر إنها إن نفذت لما وصلت البلاد لحالتها الراهنة.
قضايا البلاد
رئيس حزب تحالف قوى الشعب الدكتور عثمان أبو المجد أشار إلى أن الحوار كان مفتاح لحلحة قضايا البلاد ، والذي قال أنه خرج بتوصيات جيدة أهمها ما يلي السلام ، كما توقع  إستئناف  التفاوض مع نداء السودان وقطاع الشمال  في أديس أبابا ، وفي هذا الخصوص عد خارطة الطريق الإفريقية الأساس للترتيبات اللاحقة للسلام  ، وأشار إلى أن الذي يدعم قوتها شهادة الوسيط الإفريقي عليها وقال أنها مكان قبول من الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة ، ولفت إلى أن المهم هو بعد البدء في التفاوض وما أضافته الآلية الإفريقية لها وهو بندي الإنتخابات والدستور الدائم للنقاش حولهما في المفاوضات.
وفيما يتعلق بالدستور الدائم أوضح  أبو المجد أن الرئيس أشار إلى إجازته بعد 2020م ، وإستدرك قائلاً أنه قال أنه لا مانع لديهم من إجازته من البرلمان الحالي عبر خطوات منها إجتماع الجمعية العمومية لتعديل هذا النص ولفت إلى أن هذا له ما بعده .
وقال أبو أنهم مقبلين على السلام ، وسخر من قوى تحالف 2020م وقال إنها « إندثرت و إنتهت « مضيفاً أن ما بني على باطل فهو باطل ، وتمنى مشاركة المعارضة في المفاوضات القادمة حتى  التي لم تشارك من قبل .
دعوات التطبيع
وعن الملف الخارجي دعا أبو المجد إلى الإرتكاز على التخطيط الإستراتيجي ، وَأضاف أن البلاد عانت من العقوبات والحظر الإقتصادي التي فرض عليها وذكر بأنها لا تزال تحت بند الدول الراعية للإرهاب ، وفي هذا الصدد نبه إلى أنه توجد بعض الدول من مصلحتها عدم خروج البلاد من هذه القائمة البقاء فيها .
وحول العلاقة مع إسرائيل والهمس الذي أصبح جهراً لفت إلى أنه يقول رأيه الشخصي في هذه القضية إعتبرها دولة مغتصبة لأرض عربية ومسلمة ، وقال أنها الآن تلعب دوراً مهماً في وكبيراً في محورها ، ودلل على قوله هذا بما جرى في ثورات الربيع العربي والتي أشار لوجود أياد خفية فيها ، وأَضاف أنه عندما نتعامل مع دول لها علاقات مع إسرائيل مثل الأردن وبعضها وقع معها معاهدة كامب ديفيد ، وقال أنه حتى على مستوى الخليج توجد دول لها علاقات مثل قطر وإيران والمغرب وموريتانيا .
وطالب أبو المجد على مستوى الدولة تغيير الفكر القديم بآخر جديد وقال أن عدو الأمس صديق اليوم وذكر أن المصالح أولى وأهم ، ولفت إلى أنه توجد مناطق محتلة مثل حلايب و شلاتين و الفشقة وهي على حسب رأيه أولى بالتحرير.
ودعا أبو المجد بصورة واضحة للتطبيع مع إسرائيل وقال « إذا كان رفع الإتهامات الباطلة وتحسين الإقتصاد والعيش بكل فخر وإعزاز لماذا لا نقوم بعمل علاقات مع دولة إسرائيل» .
وجهة السودان
الأمين السياسي للمؤتمر الوطني الدكتور عمر باسان قال في مداخلته في الندوة أن الموضوع الذي أقيمت بصده الندوة وهو دور السودان وعلاقاته الخارجية و ما هو موقعه من الخارطة السياسية الدولية وأردف هذا بسؤال هل له تأثير فيها ، وقال أن المتغير الأول كان وصول الإسلاميين للسلطة ، وتصدير الثورة الإسلامية لدول الجوار ، والمتغير الثاني ما بعد تصدير النفط ومن ثم إنقسام الإسلاميين وذهاب عراب الإنقاذ وهجومه الشرس على قيادات الدولة ، وأضاف أن هذه المتغيرات توضح إلى أين يتجه السودان.
وقال أن وجود السودان في التحالف العربي بقيادة السعودية وإحجامها عن دعمه وهو يدعمها بأبنائه للدفاع عن المقدسات وعد هذه أسئلة مشروعة ، وقال أن النفط جاء وصدر وحدث تغيير في المعادلة العسكرية ، وصنف السودان أحد الدول الراعية للإرهاب كاشفاً عن ممارسة ضغوط كبيرة عليه.
الساحة الدولية
وتساءل باسان عن مساحات التحرك داخلياً و خارجياً وقال أن أهم الإشكالات هي رسم التحرك لأي دولة ودورها  على مستوى الساحة الدولية ، وفي هذا الإطار أشار إلى أن روسيا لم يكن لها دور إلا بوصول بوتين للسلطة وإعادة روسيا القيصرية ، وكشف عن عدم رضا أميركا لإستخراج النفط في البلاد ، وقال أن البلاد تشهد كثيراً من النزاعات وبعضها مصنوع ويتم تحويلها لمشروع سياسي  ورعاية من المنظمات الدولية ، وقال أنه توجد بالداخل أحزاب تدعو لإسقاط النظام وحركات تحمل السلاح و إعتبر هذه الممارسات تضعف الدولة وتجعلها عاجزة عن لعب أي دور داخلي أو خارجي لها.
العلاقات الخارجية
وذكر باسان بأن البلاد مقبلة على إنتخابات وإستطاع إحداث تغييرات أثارت إنتباه الجميع وكثير من الجهات المراقبة ، وكشف عن حوار دار مع الولايات المتحدة الإمريكية بعد 11 سبتمبر وأضاف أن العالم لم يكن حينها كتلة واحدة .
وذكر أنهم حرصوا على تطوير العلاقات مع أمريكا وأوضح في هذا الصدد بدايتهم خطوات في مجال التطبيع ووصلت هذه العلاقة لمرحلة رفع العقوبات الأمريكية في عهد أوباما  ، وحول رفع السودان من قائمة الإرهاب قال أنه ربط بستة مسارات معلومة ، وقال بوجود  الحريات الدينية بالبلاد.
وقال إن المحادثات ستتواصل وقال ستتواصل ولفت لوجود تغيير في المشهد الدولي وقبول للدور السوداني في المجال الإقليمي .
وقال أنهم طلب منهم لعب دور في إفريقيا الوسطى ورعاية الخرطوم لمحادثاتها وأنها قبلت من الأطراف المتنازعة ، وتوقع أيضاً أن يكون لهم دور مؤثر  في ليبيا وحل مشكلة الصراع الدائر فيها ، وقطع بأن السودان قادراً على حل مشاكلها .
وقال باسان أن التغيير الأكبر الذي شهدته البلاد كان قطع علاقاتها مع إيران الشيعية في العام 2014م ومشاركته في حرب اليمن .
وأضاف أن السودان إستعاد عافيته وأصبح يلعب أدوار  مهمة في محيطه.
وقال أن المجتمع الدولي يمارس ضغوطاً على المعارضة والحركات المسلحة للوصول لسلام وتوقع أن تكون إنتخابات 2020م  ساخنة.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين قال أن الأصوات التي تنادي للتطبيع مع إسرائيل ليست وليدة اللحظة وذكر أن هذا جاء في الحوار الوطني وقال أن كثير من السياسيين نادوا بهذا الأمر.
لا للتطبيع
وقال أن قضية التطبيع كانت من المقدسات التي لا يجوز الحديث عنها ، وأبان أن موقفهم في الوطني معروف حول هذه القضية وأنهم ينظرون لإسرائيل بإعتبارها دولة محتلة ومغتصبة وقال أنهم لن يخرجوا عن الإجماع العربي تجاه إسرائيل وقضيتها ، وقال أن حديث التطبيع والتهافت صادر عن الجانب الآخر في إشارة منه لإسرائيل وصادر منها .
وقال إن إهتمام إسرائيل بالسودان يعود لأنه واحد من القوى التي يمكن أن تحدث تغيير سياسي و إقتصادي واشار لوضوح موقفهم في الجانب الإقتصادي.

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق