الاربعاء, 14 ابرايل 2021 01:28 صباحًا 0 732 0
أجراس فجاج الأرض/عاصم البلال الطيب: ومات كمساري الفرملة (2) قصته مع نقد سكرتير الشيوعي
أجراس فجاج الأرض/عاصم البلال الطيب: ومات كمساري الفرملة (2) قصته مع نقد سكرتير الشيوعي
أجراس فجاج الأرض/عاصم البلال الطيب: ومات كمساري الفرملة (2) قصته مع نقد سكرتير الشيوعي
أجراس فجاج الأرض/عاصم البلال الطيب: ومات كمساري الفرملة (2) قصته مع نقد سكرتير الشيوعي

ومات كمسارى الفرملة (٢)

قصته مع نقد سكرتير الشيوعيين

الكمسارى التذكرجى

متحرك من القيم والمعانى، تخيّر الخال عبداللطيف القراى مذ كان فى المهد عاملاً عربة الفرملة خدمة للطاقم وركاب القطر من آخره، عربة الفرملة، لم يسع ليكون كمسارى تذاكر يتفاده مسافرون معتادون على محبة السفر بالقطر مجاناً فهلوة وعدماً وهم الغلبة، يمتطون صهوة القطر لحظة مرور الكمسارى بآبروله المحفوظ، يسطحون فوق رأسه والركاب التذكرجية،بعضهم ممن يعجزون عن التسطيح يلوذون بعربة كمسارى الفرملة ويا بختهم لو كان الخال عبداللطيف، يحدثنى بأنه درج على مخالفة قانون السكة حديد باصطحاب الركاب بعربة الفرملة مجاناً تقديراً لظروفهم بالدس مع تمام علمه ويقينه بمعرفة الرؤوس بفعلته ولكن يغضون الطرف بروح الإشتراكية الشيوعية وذيوعها فى سودان ستين القرن الماضي والحزب الشيوعى السودانى كان صرعة فى مسرح الحياة السياسية منافحاً عن حقوق الطبقة العمالية والمهمشين فى الأرض وواقفاً فى وجه البراجوزيين والطفيليين فجذب الخال كمسارى الفرملة المعروف بين ناس السكة حديد بالقراى وبنشاطه نقابياً فى الدفاع عن حقوق العمال واقترابه غير مره من الإعتقال لكنه ينجو بشطارة الشيوعية من قبضة الشمولية بالعمل السرى ومن تحت فجاج أرضين الإختباء على غرار كبيرهم الراحل قريبا السياسى النبيل والمحترم السكرتير التاريخى محمد إبراهيم نقد من قصد الخال القراى أيام إختبائه عن أعين أمن مايو ليقله  عابر سبيل داخل عربة الفرملة مسافراً فى زى شيخ عرب من محطة بولاية سنار لأخرى.

القطر قام

الخال وقد عاصرته خمسين سنة جواداً كريماً ينفق غير خاشٍ من فقر وهو الغنى بعين الرضاء وبالجود والموجود، يصطحب الركاب الزائقين من صنوه العارف والمطنش كمسارى التذاكر ويطعمهم من حلته القطر قام فيتذوقون حلاوة مباشرته بهار حلته، ما كنت استطعم حلة كما تلك القطر قام من إعداد وإخراج الخال الذى لا ياتيك زائرا إلا محملاً، بجوده من موجوده، يفرح بدخلته زائراً متفقدا بيوتات الأهل والصحاب الصغار متأبطاً ما يأكلون ويشربون وبين طيه يحمل صحيفة لمن يقرأون، محب للقراءة نهماً وشرهاً وعليها محضاً ومعضاً،كان طالباً بالمعهد العلمى فى عصريته الذهبية وفقيها فى أمور الدين والدنيا والشيوعية بفهم متقدم، تخير بكل هذه الصفات والمعانى خدمة الإنسانية من صفوفها الخلفية وهو إمامها، كم مسافر بتذكرة وآخر بدونها متخفيا شرعياً برخصته داخل عربة الفرملة،خدّم الخال ينوات طوال قطاراتنا مؤمناً مسيرها ومسارها من أهم عربة لا يعادلها فى الأهمية إلا عربة القيادة العامة.

صيوان القراى

حكاوٍ تختزنها ذاكرتى من قصص للخال كان بطلها وشاهدها من داخل عربة الفرملة،كنت اعجب لطلته عائداً من سفرية عملية حال ما يعاود كرتها محملاً بهدايا من مواقع تسافره لكل محطات ومسارات قطارات السكة حديد أهم موروث فخيم من حقبة الإنجليز مثله كترعتى الجزيرة والمناقل، ما كنت حتى بلغت من الفهم عتيا مستوعباً الدور الكبير لعمال السكة حديد ممثلين فى الخال فى خدمة حركة الإقتصاد عبر التسيير الدقيق والمنضبط لقطارات الركاب والبضائع ونقل مختلف الخام للتصدير وكل ولايات السودان وقد كان فى زمن الخال كمسارى الفرملة مليون ميلاً مربعا، مات الخال كمسارى الفرملة وهو عليها حسير. ولما كانت قصته مع نقد هى العنونة الابرز كتبتها خطفاً فى حياته وانبني ممازحاً نحن تربية عدم الكشف والإفشاء عن الأسرار حتى لا نحرق الأوراق ونفرط فى الجوكر الذى نحتفظ به حتى يكون حاسماً، ولما أبديت له إستعجابى عن جهله بشخصية نقد ولو متخفياً وهو من الشيوعيين التاريخيين غير المنظمين ، بدد ذلك باستبعاده لإقدام نقد على هذه الخطوة التى ما كان ليقدم عليها لولا كمسارى الفرملة القراى الذى تعرفه قيادات تلك المرحلة، لم يفش نقد عن شخصيته ولو همساً للخال وبرر له ذلك لاحقاً لدى ظهوره علناً بعد سقوط نظام مايو بالإنتفاضة الشهيرة، زار الخال نقد للسلام بعد الظهور، فذكر نقد بصيغة السؤال القراى عن إصطحابه داخل عربة الفرملة لعربى سنة كذا من محطة لأخرى بولاية سنار وذكره بشواهد ووقائع، فسأله الخال متعجباً عن سر عدم الإفصاح عن هويته للقيام بالواجب، رد عليه انت كنت تقوم بالواجب وزيادة مع الكل فما كنت فى حاجة لتوصية، وما أفشيت لك ليس خوفاً منك ولكن حذراً تنظيمياً خشية ان تبوح حتى لرفيق فيبوح لآخر، ومن اخى احمد البلال استعير عبارته لو مد الله فى الآجال اكمل كلامى عن سيرة خال مليئة بالمعانى تعيش بيينا عمراً ثانياً، واحكى عجبا وتيها عن ومن صيوان القراى ونحن فى شهر فضيل يفتقد فى عامنا هذا روحانيات كمسارى الفرملة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مشرف عام
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة