الاربعاء, 23 يونيو 2021 09:38 مساءً 0 809 0
صلاح جلال يكتب : خطاب د. حمدوك تحريك الساكن فى بركة راكضة ..... جدلية التغيير- الإستقرار – الإنجاز فى السودان
  صلاح جلال يكتب :  خطاب د. حمدوك تحريك الساكن فى بركة راكضة ..... جدلية التغيير- الإستقرار – الإنجاز فى السودان

 

آفاق و أصداء لخطاب رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك أمس الثلاثاء 22يونيو 2021م  ، فقد كان خطاب جامع تناول فيه قضايا الإنتقال وتعقيداتها التكتيكى منها والإستراتيجى ، فقد أشار أكثر من مرة فى خطابه  للأزمة السياسية الوطنية الممتدة منذ الإستقلال ، وتحدث عن ضرورة تكوين كتلة تاريخية لمواجهة تحديات الواقع الماثل ، كما تناول أهمية صياغة برنامج وطنى شامل   قومى التوجه ، لقد كان خطاب الأمس ملهم ومعبر عن روح الثورة ، من خلاله حجز د.حمدوك مقعده فى القيادة الإنتقالية بمهارة و أقتدار يستدعى الإعجاب والمساندة ، تعددت موضوعات الخطاب من وحدة قوى الثورة ومواجهة الأزمة الإقتصادية إلأى العدالة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية ، سأركز فى موضوعين بالتحليل والدراسة وموضوع الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب وملامح البرنامج الوطنى الشامل .

  مصطلح الكتلة التاريخية مصطلح قديم ، تنوعت معانيه ومفاهيمه عبر فترات تاريخية مختلفة،  إنطلاقاً من  أيديولوجيا ومذاهب عقائدية متعددة ، ولكنى سأحاول إستدعائة لراهن الواقع السودانى بعد تجريده من بعض المحمولات العقائدية وتبيئته مع الواقع السياسى والإقتصادى والإجتماعى والثقافى ببعده التاريخى و إطاره الحالى فى السودان ، كمدخل لصياغة مشروع  وطنى قومى جامع ، يعالج تناقضات الماضى ، ويستلهم الأزمة الوطنية الحادة الراهنة ، ويستشرف آفاق المستقبل للإجيال الحديثة الناهضة والمتطلعة للتقدم ..
 أتناول الموضوع من خلال المحاور التالية :-

    •    تعريف مفهوم الكتلة التاريخية
    •    لماذا الدعوة لتكوين كتلة تاريخية
    •    ماهو هدف الكتلة التاريخية وبرنامجها
    •    ماهى العناصر المكونة للكتلة التاريخية
    •    هل الكتلة التاريخية هى شمولية جديدة بديل للتعدد؟؟؟
    •    مؤسسات الكتلة التاريخية
    •    ضوابط لازمة لحماية وتأمين إستمرارية مكونات الكتلة التاريخية
(1)
تعريف مفهوم الكتلة التاريخية :-

    •    أول إشارة لمفهوم الكتلة التاريخية ، يمكن وجودها فى دستور المدينة كأول وثيقة مدنية تضع حقوق وواجبات وبرنامج عمل لقوى متباينة تتواثق عليها، فقد جمعت وثيقة المدينة بين المهاجرين والأنصار واليهود والوثنيين  وصاغت الوثيقة حقوق وحددت واجبات يلتزم  بها جميع الأطراف مع تباين مواقعهم الفكرية والمصلحية، فهى وثيقة ذات كفاءة وفاعلية لإدارة التنوع فى تلك المرحلة بصورة سلمية .
    •    كما أشار إبن خلدون للكتلة التاريخية  تحت مضمون العصبية (أى الجماعة المتنوعة فى أصولها وعقائدها وثقافتها  ذات الهدف الواحد)
    •    لكن أول إشارة عّرفت مفهوم  الكتلة التاريخية بشكل علمى  رصين  ما أورده إنجلز ومن بعده كارل ماركس، حيث حدد كتلة تاريخية قائدة وحاسمة وصاحبة مصلحة فى التغيير ، ممثلة فى (الطبقة العاملة) فى مواجهة القوى المهيمنة وهى الطبقة البرجوازية  وبقايا الإقطاع ، بهذا المفهوم لكل مرحلة تاريخية كتلتها  الأيدولوجية الخاصة بها ، وبرنامجها التقدمى المرتبط بمرحلتها ، كما هو  الحال فى صراع كتلة الأقطاع أمام كتلة البرجوازية ، التى إنتصرت عليها و أصبحت صاحبة المصلحة فى التغيير ، ثم جاء دور الطبقة العاملة فى مواجهة مرحلة البرجوازية ، هنا وردت الكتلة التاريخية فى صياغ فلسفى وأيديولوجى  متكامل ونظرية متسقة مع برنامجها السياسى والإقتصادى والإجتماعى، بعد دراسة واقع الحال فى كل من ألمانيا و إنجلترى وفرنسا  ، فقد حددت الفلسفة الماركسية طبيعة الصراع وكيفية إدارته، وكيفية تفاعل الحلول والمخرج من مأزق تلك المرحلة بأفق نظرى شامل .
    •    اشهر من تناول مفهوم الكتلة التاريخية، المفكر الايطالي انتونيو قرامشي في كتابه المهم (الأمير الحديث) وفي كتابه كراسات السجن
  نتعرف من خلال قرامشي على مفاهيم جديدة، منها صراع الإرادات  ونمو كتل تاريخية صغيرة الحجم غير أيدولوجية  لكنها مؤثرة.. والعوامل المساعدة على نمو تلك الكتل . والنتائج الكارثية التي تنجم عن المغامرة في فرض إرادات تعتمد العموميات الهلامية كمفاهيم  النقاء  الثوري للعزل والمفاصلة ، وحرق مراحل التاريخ ،وتحدث عن دور المثقف في تنمية الكتلة الأكثر تاريخية،  وما أسماه بالمثقف الفاعل أمام فكرة المثقف الخامل .
 فقد ذكر قرامشى ثمة مثقفين يساهمون في عرقلة مسيرة التاريخ والرجوع الى  الخلف (المثققف الرجعى )، ومثقفين حالمون يقفزون إلى الأمام دون إدراك لمعطيات الواقع (المثقف الأيدولوجى)، ومابين هذا وذاك يلعب المثقف الملتزم  (المثقف العضوى) أدواراً هائلة في تنمية الفكر التقدمي العقلاني حسب تعبير قرامشى ،  الذي لايقفز على الحقائق الموضوعية، وينهل من تراث أمته الإنساني وواقعها التاريخى، ونبه الى دور الأدب والفن في تعميق وترسيخ الكتلة التاريخية الصاعدة .( من بحث لسلام كاظم فرج ـ الكتلة التاريخية تعريف مبسط صحيفة المثقف). فقد طالب قرامشى بتكوين كتلة تاريخية فى بلده إيطاليا لردم الفجوة بين الشمال والجنوب ، ومعالجة حالة عدم الإستقرار، وطالب أن تتشكل كتلة تاريخية من (الماركسيين والإشتراكيين والليبراليين والإصلاحيين والكنيسة وقوى المجتمع المدنى )  وهذا تشكيل عريض وشامل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، كما طالب قرامشى أن يكون على قيادة الكتلة التاريخية قوى من المثقفين لقدرتهم على الربط بين مكونات الكتلة (Glue ) وإستيعاب تناقضاتها والسيطرة على التنافسية السياسية المضرة  .
    •    الكتلة التاريخية  عند  (د. محمد  عابد الجابرى ) هى : "كتلة تجمع فئات عريضة من المجتمع ، حول أهداف واضحة تتعلق أولا بالتحرر من التبعية الإمبريالية ، والآثار السالبة للعولمة السياسية والاقتصادية والفكرية ، وتتعلق ثانـيا بإقامة علاقات إجتماعية متوازنة، يحكمها إلى درجة كبيرة  التوزيع العادل للثروة والعدالة الإجتماعية ، في إطار مجهود متواصل لزيادة الإنتاج ، فإن هذه الكتلة التاريخية يجب أن تأخذ بعداً وطنياً    وقوميا في جميع تنظيراتها وبرامجها ونضالاتها". (مجلة المستقبل العربي نوفمبر 1982)
    •    مازال الحديث (لدكتور الجابرى) حول الكتلة التاريخية (إن أي حركة تغيير في المجتمع الراهن ،لا يمكن أن تضمن لنفسها أسباب النجاح، الذاتية الداخلية وهي الأساس، إلا إذا إنطلقت من الواقع  كما هو ، لا كما تتخيله وتحلم به ،ولا كما تتصورة بعض النخب الحالمة بصورة رغائبية ، على الكتلة التاريخية أن تأخذ بعين الإعتبار الكامل جميع مكونات المجتمع "العصرية" منها و"التقليدية"، النخب منها وعموم الناس الأقليات منها والأغلبيات، صفوف العمال وصفوف الطلاب، وقبل ذلك وبعده صفوف المساجد ، وصفوف الكنائس وكل تنوعات المجتمع فى الريف والحضر).
    •    مازال الحديث (للجابرى) واضح أن الإنطلاق من هذا الواقع كما وصفناه أعلاه ، والأخذ بكل ما فيه من تعدد وتنوع وتناقض ، ومن إئتلاف وإختلاف،هذا الجمع  سيكون مصطنعا وهشاً، إذا هو إعتمد التوفيق والتلفيق، والتحالفات السياسية الظرفية ذات الطابع الانتهازي ، إذن  المطلوب هو قيام كتلة تاريخية حقيقية  تنبني على المصلحة الموضوعية الواحدة التي تتخاطب عمق القضايا الكلية ، ومن جميع التيارات، تمثل القاسم المشترك  الذي ينجح في جعل أصدائها تتردد بين صفوف الشعب كل الشعب، المصلحة الموضوعية التي تعبر عنها شعارات الحرية والأصالة والمواطنة بلا تمييز والديمقراطية، والشورى ، والعدل،  وحقوق كل الناس فى المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية ، وحقوق المستضعفين، وحقوق الأقليات وحقوق الأغلبيات الخ. ذلك لأن الحقوق المهضومة في الواقع الراهن ، هى حقوق كل من يقع خارج جماعة المحظوظين أصحاب الميزات المكتسبة المستفيدين من غياب أصحاب الحق عن مراكز السلطة          و القرار والتنفيذ. إنه  بدون قيام كتلة تاريخية قابلة للإنتخاب من هذا النوع  لا يمكن تدشين مرحلة تاريخية جديدة، يضمن لها النمو والاستمرار والاستقرار والقدرة على تفجير طاقات الأمة لِصُنع  المعجزات ". (مجلة اليوم السابع 26 أكتوبر 1987).
نخلص من هذا الوعى  لمفهوم الكتلة التاريخية للحقائق
 الآتية :-

    •    الكتلة التاريخية هى مشروع وطنى  جامع، لكل قوى المجتمع الحية، القادرة على الفعل دون عزل لأحد، لأسباب أيدولوجية أو طبقية أو موقف سياسى مختلف، مالم يرفض البرنامج  ويعادى الأهداف الاساسية للكتلة التاريخية .
    •    يتقدم قيادة الكتلة التاريخية المثقفين لأنهم الأقدر على التوفيق و الإستيعاب  للتباين والتنوع ، و أن لاتترك قيادة الكتلة للسياسيين المحترفين وحدهم ، فهم أقدر على صياغة معادلات كسب السلطة من مراعاة مصالح الجميع ، بتوازن  متجاوز الأوزان الجماهيرية (أغلبية و أقلية)، وكذلك المثقفأ أقدر من الإقتصادى، الذى يعتمد المعادلات الرقمية ودراسات الجدوى للمشروعات، دون مراعاة للأهداف القاصدة للشرائح الضعيفة، المستهدفة ببرنامج الكتلة الإقتصادى ، بهذا المفهوم المثقف هو بوصلة الكتلة وأداة تماسكها Glue Or Cement التى تحافظ على إتجاهها ومكوناتها مع وجود الآخرين .
    •     الكتلة التاريخية ليست تحالف جبهوى حول برنامج حد أدنى فقط ، فالتحالفات الجبهوية  دائما يحكمها المأزق  الظرفى وقدرة أطرافها على المساومة ، لكن الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب أهدافها أعمق ومداها الزمنى أطول ، مرهون بطبيعة تحقق  برنامجها   الإستراتيجيى العشرى أو العشرينى .
    •    الكتلة التاريخية ليست صيغة لحزب واحد غالب ، فهى إطار جامع لقوى متنوعة متنافسة فى المستقبل ، يجمعها برنامج وطنى موحد ، لا يلغى إختلافاتها ، ولكنها تأجلها إلتزاما ببرنامج  الحد الأدنى الإستراتيجي داخل الكتلة التاريخية  وتلتزم بتنمية أهدافها الخاصة خارج الكتلة وفى هيكلها التنظيمية   .
    •    الكتلة التاريخية لا تتجاوز المطالب الفئوية أو تقهرها ولكنها تتحاور معها ، وفق أولويات واضحة للعدالة الإجتماعية  تساهم فى تعزيز برامج الكتلة وزيادة الإنتاج  .
    •    الكتلة التاريخية حاضنة ، تستهدف تعزيز قدرات الشرائح الضعيفة سياسياً فى المساومة وضمان المشاركة ، مثل جماهير الهامش والفقراء والمرأة والطفل والشباب و الأحزاب الصغيرة التى لا تقوى على المنافسة الحرة فى واقع المجتمع الراهن .
    •    الكتلة التاريخية إطار لمصالحة تاريخية ، لتجاوز الإنقسام فى المجتمع بين ـ  مثقفين وعوام ـ  وحداثيين وسلفيين ـ إسلاميين وعلمانيين ـ إشتراكيين وليبراليين ، فالجميع مستوعبون فى الكتلة التاريخية ، وملتزمون بدعم برنامجها الإستراتيجى طويل المدى، أقلة عقد من الزمان، ولهم حرية الحركة فى تنمية تفاصيل برامجهم الخاصة خارج الإجماع التاريخى  .
    •    الكتلة التاريخية تكوين معقد جداً،  تقتضية قدرات خاصة لإدارته ، والحفاظ على وحدته  المقدسة على مدى عمره المتفق عليه فى برنامج الكتلة .
    •    شرط الكتلة التاريخية  أن تكون  قابلة للإختيار الشعبى الديمقراطى الحرElectable  ، للأجهزة التشريعية والتنفيذية فى الدولة، ولكنها تهذب المنافسة ، من خلال برنامج الكتلة الموحد ، بما يضمن تقديم تنازلات من جميع الاطراف  ليكون هناك صوت ممثل لجميع مكونات (الكتلة التاريخية) فى هذه الأجهزة  المنتخبة من خلال هندسة الدستور والقانون ليستوعب التوافق المكون للكتلة التاريخية .
    •    الكتلة التاريخية يُراعى تكوينها، قابليتها للإنتخاب الديمقراطى  Electable Front)) ، فهى بيطبيعتها جماهيرية تضمن الأغلبية المريحة، فى التشريع والتنفيذ ، مع مراعاة إستقلال القضاء والإعلام وكامل حقوق المواطنة (الحق لكل آخر أن يكون آخرمختلف).

(2)لماذا الدعوة لتكوين الكتلة تاريخية ؟؟؟

 السودان توجد به شواهد تاريخية ، تحدثنا عن أهمية الوحدة التوافقية للمجتمع ، فكلما توافقنا بالحد الأدنى، كلما حققنا إنجازات ضخمة منها (الثورة المهدية وجلاء الإستعمار  وهى لحظة  إجماع قومى ـ الجبهة المعادية للإستعمار وتحقيق الإستقلال لحظة إجماع قومى ـ ثورة أكتوبرو أبريل لحظة إجماع قومى ) إنقلاب نوفمبر 1957م لحظة انقسام قومى ـ أنقلاب مايو 1969 لحظة انقسام قومى ـ إنقلاب الإنقاذ ناتج خروج فصيل سياسي عن الإجماع الوطنى فى تلك اللحظة ) ،إذن الحقيقة التاريخية المجردة تقول، الإجماع والتوافق القومى هو أداة الشعب السودانى للإنجاز والإنقسام و الإقصاء هو الظرف الذى يعانى فيه الوطن وتنتكس مسيرته ،  فمسيرتنا  الوطنية منذ الإستقلال متعسرة  فقد خرج المستعمرمنذ نصف قرن أو يزيد ،  ولم نتمكن من تفكيك بنية التبعية  و لا تحقيق الاستقرار و التنمية المستدامة،  ولم نتمكن من تحقيق عدالة إجتماعية تقود كل شرائح الشعب للكفاية من الطعام والشراب والسكن  والتعليم والصحة بالمعايير الدولية ، ومازال الثلاثى (الجوع ـ الفقرـ المرض ) سيد الموقف فى كل أجزاء الوطن  هذة حيثيات كافية لضرورة نقد الماضى ودراستة وطرح سلبياتة البائنة وإستنهاض الحكمة منة بتفكير جديد ، وممارسة سياسية جديدة ، نتطلع أن تكون الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب ، هى الإجابة الصحيحة المعاصرة لمواجهة هذا الإنسداد والتحديات  الكبيرة  .

ماهى العقبات أمام الإستقرار فى السودان ؟
    •    عدم القدرة على إستيعاب التنوع ، والفشل التاريخى فى إدارتة منذ الإستقلال ، كانت  نتيجته الحروب المنتشرة وتقسيم البلاد .
    •    التنمية غير المتوازنة ولدت الشعور بالتهميش ، والإحساس بعدم العدالة والمساواة .
    •    إعتماد الديمقراطية المعيارية ، خلقت فوارق بين الأغلبية  والأقلية ، مما أهدر حقوق المواطنة المتساوية خاصة الحقوق الدينية والثقافية وقضايا الهوية .
    •    غياب النظرة الإستراتيجية لتحقيق العدالة  الإجتماعية للشرائح الضعيفة ، ومعاناتها من أجل الطعام والدواء والتعليم ومحاربة الفقر.
    •    عدم التوافق الوطنى ،  وصرف كل الجهد فى تكتيكات الوصول للسلطة والهيمنة على مقدرات المجتمع والإقصاء العلنى والخفى لمكوناته الفاعلة ، مما يصرفها عن معركة تنمية الديمقراطية إلى التآمر عليها  .
    •    بذل الجهد فى معارك الأيدولوجيا وصراع الثنائيات تفرق ولا تجمع مثل ( اشتراكى ـ رأسمالى ـ إسلامى ـ علمانى ـ حداثوى ـ تقليدى ـ ختمى ـ أنصارى ) وغيرها من أسباب الإنقسام فى المجتمع ،  فأصبحت كل صراعات القوى الوطنية ، التى تستهلك جهدها  حول هذه الثنائيات ، ويبقى سؤال؛ هل هذه  الثنائيات حسمها شرط لازم للتطور؟ أم أنها تخيلات وهمية يمكن للمجتمع أن يتطور متجاوزاً لها ، أويمكن ان يجد موقف وسطى حولها ؟  ثم لماذا الحرص على المعادلات الصفرية والمعادلات الربحية ممكنة حول هذة الثنائيات ؟؟؟ الإجابة العلمية من خلال دراسة التطور التاريخى للشعوب ، ليست شرط للتقدم والتطور الوطنى ، إنما هى أدوات إستقطاب سياسي ، إستسهلته الأحزاب منذ الإستقلال للتراشق فيما بينها لتحشيد الجماهير وتعبئتها .

دعوة لتفـــــــكيــــــر جـــــــــــــــديـــد

 (3)  كل ماذُكر أعلاه هو دعوة ودعم لتفكير جديد ، فى مشروع الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب ، الذي يمثل  مشروعاً تصالحياً شاملاً ليقطع عن الماضى المنقسم ، ويمكن من خلاله توظيف  طاقات المجتمع كله  من أجل الخير وفتح صفحة جديدة للتقدم ، بدل إستنفاد الطاقات  فى صراعات  الإقصاء ، وإهدارها فى صراع الإرادة  و الإخضاع   والنصر الزائف لإستئصال الآخر.
عليه أعتقد أن (الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب) هى الأساس للديمقراطية التوافقية  والمعادلة الكسبية العامة ، وشرط ضرورى لتنمية وتطور و إستقرار شعبنا وبناء طريق مغاير لماهو قائم من ممارسات وسلوكيات أورثتنا التخلف والحروب، ووضعت  سلامة ووحدة بلادنا فى محك الخطر ، لهذه الأسباب مجتمعة وبعد الفحص لحقائق التاريخ والجغرافيا وعلم الإجتماع والسياسة وتجارب الشعوب فى العالم ومن حولنا  ندعو للتفكير فى مشروع تكوين الكتلة التاريخية ، كأداة للتغيير ووسيلة للإستقرار ، لقطع الطريق أمام الدولة الزبائنية  Clientele State) ) ، وفتح الطريق لإنجاز كتلة برامجية  على مدى زمنى طويل حده الأدنى عقد من الزمان ، يمكن التجديد لها و تطوير الكتلة بعده.

(3)ماهو هدف الكتلة التاريخية وبرنامجها ؟؟؟

الكتلة التاريخية يقتضيها برنامج تاريخى لإعادة بناء الدولة ، يعالج قضايا التهميش والتخلف ، ويزيل مُعيقات جوهرية أمام مسيرة شعبنا  ويخلق حُلم  وطنى عام،  تلتف حولة أوسع قاعدة جماهيرية  صاحبة القدرة الحاسمة لتحقيق التغيير المنشود ، مؤشرات البرنامج الوطنى الأستراتيجى للكتلة التاريخية  الآتى :-
    •    تحقيق الديمقراطية المستدامة، كهدف ووسيلة للحكم والمجتمع بمعنى أن تكون القوى المكونة للكتلة التاريخية ديمقراطية  فى ذاتها ، وتستهدف الديمقراطية فى الدولة والمجتمع ، فالديمقراطية منتج يصنعه الديمقراطيون ،  وما غير ذلك بيع للوهم وإستمرار للسذاجة  ، فلا يمكن لمجتمع من غير مكونات ديمقراطية (أحزاب – نقابات - مؤسسات مجتمع مدنى ) أن ينتج ديمقراطية للدولة. (دمقرطة) المجتمع هدف أساسى للكتلة التاريخية ،تراقبه وتنتقده وترعاه بالقانون ، تزجر المقصر وتشكر المثابر ، من خلال الدراسات بشكل دورى ترصد و تحدد المؤشرات للأحزاب الديمقراطية والتكوينات المجتمعية الأخرى .
    •    لابد من تجاوز صيغة الديمقراطية المعيارية ، التى تقسم المجتمع لأغلبية وأقلية ، والنهوض بمقاييس ومعايير (للديمقراطية التوافقية)،  التى تمكن كل قوى المجتمع الحية من الوصول لمواقع التعبير الرسمى من خلال  الدستور و القانون ، الذى  يمّكن الشرائح الضعيفة من توصيل صوتها لمؤسسات الدولة ،وتضمن صيانة مصالحها .
    •    إنهاء التبعية وتأثيرات العولمة السالبة ، وتعزيز إستقلالية الدولة والمجتمع ، بما ينمى خصوصيته ويحافظ على قيمه وينقله من المستهلك للحضارة الإنسانية إلى مساهم فيها .  
    •    الإعتراف بالتنوع و إدراجة ضمن عناصر القوة لا الضعف والعمل على إدارته وتنميته والإحتفاء به ،  وحقوق المواطنة المتساوية بلا تمييز ومعايير الأخوة الشريفة النافية للعنصرية  .
    •    الكتلة البرامجية تدعم الدولة المدنية ، وتُحيد الملاسنات  الأيدولوجية ، التى تجادل  بدوغمائية إقصائية  و تعيد صراع الثنائيات، تعمل الكتلة التاريخية على دعم وتقوية ركائز الدولة المدنية الديمقراطية ، التى تقوم على كل ميراث الديمقراطيات الغربية ، فى الفصل بين السلطات ، و إستقلال القضاء ، وحرية الإعلام ، الإنتخاب الحر ، والشفافية والمساءلة  .
    •    تحقيق التنمية الإقتصادية بمفهومها الشامل ،  من خلال التخصيص الصحيح للموارد ، وتنميتها لمعالجة التشوهات وإستهداف الشرائح الضعيفة من خلال العدالة الإجتماعية على المستوى العاجل والمتوسط ـ  والطويل الذى يستهدف القضاء على الفقر.
    •    عقد المؤتمر القومى الجامع، للتصدى الجماعى والإجابة الحاسمة لكل اسباب الحروب والنزاعات الحادة وكيفية نحقيق السلام المستدام بالتصدى بشكل جذرى لأسباب الحروب فى المجتمع ـ وصياغة توازن عادل ، يعالج التشوهات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية،  ويضع الأساس لإعادة بناء الدولة لانهاء الحروب، وتحقيق السلام العادل .
    •    التأكيد على سلمية الصراعات والنزاعات و إدارتها ديمقراطياً وتحريم حمل السلاح الفتاك ، لغير القوات النظامية والأجهزة الأمنية ، لايمكن إقامة نظام سياسى ديمقراطى مدنى معافى وجزء من القوى الديمقراطية تحتفظ بمليشيات مسلحة أو جيوش خاصة ، التجريد من السلاح ، والإستيعاب وفقاً للمعايير القومية لبناء قوات مسلحة واحدة تحتكر العنف هى الأساس للديمقراطية التوافقية السلمية  المستدامة .
    •    إقامة إنتخابات ديمقراطية (توافقية) تضمن المنافسة والتوازن لتمكين كل مكونات الكتلة التاريخية  خاصة الضعيفة منها ( المثقفين ـ الشباب ـ المرأة ـ قوى الهامش ـ الأحزاب الصغيرة) للتواجد بنسب معقولة فى مواقع إتخاذ القرار .
    •    الإلتزام بالكتلة البرامجية ، التى تسطر البرنامج الوطنى الملهم
الذى يعزز مدنية الدولة ، ويقطع الطريق على التيارات الأيدولوجية ، التى تؤجج الصراع والإنقسام فى المجتمع  برفضها للحلول التوافقية ، و إدعائها (للجذرية) وهى فى جوهرها تصور أيدولوجى ، يدعم التوجهات الشمولية .
هذه هى المؤشرات الأساسية لبرنامج (الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب ) التى ستقود المجتمع والدولة لمرحلة إنتقال طويلة نسبياً ،قد تمتد إنتخابياً لثلاثة عقود متواصلة ، بدل  مراحل الانتقال العجولة السابقة ، التى تعيدنا للدائرة الشريرة بأسرع مما نتوقع .
(4) ماهى العناصر المكونة للكتلة التاريخية ؟؟؟؟؟

الكتلة التاريخية هى مشروع تصالحى شامل ، لايعزل أحد يوافق على برنامجها فى حده الأدنى  ، معيارها الإلتزام ببرنامج الكتلة واللوائح والمؤسسات المكونة لها ، وبهذا المعنى  يتضح أن الكتلة التاريخية تتكون من كل الفاعلين فى الساحة  الوطنية، ( أحزاب أقصى اليمين لأقصى اليسار ، مثقفين فى قيادتها ـ نقابات وقوى مجتمع مدنى فاعلة ـ المرأة ـ الشباب ـ أئمة المساجد والطرق الصوفية وممثلى الكنائس ) كل القوى الحية الراغبة فى صناعة تاريخ جديد ، وفق مشروع وطنى مجمع عليه، لمدى زمنى طويل .

هل ستشمل الكتلة التاريخية الإسلاميين الذين أتو بالإنقاذ أو شاركوا فى الإنقاذ الحالية؟؟
الإجابة بمستوى من الوضوح  الجهور نعم ، ستشمل الكتلة التاريخية كل من يرغب من الإسلاميين ، الذين خرجوا من الإنقاذ بدعاوى الإصلاح ، والذين يرغبون مستقبلاً الخروج من مؤسساتها  والإنضمام للمسيرة الوطنية ، الشرط الوحيد، هو نقدهم للممارسات السابقة ، من إقصاء وتعذيب، وإهدار لمصالح الوطن، وإلتزام بالديمقراطية وأحترام حقوق الإنسان  ، الشرط  هو النقد الذاتى الجهور والمعلن لتجاوزات وخطأ الإنقلاب على النظام الديمقراطى المنتخب ، وتحويل التداول السلمى للسلطة عبر الإنتخابات  لتأسيس نظام للمغالبة ،والقهر ،والإقصاء ،والإعتقال والتعذيب وتصعيد الحروب وتقسيم البلاد ، إذا إلتزم التيار الإسلامى بهذه المراجعات والنقد العلنى لتجربتهم فى الحكم ، ووافق على مبدأ عدم الإفلات من العقاب لكل يعاقب عليها القانون  ، بعد ذلك يمكن قبول المنتج الجديد منهم فى الكتلة التاريخية إذا وافق على برنامجها ، أن يُخلى  بينهم والشعب فى لحظة الخيارات الحرة(الإنتخابات )، ليُقّيمهم بمعرفته وحكمته من خلال صناديق الإقتراع الشفافة ، فيما يتعلق بتقديراتهم السياسية ـ أما التجاوزات الجنائية، فلابد من إخضاع أى متهم مهما كان للعدالة الإنتقالية والتأكيد على مبدأ عدم الإفلات من العقاب كأساس لبناء مجتمع العدالة  والإنصاف للمظلومين، يتم كل هذا بنزاهة، ومن غير تحيُز مسبق ضد المتهمين ، فى محكمة سيدها الأول و الأخير  القانون .
على الإسلاميين أن لايعتبروا هذا التسامح هو شهادة حياة جديدة لهم فهناك أسئلة كبيرة فى إنتظارهم ، وشك المجتمع فى نواياهم لة مايبررة من الواقع ، يجب عليهم عدم الضيق من الإتهامات ،والدفع  بالتأصيل للديمقراطية فى منظماتهم  و تأكيد قبولهم للدولة المدنية الديمقراطية ، وهى أساس مشروع  الكتلة التاريخية على مدى العقدين القادمين على الأقل  ،هذه واجبات الإسلاميين الذين سقطوا مع  الإنقاذ ولم يطالهم سيف القانون ،  النقد والمراجعة لايتوقعوا أنها ستذهب لوحدها، أو يقوم أحد بها نيابة عنهم ، و لا نريد منهم  إلتزام مأزق ، نتطلع لبحوث فى تجربتهم الطويلة ، ومناقشات جادة فى الندوات والسمنارات ، واللقاءات الثنائية  لإختبار وتأكيد إلتزامهم بالديمقراطية ،وبرنامج الكتلة التاريخية الذى ينتمون له ، وأن يعملوا على التأصيل  لهذه المفاهيم  من منطلقاتهم الفكرية ،لإقناع قواعدهم بالمشروع الوطنى الشامل الذى تطرحه الكتلة التاريخية ،لايقف هذا التحدى أمام السلفية الإسلامية وحدها فهناك السلفية الماركسية، التى تصعد الصراع الأيدولوجى ، وتدفع إلى إنقسام المجتمع، والسلفية الليبرالية مطالبة بالتأصيل لبرنامج الديمقراطية التوافقية، الذى تطرحه الكتلة التاريخية التى ينتمون لها  وأن تنفى كل القوى الإقصاء المعلن والمستتر لبعضها البعض .

هل الكتلة التاريخية هى شمولية جديدة بديل للتعدد الحزبى ؟؟؟

الإجابة بوضوح لا ، الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب هى إدارة وتهذيب للتعدد، حتى لا تكون هناك آثار سلبية على الاستقرار والقدرة على الإنجاز ، فى إطار الكتلة التاريخية تنشط الأحزاب السياسية فى الدعوة لبرامجها وأهدافها الخاصة ، مع تأكيدها الإلتزام ببرنامج (الكتلة التاريخية)  وأيضا الكتلة التاريخية لا تنفى المنافسة السياسية من خلال صناديق الإقتراع المتوافق عليها ، لإختيار أجهزة الحكم التشريعية والتنفيذية ،وكل ما هناك أن الكتلة التاريخية تقوم بمراعاة التوازنات المطلوبة ، لتكون هذه الأجهزة أكثر شمولاً وتعبيراً عن كل شرائح المواطنين ، هذه التنازلات ضرورية للديمقراطية التوافقية و للإستقرار وتحفيز المجتمع  على النهوض بكل شرائحة الحية و إزالة الغبن عن الشرائح الضعيفة، التى لا تستوعبها المنافسة بشروطها الحالية ، أيضاً الكتلة التاريخية  لا تنفى المطالب الفئوية  ، وإنما تقوم بالتحاور معها وترتيبها وفقاً لأولويات متفق عليها مع أطرافها حتى يندفع المجتمع لزيادة الانتاج بكل قواة الحية ،وحتى لايشل الصراع الفئوى النظام الديمقراطى ويضعف منتوجه مما يزهد الناس فيه.

(6)
ماهى مؤسسات الكتلة التاريخية ؟؟؟

الكتلة التاريخية القابلة للإنتخاب من توصيفها هى أجماع وطنى شامل ، قائم على برنامج بمدى زمنى طويل ، مما يلزم إقامة مؤسسات تعمل على الإدارة المستمرة للحوار داخلها وبين مكوناتها ولذلك لابد من هيكل تنظيمى لهذا الجسم السياسى المهم، وأقترح الآتى :-
1) جمعية عامة للكتلة التاريخية لها رئيس ونواب  بمثابة برلمان  شعبى تمثيلى  لكل الشرائح المكونة للكتلة التاريخية ، تعرض عليه كل مشاريع القوانين لمناقشتها ، وتبيان وجهة نظر كل المجموعات بشأنها ، لايتم اتخاذ قرار فى الجمعية العامة ،إنما أخذ الرأى و إعادة القوانين بعدها للجان متخصصة لإعادة صياغتها ورفعها للمكتب التنفيذى للكتلة التاريخية ، الذى يحكم الصياغة ويقوم  بإجازة رؤويته حولها بنسبة 60%  ثم تُرفع للحكومة التى تتولى تفاصيلها الروتينية وفقاً للدستور واللوائح المنظمة لأعمالها.
2) مكتب تنفيذى محدود ، له أمين عام وفاقى من الجمعية العامة  يكون متفرغاً لأعمالة .
3) سكرتارية  محدودة ومحترفة  ومتفرغة تخدم الجمعية العامة والمكتب التنفيذى .
4) لجنة حكماء  هى عبارة عن لجنة تشخيص المصالح الإستراتيجية للكتلة التاريخية تتكون من شخصيات قومية عرفت بالنزاهة والحيادية والسيرة الوطنية ، تقوم بالتحكيم لمعالجة الإختلافات والقضايا الإستريجية  مثل ( الانتخابات  ـ تشكيل الحكومات ـ المشاريع القومية وغيرها من القضايا الهامة اذا  إختلف على تفاصيلها)  وتتلقى الشكاوى من الأطراف المكونة للكتلة التاريخية ، تحقق فيها وتقترح الحلول للأطراف على مستوى الحوار الثنائى والجماعى .

(7) ضوابط لازمة لحماية وتأمين إستمرارية مكونات الكتلة التاريخية

لابد من صياغة لوائح تنظيمية صارمة، تنظم أعمال مؤسسات الكتلة التاريخية  وأن تتميز قدر المستطاع برامج الكتلة بالتوازن المطلوب ، والبراجماتية العملية  ان تتجنب المنازعات الأيدولوجية ،و أن تدفع كل الجهات الممثلة فى الكتلة التاريخية بأفضل عناصرها ، التى تقدس العمل الجماعى وتؤمن به ،وتسعى لإيجاد القواسم المشتركة بنزاهة تبتعد عن المناورات التكتيكية ،التى تقود للأصطفافات غير المقدسة ، من أجل الإستحواذ والهيمنة ، أن تراعى قيادات الكتلة التاريخية الدورالمميز للمثقفين والثقافة فى الحفاظ على حيوية المشروع الوطنى، وإستمرار حفز الهمم الوطنية للإلتزام به، ورفع روح الإنجاز لكل أطرافه ، أن تراعى فى ذلك تجارب الشعوب والعالم من حولنا للخروج بشعبنا لمصاف الأمم المتقدمة .

خــــــــــــــتــــــــــامـــــــــــــــــــــــــــــة

مشروع الكتلة التاريخية هو محاولة للخروج من الإنسداد التاريخى الذى واجهه شعبنا منذ الإستقلال ، بعقبات متعددة و إنحرافات حادة ،آخرها نظام الإنقاذ  ، الذى كلفنا دماء وإهدار موارد هامة، وفوق ذلك وحدة البلاد وسلامة أراضيها، نطرحه للنقاش الوطنى العام، حتى يكتمل بمساهمة الجميع ، ويصبح نواة لمشروع قومى وطنى شامل ، يلهم شعبنا لمواجهة تحدياته ،وتفجير طاقاته الإبداعية الكامنة ، التي تمكنه من  تقرير مصيره، والسيادة على ثرواته وتحقيق التنمية المتوازنة والمنشودة بكل أبعادها السياسية والإقتصادية  والثقافية والاجتماعية ، مختتماً بقول الشاعر الدبلوماسى  د.محمد المكى إبراهيم
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنىً أن يعيش وينتصر من غيرنا ليُقرر التاريخ والقيم الجديدةَ و السِير من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمة جيل العطاءِ المستجيشُ ضراوةً ومصادمة المستميتُ على المبادئ مؤمنا المشرئبُ إلى النجوم لينتقي صدر السماءِ لشعبنا جيلي أنا... هدم الُمحالاتِ العتيقة وانتضى سيفَ الوثوقِ مُطاعنا ومشى لباحات الخلودِ عيونهُ مفتوحةٌ وصدوره مكشوفةٌ بجراحها متزينة متخيراً وعر الدروب.. وسائراً فوق الرصاص منافحا جيل العطاءِ لك البطولاتُ الكبيرةُ والجراحُ الصادحة ولك الحضورُ هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحة ولك التفرّد فوق صهوات الخيول روامحا جيل العطاء لعزمنا ... حتماً ُيذلُّ المستحيل .. وينتصر وسنبدعُ الدنيا الجديدةَ وفقَ ما نهوى ونحمل عبءَ أن نبني الحياة ونبتكر
جيلى أنا

التاريخ 05\02\2014
المراجع
    •    مجلة المثقف العربى
    •    الديمقراطية عائدة وراجحة-  السيد الصادق المهدى
    •    نحن والتراث – الخطاب العربى المعاصر د.محمد عابد الجابرى
    •    مجلة المستقبل العربى عدد نوفمبر 1982
    •    مجلة اليوم السابع  عدد أكتوبر- 1987
    •    ميثاق النظام الجديد حزب الأمة
    •    السودان النهضة أو الإنهيار – دكتور شريف حرير – ترجمة مبارك علي عثمان – مجدى النعيم
    •    In search of the lost wisdom war and peace  in the Nuba Mountain  by- DR Hamid Elbashir Ibrahim 1997
    •    محاضرة الوحدة الجامعة – للسيد  راشد الغنوشى
    •    الأمير الجديد - أنتونيو قرامشى
    •    قضايا الديمقراطية فى السودان – المتغيرات والتحديات –  السيد محمد ابراهيم نقد .
    •    ورقة الديمقراطية التوافقية طريقنا للإستقرار السياسى  – د.الطيب زين العابدين .

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق