الاربعاء, 19 ديسمبر 2018 04:17 مساءً 0 444 0
ألوان الحياة
ألوان الحياة

الدولار المزازى

 

اسود : فى الثمانينات طالب الاستاذ الصحفى المخضرم محمد احمد عجيب بان نلغى عملتنا الوطنية ونعتمد الدولار عملة لنا طالما ان كل شئ اصبح مقياسه الدولار . الاخبار الرئيسية هذه الايام هى ارتفاع وانخفاض اسعار الدولار وهبوط قيمة الجنية السودانى الذى اصبح يهبط بسرعة الصاروخ ، وحينما تتخذ بعد الاجراءات الامنية فى اغلب الاحيان وليس الاقتصادية يستقر قليلا ليعود للهبوط مرة اخرى . آلية صناع السوق نفت اليوم فى تصريحات صحفية ان ليس لها علاقة بانهيار الجنيه وارتفاع سعر الدولار، قال الذى صرح باسمها نحن مجرد لجنة تعلن الاسعار . اذا ما الفائدة من وجودها اصلا  طالما انها مجرد معلنة للأسعار ، هذه وظيفة موظف علاقات عامة نعلم إنها سياسات كلية وكان الهدف من انشاء هذه اللجنة المكونة من البنوك وأصحاب المصلحة اتحاد اصحاب العمل ان تقرب بين السوق الموازى والرسمي ولكن للأسف هذا لم يحدث بل زاد سعر الرسمى للضعف وتضاعف سعر الموازى الى اضعاف سعره الحقيقى . وحينما اتخذت اجراءات أمنية هبط سعر الدولار هبوطا سريعا يؤكد انها مضاربة يديرها تجار العملة ويستغلون حاجة السوق الى العملات الاجنبية مما افقد الجهات المختصة السيطرة على اسعار العملات الاجنبية . هذه التجربة اى آلية صناع السوق تحتاج الى تقييم سريع والواضح ان ليس لها تأثير على تحديد أسعار العملات الاجنبية . والسؤال من يسيطر على أسعار العملات الأجنبية ؟ من يملكه بالطبع ومن الواضح ان شح العملات الاجنبية فى بنك السودان وتوفره لدى تجار العملة جعلهم يسيطرون على أسعاره بل ان حصائل الصادر وتحويلات المغتربين يسيطر عليها هؤلاء المضاربون مما جعلها خارج النظام المصرفى بل خارج البلاد . اذا الامر يحتاج الى معالجة جذرية وجادة اذ  لا يمكن ان تفقد المؤسسات الاقتصادية الحكومية البنك المركزى والبنوك التجارية السيطرة على العملات ،الجنيه الذى هرب من البنوك والذى يخرج ولايعود مرة اخرى لها والعملات الاجنبية التى لا تدخل البنوك اصلا . سوق العملات والتعامل مها اصبح خارج النظام المصرفى مما افقد المواطن الثقة فيها وتحولت العملات الى سلعة متداولة حتى ربويا دون وازع دينى او اخلاقى . الميزانية العامة امام البرلمان الان فاذا لم تقدم حلولا لهذه الازمة الطاحنة فلا داعى لعرضها او الحديث عنها الاولوية هى السيطرة على سوق العملات { المزازى } حتى تستعيد البنوك عافيتها .  
اسود جدا : لم استطع امس صرف شيك بمبلغ ألف جنيه  لا توجد سيولة فى البنك [ الله المستعان ]  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق