الخميس, 20 ديسمبر 2018 01:31 مساءً 0 232 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

الرياض عاصمة الإعلام العربي...هل من عاصمة اليوم ؟

 

صرعة بضة ولكن
بينما كنت متزاحفا ومتزاحما مع آخرين فى شارع الإنقاذ، غاظتني نظرات صبية يقودون عربة بإهمال ويتبادلون البصق عبر النافذة فى وجوه المتزاحمين، لا تستطيع أن تتنبأ بقادم حركتهم ومفاجئ سكنتهم، أصواتهم ترتفع ومع بليد تحديقاتهم ظننتهم قصدا يستفزوننى،ولدى عطفهم يمنة لخروج مباغت من الشارع سمعتهم بلا ذنب يسبوننى بلفظ منتهى قبحه ربطه لعنا باسم الأم، فاحتملت فوق طاقتى متذكرا مصير ذات الإستشارى النطاسى البارع شرف طبنا الذى ترجل ناسيا متقلبات العصر ومتغيراته لينتهر صبية مفحطين، وكان جزاؤه ضربة قاصمة من أحدهم بعجل حديد تناوله من شنطة سيارتهم الخلفية متسببا فى إصابته بعاهة مستديمة كانت سببا فى وفاته عالما فذا ليبقى بعده هؤلاء الصبية من شباب اليوم والواقعة كانت فى أواخر تسعين القرن الماضى والتفحيط لازال صرعة بضة الإيهاب لم يتم حسمها سراعا فتوالت تباعا وتطورت وبالا.
لرياضٍ بلا مخدرات  
تذكرت الواقعة الأسيفة بفجاج أرضين الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التى هببتُ إليها مدعوا مع زملاء من وزارة الإعلام بالمملكة لحضور إحتفائية إختيار الرياض من قبل الجامعة العربية عبر أجهزتها المعنية عاصمة للإعلام العربى متسلمة الراية من بغداد، وصاحبت الإحتفائية معارض ملخِصة باستفاضة بالطرح والعرض المملكة ما تكون فى قادم السنوات، شرطة مكافحة المخدرات السعودية تنظم معرضا مصاحبا ضمن المعرض الفخيم تحت عنونة السعودية كل الألوان، تُحدث الزائرين كما حدثتنا نحن معشر الإعلاميين المدعوين، عن خطر المخدرات الداهم والساحق والماحق للفئات العمرية الشبابية، شرطة المكافحة مجهِزة سيارة أعددتها خصيصا بمواصفات تصيب من يقودها  إفتراضا من الزائرين بإحساس المتعاطي مخدرات تشوش عليه سلامة الرؤية فيتصور أمامه كل ما يجره لإرتكاب الحادثة الأفظع، وعي متقدم لدى قيادة المملكة بخطورة المخدرات وأهمية التشارك الجمعى فى مكافحتها حماية للشباب الفئة المنتجة، والإعلام رأس الرمح لتكون الرياض عاصمته المختارة عن جدارة واستحقاق، ومعرض شرطة مكافحة المخدرات رسالة ذكية للإعلام العربى ورسالة للإنتباه.
الصحة صارت تطبيقا
قريبا من معرض شرطة مكافحة المخدرات، ينتظم شباب سعودي فى ركن قريب معبرين عن التطور الصحى الهائل للمراكز والمستشفيات لتقدم خدمة تتواكب والتطور الإنسانى وتصبح بعده تطبيقا فى الهواتف الجوالة، الإعتماد على الشباب رسالة عميقة لحمايتهم من الوقوع فى براثن المخدرات وتعزيزا لحقيقة العقل السليم فى الجسد السليم المعافى من المخدرات وملحقاتها التى تحتاج لمكافحة ذكية قوامها الفئات المستهدفة نفسها لإعدادها رافضة لأخطارها الناسفة، رسائل سعودية ذكية ليكون إختيار الرياض عاصمة للإعلام العربى أكثر عمقا، وليكون إعلامها واقيا للإنسانية من مهالك لا حصر لها.
كل الألوان سعودية
معرض كل الألوان السعودية تزامن فى نسخته الحالية مع إختيار الرياض عاصمة للإعلام العربى وهو بمثابة تلخيص لتاريخ المملكة وحاضرها بين الأمس واليوم إستشرافا لمستقبل أرحب، وللصورة فى الإعلام السعودى مكانة تاريخية خاصة، إذ يحتفى بها داخل معرض كل الألوان وكأنها كائنات تسعى بأرواحها منها ما أصبح أثرا بعد عين، ويجمع المراقبون على أن إختيار الرياض عاصمة للإعلام العربى حدث له ما بعده يفصح عن تطورات إيجابية معززة بالقواسم المشتركة ضرورة التوحد عربيا وإنسانيا وبعيدا عن آداب الإستقطابية والإقصائية، والإختيار لا ينبغى أن يكون مجرد إحتفائية بإختيار  الرياض عاصمة للإعلام العربى بأبعاد إنسانية، وعاصمة المملكة قادرة على أن تخلق منافسة قوية على هذا الإختيار، لا مناسبة ينساها الناس بمراسم التسليم والتسلم، ولأن الإعلام ذاكرة الأمم والشعوب، ينبغى أن تكون عاصمته المختارة على قدر التحدى والمسؤولية الملقاة على العاتق، ليس من مجال وفسحة للإختيارات الشرفية، والرياض مؤهلة لتجعل من الإختيار قيمة بالسعي الجاد لتطوير العمل الإعلامى وخلق شراكات حقيقية بين الإعلاميين بمقترحات وروشتات قابلة للتنفيذ كالتى تبارى فى طرحها ثلة من خبراء الإعلام فى ندوة جامعة سبقت إحتفالية التسليم والتسلم بين بغداد والرياض، وتنادي الصحفيين والإعلاميين العرب للرياض تعزيزا وتأكيدا على جدارتها وأحقيتها بالإختيار الذى يضاعف من أدوارها ومسؤولياتها الكبيرة كقوة إقليمية تتعرض لما قد يتعرض له الكبار فى عالم اليوم الذى يفور محنا وفتنا، فالتحية للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا على أدوارها المميزة لجعل الحياة الإنسانية أفضل وبالإنسانية لا غيرها تغدو الرياض أكبر بعاصميتها للإعلام العربى من أخطار به محدقة ومدمرة.      

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة