الأثنين, 11 ابرايل 2022 03:06 صباحًا 0 1269 0
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب .. مع عثمان سنادة .. الموت بعيدا عن الشجرة
اجراس فجاج الارض .. عاصم البلال الطيب  .. مع عثمان سنادة .. الموت بعيدا عن الشجرة

العزيز عوض أحمدان ترجمان الصحافة والإعلام يهاتفنى مستكتبنى من حسن ظن لأسرة مبدعنا عبدالرحمن بلاص التى تعد العدة لاصدار سفره للناس والحياة والتاريخ وللحظتها لم افعل ويا لى من غافل عن فرصة تدوين اسمى جنب سيرة  عظيم ومبدع فنان! ويهاتفني مجددا أحمدان للسؤال عن أستاذنا وكل الاجيال الصحفى الثبت عثمان سنادة المتوارى بالامرين الكبر والمرض ولا طرف ثالث يجمعنا وأصدقاؤنا المشتركون الأعلام عبدالله عبيد وابراهيم عبدالقيوم وسلسلة طويلة من الإسماء توارت بالموت وتحت التراب، تواعدت وأحمدان لنفعلها وظنى بعد يأس فعلها وحيدا ونقب فى باطن الأرض بحثا عن الذهب عيار عثمان سنادة من الرعيل الامثل فى سفر أهم شخصيات الصحافة والإعلام التي مرت بالبلاد وكنا وكانت أخبار اليوم من المحظوظين بتجمع كل العظام فى أوقات تاريخية فارقة وقف وراء اللمة أستاذنا وتلميذهم احمد البلال الطيب ملك القدرات للإيتاء بالإستثناء في كل شئ وفى النبل والوفاء، يدخل ليرأس اجتماعات هيئة التحرير العليا فيتحول لمقاعد المحررين ويرأّس الاستاذ عثمان سنادة الذي لم يلاقنى من هو فى ادبه وغزير علمه ومعرفته، يستحى هذا العثمان من المصافحة دعك من أن يدخل معك فى محاورة، كنت أتصيد وأتسقط لقياه لاستمع لمدحه وثنائه لما أكتب هاهنا شادا من ازري واهتمامي باللغة وكنت أعجب من مقدار صدقه فلا املك إلا تحسس رأسى و ليومنا استقوي بمدحه  علي منتقدى وجودي عندهم مدعيا بين الكتاب، سيرته الباذخة مربوطة بأم الوكالات سونا، الوكالة التى لو حظيت باستقلالية لكانت وكنا من العظماء ومن مؤسسيها ومثبتى اقدامها الأستاذ عثمان سنادة،دعونى اناديه بالعم عثمان، تفهم وانت فى حضرته ومعيته معني مفردتنا يا حبوب، لاتفارق الابتسامة محياه ووجهه الصبوح، استحيت مرات من  مغازلته باتساع عيونه وما فيها من فطنة وأشارت الذكاء الخاص ووضوح قسمات الشلوخ السلالم وتفاصيل اخري مصورة للرجولة والشهامة، إلتحق باخبار اليوم وهو إسم وعلم ليقدم درسا لكل من عاصروه من شباب الصحافة والإعلام فى القيام بأصغر الوظائف والمهام التحريرية فيحيلها للأهم والأخطر،حركة دائبة بين مختلف الاقسام ممسكا بالأوراق والأقلام في كل اللحظات، يحادثك بعيون حاذقة من وراء نظارته الطبية كان مرتديها او متخيلها بينما هى معلقة بسلسلها قلادة متدلية، يبدى الملاحظات حييا على الأغلاط ولو كانت غلاظ،عثمان سنادة إسم ضمن سلسلة فريدة لم تجد من يوثق لها، أستاذنا صديق البادى يعكف على توثيق سيرة الصحافة السودانية وللعم عثمان قدح لدى ود البادى مُعلى،لا أنسى موقفا ابدا والعم عثمان يحتضن يوما العاملين بشركة اليوم بحب متحمدلا السلامة، اتفق العاملون على رحلة تبرع هو بمقرها شجرة ظليلة بشمبات الزراعة احد مقار إقامته زوجا للبروف ختمة أحد أساطين وعلماء كليات زراعتنا الجامعية، يوم الجمعة المضروبة المؤجلة هبت عاصفة هوجاء ألقت بالشجرة العملاقة أرضا فهوت بحجمها فى كلية مساحة احتضان الرحلة و لو قامت لكنا عصفا معصَوفا، العم سنادة له نصيب عظيم من حنية كبارنا العزاز، هزه سقوط الشجرة متصورا الفاجعة لو الرحلة تمت فى الميعاد، فرحا يمضي بالتهانى بين العاملين حبا لهم ولطول اعمارهم، وبمثل هذه الأحاسيس بارك الله في عمره ورفع بين الناس قدره، لكنا لسنا مثله لم نكن بعظمته وقت احتاجنا فى عزلته الاخيرة بين الامرين ونحن ضياع عن الانفس وسط أنواء غربات الذوات وخضم الحراك الانتقالى الرهيب وملمة الجائحة التى ألهتنا عن انفسنا واهلينا وعن العم عثمان سنادة من رحل عنا بعد عمر زخير العطاء وفير السخاء متقلبا فى فُرش مختلف وسائل الصحافة والإعلام معطها عمره متقلدا باحقية واقتدار أعلى المناصب بالوكالة الأم ورئاسة تحرير عدد من الصحف،ولما سلم راية القيادة هنا وهناك ناضجا امتثالا  لطبيعة العمر لم يذعن ويستسلم مقدما اروع ما عنده لتلاميذ كُثر انا بينهم ومنهم بلا منٍ واذى، يشق والله علينا غيابك العم عثمان رغم تعودنا عليه وانت بيننا لكن وجود امثالك عن بعد بين الظهرانين مبثة للطمآنينة،فليرحمك الله بقدر  ما قدمت واجزلت للسودانيين والانسانية مخلفا من ورائك حياة قوامها أسرتك خاصتك و ريح الممتدة التى وهبتنا العم عثمان سنادة من لا يموت مثله الا فى الازمان الطيبة، فالرحيل فى شهر الصيام والقوام إمارة قبول وحسن ختام.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

مسئول أول
المدير العام
مسئول الموقع

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة