الخميس, 03 يناير 2019 03:55 مساءً 0 252 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

خطاب رئيس الجمهورية

 

الخطاب الذي ألقاه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في احتفالات العيد الـ(63) للاستقلال بالقصر الرئاسي حوى إشارات سياسية واقتصادية مهمة، وجاء في وقت هو أحسن الأوقات وبلادنا تحتفل بالذكرى الـ 63 للاستقلال، وأسوأ الأوقات إذا نظرنا إلى أننا أمة منقسمة بين الحكومة التي تمسك بمفاصل الدولة والحكم والثروة السلطة والجيش والأمن والشرطة، وبين المعارضة التي خرجت للشارع في مسيرات متواصلة منذ أيام.
لعل خطاب رئيس الجمهورية جاء مستوعباً للتطورات الاقتصادية عندما قال إن السودان يمر بظروف اقتصادية عصيبة ألقت بانعكاساتها السالبة على الوضع الاقتصادي وقطاع كبير من المواطنين، وهو الحديث الذي يؤكد أن الرئيس مدرك لجوهر المشكلة الاقتصادية بالبلاد خاصة أنه شكر الشعب السوداني على صبره المتواصل على تطاول الأزمة الاقتصادية التي جاءت بسبب الحصار الاقتصادي، فالسودان رفض أن يبيع دينه من أجل القمح أو البنزين.
رئيس الجمهورية أشار إلى أن السودان يسعى للخروج من نفق الأزمة الاقتصادية ببناء جسور التعاون الاقتصادي مع روسيا وبلاروسيا والصين وتركيا.
وجاءت زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا ضمن الخيارات المفتوحة للسودان بعد أن وقفت بعض الدول التي ساندها السودان تتفرج على الأزمة الاقتصادية التي بدأت في رمضان الماضي، وها هو العام الجديد يهل وما تزال الصفوف متراصة أمام محطات الوقود والمخابز والصرافات.
وقد أشار رئيس الجمهورية إلى هذه الحقيقة من وراء الكلام الذي قاله في الخطاب الذي ألقاه في القصر الرئاسي. الروس الحلفاء الجدد للسودان قادمون وقد وصلت طلائعهم في زيارة وزير النفط والغاز والمعادن الأخيرة للبحر الأحمر، حيث اتفق الجانبان السوداني والروسي على بناء مصفاة جديدة للنفط ببورتسودان طاقتها الإنتاجية ما بين 200 ـ 220 ألف برميل في اليوم من خام البترول الذي ينتج في أغلب دول الجوار بما فيه البترول الذي يتم إنتاجه في دولة جنوب السودان، وإذا تم بناء هذه المصفاة مع عبور نفط الجنوب عبر موانئ البحر الأحمر وحصول السودان على رسوم عبور وتكرير وسيادة أرض فإن ذلك يعني أن الأزمة الاقتصادية في طريقها للانفراج مع النظر للاحتياطي الكبير لبترول السودان الشمالي الذي قطع فيه العمل شوطاً بعد وصول الوزير الهمام أزهري عبد القادر، ما يعني أن إنتاج هجليج سيرتفع بمعدلات كبيرة مع الاكتشافات الضخمة في البحر الأحمر مربع 15 أو الشمال أو الشرق أو دارفور.
وعملاً بالأثر النبوي (بشروا ولا تنفروا) رغم النفق المظلم الذي يحيط بالوضع الاقتصادي حالياً  هنالك بشريات قادمة من أضواء النهار كما يقول الروائي العالمي والأديب السوداني الراحل الطيب صالح.
خطاب الرئيس اعترف بالأزمة، وهنالك أحاديث بأن المعالجة تبدأ بتعديلات كبيرة في الطاقم الاقتصادي الذي كان أساس البلاء الذي يحيط بالبلاد من كافة الجوانب، وربما تكون التعديلات الوزارية أول خطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي.  

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق