الأثنين, 08 أغسطس 2022 05:49 مساءً 0 353 0
ندي القلعة هل تفعلها ” نقوط زمن القحط
ندي القلعة هل تفعلها  ” نقوط زمن القحط
ندي القلعة هل تفعلها  ” نقوط زمن القحط
ندي القلعة هل تفعلها  ” نقوط زمن القحط




عواطف عبداللطيف
اعلامية وناشطة اجتماعية  مقيمة بقطر
ربما لا يستطيع أي شخص أنكار  ” النقوط ” كعادة منتشرة بين كثير من الشعوب حيث تدفق العملات باختلافها وأنواعها علي روؤس المغنيات طربا و تعبيرا عن الفرح او شخصنة واثبات  للذات  او  مشاطرة  للأهل  والصحاب في المناسبات السعيدة كالزواج وغيره ..

كانت ” النقوط ” يمارسها ” الزولات ” ضمن رزنامة الترابط و التآزر المجتمعي  فتسجل الاسماء بكشف وتطلق  الزغاريد وتسلم ليلة الحنة لأم العريس او العروس .. لتجبر الكسر وتسد النواقص إن كانت  ذبيح ولائم المعازيم  او تكملة لاثاثات بيت الزوجية  الخ ..

في الفترة الاخيرة باتت ” النقوط ” تتشكل كظاهرة ” تفاخرية منفرة ” لكثافة الاموال التي يدفقها الشباب وبنشوة عارمة للدرجة التي باتت مؤذية حتى للمغنيات و لتزامنها وتردي الاوضاع الاقتصادية والاوجاع التي تلف بظلالها غالبية المواطنين ..

بالأمس أدفق شباب نقوط كالسيل علي رأس احدى المغنيات حتى  غطت كامل الساحة تحت أرجلهم المتزاحمة لافراغ حمولتهم من الأموال التي ربما حازوها بذات السهولة وفى لحظة نشوى ذاتية وكأنهم هبطوا من كوكب آخر.

فتحولت النقوط لظاهرة مريبة مع ظهور ما يطلق عليهم ” الدهابة والقونات ” والبلاد موجوعة  بكثير من القضايا المجتمعية  وكأنهم رديفان لفعل بات يطرح علامة إستفهام لممارسة منفلتة وبأموال مستجلبة بذات الفوضوية ..  أين يا ترى تذهب هذه الاموال ” المتدفقة ” طالما هي خارج اطار التآزر ودعم العرسان وأسرهم ..

بل أين هي  من البطون الجائعة التي باتت أقرب لاشباع حاجتها من طين الارض .. أين هي من المشردين وأطفال الشوارع ..

والاسر المتعففة التي تغلق ابوابها علي ماسي ومحن ومرضى وكبار سن وعجزة .. …قد يسأل سائل وما دخل الفنانة ندى القلعة بجوع أطفال الشوارع والمشردين والنقوط التي تكب علي الرؤوس وتدعسها الأرجل ..

نعم فالقلعة فنانة لا تخطيها العين ورمز مؤثر بالساحة الغنائية الفنية ونأمل منها وآخريات قيادة مبادرة مجتمعية لتشجيع المغنيات  ليكونوا ضمن نسيج المجتمع ومنحازات للظروف التي يعيشها بوضع صندوق بمكان بارز جوار المغنية به رسومات معبرة لحاجة الاطفال الجياع والمرضي  ..
ويطلق منظمي الحفل بين فاصل غنائي وآخر دعوة للشباب ” لكب النقوط ” بالصناديق او فالنقل ” قفاف تراثية ” .. مع تداعي نقابات الفنانين والمهن الابداعية الثقافية والتشكيليين للتكاتف لافراغ شحنة الشباب ورغبتهم في التعبير لصالح الغالبية الضعيفة من الجوعى والمرضى واطفال الشوارع علي ان يكون للمغنية نسبة محددة ..

ان غالبية التروس العالية والعادات النشاز والمخالفة للذوق العام  حوربت بجهود فردية من شخصيات مؤثرة في المجتمع ورويدا رويدا تلاشت .. كتعليم البنات و الشلوخ وطهور البنات الخ ..

نطمح ان تتبنى كوكبة الفنانات الطليعيات أرجاع النقوط لعادة سمحة كمؤازرة وسند لاهل العرسان والمحتاجين وليس للمفاخرة والتناطح ومضايقة المغنيات في وقت تصوص فيه بطون ” الجهال ” جوعا ..فالنقوط في زمن القحط تخل بالموروث المجتمعي وتسيء للعملة الوطنية وكثير منه .. أنهضي يا القلعة  ..

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

Hassan Aboarfat
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق