الأحد, 13 يناير 2019 03:11 مساءً 0 245 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

الرئيس لن يتنحى

ستعادت الحكومة زمام المبادرة باللقاءات التي نظمتها بدءاً من اللقاء الذي تم مع قيادات الجيش في التمرين الختامي لمهرجان الرماية العسكري (55) بالمعسكر التدريبي شمال شرق مدينة عطبرة بولاية نهر النيل الذي كان فرصة لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير أن يخاطب الجيش السوداني متهماً من سماهم بالمتآمرين على السودان بزراعة خونة وعملاء وسط السودانيين استغلوا ضعاف النفوس للقيام بأعمال تخريبية.
وأكد الرئيس ثقته في القوات المسلحة بقوله (كان وقت المزيكا كل فار يخش جحرو).
ولعل أهم حديث أدلى به رئيس الجمهورية أمام قيادات الجيش قوله (البعض ـ في إشارة لقوى المعارضة ـ طلبوا من الجيش السوداني تسلم السلطة) معتبراً أن لا مشكلة في ذلك، وقال البشير (لو جا واحد لابس كاكي ما عندنا مانع) فالجيش لا يتحرك من فراغ وإنما لدعم الوطن ومكتسباته.
ووعد الرئيس بالاهتمام بأفراد القوات المسلحة في معاشهم وتقديم الخدمات من تعليم وصحة وإسكان وغيره، وإعطاء كل فرد حقوقه كاملة في الدولة لأنهم يستحقون ذلك.
حديث المشير عمر البشير كان واضحاً لمن وصفهم بالمتآمرين الذين يسعون لزعزعة أمن الوطن وإحداث الفتنة في الجيش، ما يعني أنه كما يقول المثل السوداني (وضع الكي محل الوجعة).
وجاءت أحاديث رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ركن كمال عبد المعروف متناغمة ومنسجمة مع أحاديث رئيس الجمهورية المشير عمر البشير القائد العام لقوات الشعب المسلحة.
حيث قال الفريق كمال في مهرجان الرماية العام بعطبرة إن الجيش يعي ما يحاك ضد الوطن وما يتعرض له من تآمر وزعزعة لأمنه واستقراره، مؤكداً التزام القوات المسلحة بأن تكون حارساً أميناً للوطن تدفع عنه كيد الكائدين والخونة والوقوف خلف قيادتها من أجل الأمن والاستقرار والحفاظ على سلامة المواطنين.
على ذات الدرب سار الرجل الثالث في الجيش الفريق ركن عبد الفتاح  البرهان رئيس أركان القوات البرية في رسالة لمن اسماهم بالمشككين والمتخاذلين وأصحاب الأهواء بأنهم لن ينالوا من القوات المسلحة، مؤكداً أن الجيش ولد موحداً.
مثل هذه الأحاديث من قيادات الجيش بدءاً من المشير عمر البشير القائد العام لقوات الشعب المسلحة والفريق أول ركن كمال عبد المعروف رئيس الأركان المشتركة والفريق ركن البرهان رئيس أركان القوات البرية تؤكد أن الجيش على قلب رجل واحد، وترسل رسالة للمجتمع الدولي بأن السلطة على مستوى المؤسسة العسكرية موحدة ما يعني أن الحكومة مازالت تمسك بزمام المبادرة وأن كل الأحاديث التي روجتها وسائل الإعلام الغربية وبعض الوكالات الداعمة للاحتجاجات غير صحيحة.
وهو يعطي الدول الكبرى البوصلة الصحيحة لتقويم الأمور في السودان وفقاً لمعادلات القوى العسكرية للجيش السوداني الموحد خلف قيادته.
أضف إلى ذلك أن التصريحات التي أطلقها النائب الأول الأسبق للرئيس علي عثمان محمد طه واتهامه للمعارضة السودانية ممثلة في الشيوعيين والبعثيين والحركة الشعبية الداعين لتدخل الجيش بأنهم عاجزين ومفلسين فكرياً وأن مهمة الجيش هي تأمين الحدود والدستور وأن الرئيس لن يتنحى عن السلطة.
على ذلك رسالة قادة الجيش مع رسالة الرجل القوي في الحركة الإسلامية أكدت أن الجيش والحزب الحاكم والإسلاميين خلف الرئيس دعماً وتأييداً، ما يبطل الأحاديث التي يرددها من يصفهم الرئيس بالخونة والمارقين والمدسوسين.
ثمرات هذه الأحاديث تنعكس إيجاباً على الاقتصاد لأنه في مناخ الخوف والإشاعات يتدهور الاقتصاد وتهرب رؤوس الأموال والاستثمارات للخارج.
مثل هذه الأحاديث أشبه بالبدر الذي يبدد ظلام طيور الظلام كما قال أحد قيادات الحركة الإسلامية في لقاء خاص مع قناة خارجية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق