الثلاثاء, 15 يناير 2019 04:01 مساءً 0 246 0
أيام وليالي
أيام وليالي

ليل قوانجو الطويل

كان ليلا طويلا واليوم كله كان طويلا على غير العادة في هذا الزمان حيث تمر  اليوم مر السحاب..ويشكل فرق الزمن او التوقيت بين الصين والسودان بعدا آخر يزيد السرعة أيضا خاصة ان الفرق6 ساعات فحين يشرق فجر الخرطوم ينتصف نهار بكين.
هنا في قوانجو عدد من الإخوة السودانيين المقيمين مع أسرهم او من هم بدون عوائل وتجمع شملهم  الجالية السودانية التي يزيد عدد عضويتها على ثلاثمائة شخص.. والسودانيون هنا في قوانجو مترابطون بشكل واضح وتجمعهم أخوة حقيقية وعمل واضح العيان من اجل السودان..صحيح ان هناك خلافات تطرأ هنا وهناك ولكن تحت إطار الجالية وروح المحبة التي ترفرف بجناحيها..وتظل الجميع..ربما يكون هناك رقراق يسمح بتسلل ضوء النهار ..!
لقد ألقت أحداث السودان بظلالها على كل التجمعات السودانية في المجهر...وهو أمر يحدث  منذ عقود طويلة كلما الم بالوطن الم او حدث ذي شأن يستدعي ان يلتف الناس حول البلد وان اختلفوا وتنازعوا.
لقد درجت الجالية هنا على الاحتفال بذكري الاستقلال منذ سنوات وهو احتفال ظل يجسد محبة السودانيين لوطنهم الأم..ورغبتهم في ان يكون الاحتفال معبرا عن الوطن ويقدمه للناس في المهاجر جميلا رائعا كما هو رائع وجميل في الدواخل والأحاسيس..ولذلك و وجدت فكرة الاحتفال بالاستقلال تحت ظل الظروف الحالية في الوطن معارضة من  عدد من أعضاء الجالية الذين يروون انه لا داعي للاحتفال تحت هذه الظروف داخل الوطن الأم.
أخيرا كان قرار المكتب التنفيذي للجالية إقامة الحفل لان الارتباطات والتجهيزات تمت قبل  الأحداث الأخيرة.. وكنت قد أشرت في العمود السابق الى الدواعي التي أملت على المكتب اللجنة التنفيذية للجالية إقامته.. وقد جاء قرارها صحيحا وموفقا بنجاح برنامج الحفل بالحضور المميز لعدد من المسؤولين الصينيين وقناصل الدول وغيرهم..مما اعطى المناسبة بعدا مهما أكد على مكانة الجالية في قوانجو.
غير ان الذي جعل الليل طويلا هو انعقاد الجمعية العمومية للجالية مساء الأحد الماضي في فندق كراون بلازا.. حيث كان النقاش محتدما والحوار ملتهبا حول شؤون الجالية وأحوالها ومستقبل بين معارض ومؤيد ومحتار.
وكان النقاش يدور ويثور أحيانا حول قضايا مهمة منها دستور الجالية وهل يحق للعضو الذي لم يدفع الاشتراك التصويت في انتخابات الجالية.. وهل تواصل اللجنة عملها لدورة واحدة فقط او دورتين..؟ وهل تجاوزت اللجنة التنفيذية  حدود عملها فأصبحت ذات مصلحة في بعض الحاجات او هي مسيسة..الخ
لقد اخرج الأعضاء الحضور هواء ساخنا ..وقدم عدد كبيرا تعليقاتهم ومداخلاتهم بين مؤيد ومعارض ومناهض..!
طال أمد الجلسة وتجاوزت موعدها الرسمي.. حتى اضطر رئيس للجلسة الى إعلان انتهاء وقتها المحدد..ولم يتوقف النقاش بل تواصل هنا وهناك بعد مغادرة الفندق..واكتملت أركان النقاش في مطعم السدة وكأنه بعث من جديد..وعدنا الى ما قدمنا من عمل وكأن غزله سينكث ولكن في دواخل الإنسان السوداني جمال فريد ينعكس على الوجوه فيكسبها محبة وتألقا..طاف طائف من تلك الروح الجميلة فهدأت النفوس وتبادل الحضور والابتسامات والاعتذارات والعناق..وتفرق الجميع  بعد ليلة حافلة أخرجت كماً من الكلمات العربية الكثيفة في ليل قوانجو المزدحم بالكلمات من لغات شتى  تتنازع في فضاء قوانجو.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق