الثلاثاء, 22 يناير 2019 03:24 مساءً 0 324 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

الصراع الاقتصادي الدولي

يشهد العالم أكبر صراع اقتصادي منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وقد برز الصراع الاقتصادي بين واشنطن وبكين بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث أعلن في فاتحة دورته الرئاسية أن العلاقات بين واشنطن وبكين في المحور الاقتصادي بها حشف وسوء كيل، فالصين هي المستفيد الأول من صادراتها لأمريكا بينما يميل ميزان التعامل التجاري لمصلحة واشنطن.
وكان أغلب المراقبين يعتقدون أن حديث الرئيس الأمريكي عبارة عن زلة لسان للرئيس الجديد لكن ضحى الغد اتضح أن حديث ترامب سيكون هو محور السياسات الاقتصادية الأمريكية تجاه الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري  من واقع حركة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين والذي يفوق كل أقطار الدنيا.
بعد تسلم ترامب لإدارة البيت الأبيض غيّرت السياسات الاقتصادية الأمريكية مسارها بعد القرارات الاقتصادية التي أعلنها ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية والأجهزة الإلكترونية الأمر الذي أثار قلق بكين وردت على لسان مساعد وزير التجارة بأن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام القرارات الأمريكية بفرض رسوم على صادراتها إلى أمريكا وسترد بالمثل، وهي الخطوة التي تأخرت كثيراً لكن في النهاية اضطرت الصين لفرض رسوم على الواردات الأمريكية الأمر الذي قاد لخسائر مالية ضخمة للشركات الأمريكية العملاقة التي تعمل في المجال التجاري والصناعي مع الصين.
وقد سارعت أمريكا بمحاصرة الصين عبر إلغاء الاتفاق النووي مع إيران الأمر الذي يجعل حصول الصين على النفط الإيراني أمراً عسيراً.
اللعب بين أمريكا والصين تدفع ثمنه الدول الأخرى إذا نظرنا إلى أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وتطبيق الحظر الاقتصادي على طهران سيقود لتعقيدات في منطقة آسيا وحصول الصين على النفط الإيراني بأسعار معقولة، كل الدلائل تشير إلى أن أمريكا بادرت بتطبيق العقوبات الاقتصادية على إيران لمنع عدوها اللدود من الحصول على النفط الإيراني بأسعار معقولة.
هذه الانتكاسات الاقتصادية قادت إلى ارتفاع أسعار النفط عالمياً حيث بلغ سعر البرميل 85 دولاراً ويتوقع قبل نهاية العام الجاري أن يصل إلى 100 دولار.
الصراع الاقتصادي الأمريكي الصيني هو السبب وراء ارتفاع أسعار النفط عالمياً إذا نظرنا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى مضايقة الصين بصورة واضحة ومنعها من الحصول على النفط  بأسعار مخفضة حتى تدير به الشركات الاقتصادية والتجارية المملوكة للحكومة الصينية.
الأسبوع الماضي فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حزمة من الإصلاحات الاقتصادية كلها ارتكزت على ضرورة مواجهة التنين الصيني وهزيمته، وقبل يومين انتقل الصراع بين الطرفين إلى مرحلة الاتهامات بالسرقات الإلكترونية، حيث اتهمت أمريكا الصين بأنها تقوم بسرقة الأفكار الاقتصادية والتطور التقني والتكنولوجي من خلال التعامل مع الشركات الأمريكية التي ما تزال تعاني من قرارات الرئيس ترامب.
على ذلك تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق مكاسب اقتصادية ودفع الصين نحو  أمريكا، ويبدو أن الرئيس الأمريكي ترامب بات في حالة من العداء المستحكم مع الصين الأمر الذي سيقود لمواجهات كبيرة في الملف الاقتصادي وهي حالة أشبه بالحرب الباردة.
والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أين ستمضي مسارات سياسات شد الحبل بين أمريكا والصين خاصة أن تداعيات الأزمة الاقتصادية والركود ستقود لتعقيد الوضع الاقتصادي.
كل الحقائق تؤكد أن الحرب الاقتصادية بين قطبي الاقتصاد تمضي نحو المواجهات ما يتطلب إعادة البصر كرتين في تحديد المواقف السياسية

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق