الاربعاء, 23 يناير 2019 00:20 مساءً 0 360 0
ضد الملل
ضد الملل

حرامي ما عندوش دية!

 

مشهد أول
في ليل الشتاء الطويل يحلو السهر لأوقات متأخرة خاصة لدى الشباب واليافعين ويحلو النوم لفترات طويلة خاصة أن الوقت لا يمر سريعاً وأظن أن الوقت في الشتاء ليس من ذهب كما يقولون المهم في مثل  هذه الليالي الشتوية الزاهية يتجول ساري الليل أقصد (حرامي الليل) بتمهل حيث يراقب.. ويصطاد بمزاج وليس هنالك من يعكر صفوه أو يمسك به فالكل في نوم عميق مثل أهل الكهف.
لكن يبدو أن أحد (الحرامية) لم يكن محظوظاً البتة فقد دخل على (عزابة) (زهجانين) و(مفلسين) يحتاجون لمن (يفرق عليهم تلك الزهجة) ويبدو لي أن حظه العاثر قد رماه  عليهم.. المهم أنهم اصطادوه ببراعة عندما دخل عليهم من منزل الجيران ووضعوا خطة شريرة للتعامل معه حيث (شبع) ضرباً وسحلاً وطعناً ولم يتوقف هذا الأمر إلا عندما أحس (الإخوة العزابة)  أن (الحرامي قد مات وشبع موت) فما كان منهم إلا أن أخرجوه من منزلهم.. وكتبوا على ظهره (حرامي ملوش دية) وأظن أن هذه القصة أعجبت أحدهم فقام بالسيناريو نفسه الفرق فقط في أنه كتب على ظهر (الحرامي) كلمة (يستاهل).
في الشتاء يكثر عادة (السادة الحرامية) وأنا شخصياً تعرضت لمحاولات سرقة ليلية من أحدهم.. وعندما أحس بحركتي وأنني مازلت مستيقظة فر هارباً.
مشهد ثانٍ
قلت لصديقتي هذه الأيام ليست في صالح الإخوة (الحرامية) حيث تكثر القوات النظامية في المدن وفي الأحياء وفي كل المرتكزات وعليهم إما أن (يتوبوا توبة نصوحة) أو يبحثوا عن خطة حتى ينتهي مسلسل التظاهرات والاضطراب الموجود في العاصمة.
عليهم أن يحافظوا على حياتهم حتى لا يدخلوا أنفسهم  في مأزق مهلك بسبب السرقات الليلية التي يمارسونها كلما حل الليل ودخلت الساعات الأولى للصباح الجديد، صديقتي لم تأخذها رأفة ولا رحمة بهم قالت لي بصوت فخيم (يستاهلو) الضرب.
مشهد ثالث
أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض.. كنا مشفقين عليهم  إبان هذه التظاهرات العاصفة، كنا نراقب حركة الناس وحركة الشوارع، في كل صباح جديد تبدو الشوارع خالية وما أن يستعيد الصباح رونقه حتى تبدأ  الحياة في دورانها المعهود.
انتابني الخوف عليهم، ما ذنبهم في هذه الاضطرابات وكيف يدافعون عن أنفسهم وكيف يتصرفون، كلها أسئلة حائرة تدور بذهني.
نحتاج إلى أجواء ملائمة للتعليم والعمل ولكل شيء يفيد بلادنا، نريد التغيير لكننا نحلم أيضاً بوطن آمن يأوي أبناءه وهم كثر ويحلمون به وعداً وتمنياً وأمنيات قابلة للتحقق، أمنيات تمشي على قدمين وما أكثرها!

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق