الخميس, 07 فبراير 2019 02:20 مساءً 0 230 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

بعيدا عن التظاهرات والإحتجاجات
مضمار زايد الخير بمعقل الرشايدة

خطوط وحظوظ
لست حفيا بجعليتى وشقيا بعدم قبليتى لهذه وتلك،حفى بسودانيتى وتدفقها كما النيل العظيم وانبساط أرضها حقولا وسهولا وتمنيا وتثنيا، يبهرنى تنوع بشريتها فى إنسانيتها واختلاف سحناتها بلا استثناء وتمييز،  ويقهرنى ويدمينى يبس شجرة توحدها  وتفرزع أوراقها فى مهبات الريحٓ وتفرعها، وخطوط التلاقى تتباعد وحظوظ التجمع تنهار، والإحتجاجات والتظاهرات على أشدها كفرا بالسودانية الطاغية السائدة وبجديدها وقديمها بحثا عن فردوسها الضائع والمفقود بينما هو تحت أقدامها المتدافعة والمتداهسة ليروح هباء منثورا ويغدو أطماعا للنطيحة والموقوذة لغياب رؤى تسويقية وترويجية لمن يستحق التشارك فى جمع شتيت حبيبات التفرق والتشرذم وإعادة تدويرها وغرسها لتنبت الفردوس المفقود.
آلامٌ وآمال
ساعات قضيتها هناك، فى معقل الرشايدة بغرب كسلا، مدعوا رافقتُ مزهوا وفدا إماراتيا بقيادة السفير محمد حمد الجنيبى لديار الرشايدة سودانيى الموطن وإمارتيى السحنة شكلا وملبسا ونظما وقصيدة، لم استبن تماما مخارج أحرف آلامهم وهم ينشدون آمالهم من نبع الحنان والمياه ومواضع السقيا ومواطئها الأربعة آبارا شيدها إمارتيو زايد الخير قائدهم الملهم كما يصفه السفير الجنيبى ما  أورد ذكره محدثا عن بلاده كيف كانت وصارت وما هى ستكون عليه بالخطط والرؤى والتواصل، إمارات زايد بنى وحدتها على إستيعاب الآخر وقبوله زائرا ومقيما منتفعا بلا منٍ ولا أذى بدستورية عبقرية جمعت وحوت وما فرقت وسادت، مليون إمارتى يضعون بامتياز بصمتهم فى حياة نحو عشرة مليون إنسيا، منتهى العبقرية الإنسانية.
إنهمارٌ وهميان
فى صالة مغادرة السفريات الداخلية صباحا باكرا غطته غيمة إماراتية تتأهب للإنهمار والهميان هناك فى معقل الرشايدة غرب كسلا،فضائيات ووسائل إعلام ووام وكالة الأنباء الإماراتية تستعد لتغطية حدث ينتظره هناك والى كسلا شاهدا على بلوغ القوة الناعمة الإماراتية وتدفقها ماء من أربعة آبار مياهاً لسقيا الإنسان والحيوان هناك، أما الإنسان فهو الرشايدى أما الحيوان فهى النياق والنوق،والجَمَال هناك جِمالٌ باهية رائعة تستحق شربة الماء الصافية الزلال فى مراعيها تلك اليبس دوماً انتظارا لقبلات خريفية تبلل ظمأها، والإنسان الرشايدى ثروة عظيمة وعقلية إقتصادية خلاقة وجلابة للمال، الرشايدى قادر على أداء أصعب الأعمال والمهمات والأشغال الممكنة، قدرة فائقة يملكها على إمتطاء تلك الجِمال، ليعدو ريحا فى سباقات الهجن ورياضتها التنافسية غير المستغلة لتغدو بها ديار ومعاقل الرشايدة قبلتها العالمية.
جواً وبرا
تصورت معقل الرشايدة بينما كنت هناك متنقلا فى بيئة قاسية مع وفد السقيا الإماراتية كاملة الصفاء والدسم، تصورت المعقل كله مضمارا عالميا لسباقات ومنافسات الهجن، وترسمت تدفقات محبيّ هذه الرياضة من كل صوب وحدب بالطائرات جوا وبالسيارات برا حتى من قبالة الحدود، إعادة فتح الحدود مع إرتيريا فتح لديار الرشايدة التى بدت لى سوقا ببنياتٍ تحتية صفرية تحتاج لفكر متقدم وذهن متقد يضع لبنة لأول مدينة سودانية حدودية بمواصفات عالمية، السقيا الإماراتية المنداح شرباتها في غير معاقل الرشايدة فى طائفة من مواقع ومناطق السودانية مختارة بفهم وعناية، نهوض مدينة كسلاوية جديدة مقوماتها تنادي لمن يتقدم الصفوف، الوضعية السودانية تحتاج لتوسيع مواعين الإستثمار وأفكاره باجتذاب قدرات أممية وعالمية خلاقة تتشارك فى إرساء قوام المدينة والمضمار العالمى لسباق الهجن،وإمارات زايد الخير تستحق الأولوية والشيخ محمد بن زايد من يقف وراء مشروع سقيا المياه وآبارها الأربعة بمعاقل الرشايدة غرب كسلا وبكلفات مليونية دولارية، والإبن يمضي على خطى أبيه ومن قبل وكما حدثني السفير الجنيبي، فعلها وبناها الشيخ زايد مدينة مغربية مر بموقعها خاليا، فطافت بخلده وطرحها على الملك الحسن الذي وافق فوريا وكانت كل الجهات ذات الصلة رهن الإشارة، إشارة زايد الخير الذى أقامها مدينة فى أجل محدود ومعلوم، والشيخ محمد بن زايد ومما يتناهى كوالده للسودان محب لخيره، ولمثله فلتنفتح واجهات استثمارية غير تقليدية باستغلال مزايا سودانية حصرية، وسباق الهجن ميزة معقل الرشايدة أرض خصبة تسع مقيمها وتفيض بخيراتها القابلة للزيادة والريادة، ليس من عائق وطنى وقومى فى عالم اليوم الذى تقوم علاقاته على تبادل المصالح والمنافع دون تغول بالمال على السيادة، ليس من مانع يحول بين التحولات الكبرى سوى الإصرار على السباق فى مضمار مفتوح على ظهر دابة عجفاء.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة