الخميس, 14 فبراير 2019 03:08 مساءً 0 249 0
مع الحق
مع الحق

 لبانة قانون النظام العام

فى كل فترة تطل علينا نغمة قانون النظام العام مرة مطالبة بإلغائه ومرة بتعديله ومرة بتسريح العاملين فيه والأدهى والأمر الحديث الذى دار قبل شهرين حول قانون النظام العام بين  بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم حول قانون النظام العام بين نواب وكان  النقاش في إطار ضيق، وانقسم خلاله النواب بين مؤيد ومعارض للقانون  فمنهم من طالب بإلغائه بحجة أن بقاءه مثل عدمه ودى عندنا فيها كلام ، فيما يذهب آخرون إلى ضرورة تعديل بعض مواده والأهم من ذلك تغيير اسمه بـ(قانون الضبط الاجتماعي) لجهة ان اسمه ارتبط عند الناس بإهانة المواطنين وانبرى كثيرون فى الحديث عن المادة (152) المعروفة بمادة الزي الفاضح من القانون الجنائي لسنة 1991م لا علاقة لها بقانون النظام العام قالوا الجنائي يعنى ان تم الغاء قانون النظام العام فان المادة 152 باقية فى القانون الجنائي .. حقيقة قانون النظام العام هو قانون شبه عرفى يعتمد فى جوهره على عرف اهل البلد ولكن عندما قبضت حكومة الانقاذ على زمام الامور من حكومة الصادق المهدى قامت بسن قانون النظام العام وللأسف الشديد عند قيام شرطة النظام العام لم يكن الهدف منها جلد البنات وكانت الغاية محاربة الخمور والفواحش فى الشارع العام واذكر ان بعض ضباط النظام العام المحسوبين على الحركة الاسلامية من الجامعة مثل الرائد  سليمان صندل
وهو أول من أساء سلطة شرطة النظام العام  فقد كان صندل نائب رئيس حركة العدل والمساواة حاليا كان مسئولا عن قسم النظام العام الكلاكلة وكان صندل يقود حملات النظام العام بنفسه وكان يقوم الحملة من الكلاكلة حتى الدروشاب دون التقيد بدائرة الاختصاص المكانى التى تحد عمل اى قسم شرطة فقد كان الرجل يعتقد ان كل الخرطوم تحتاج الى نظافة وان معظم البنات لابسات لبس خليع وما الى ذلك من الوساوس التى كانت فى مخيلته والتعصب الدينى الذى كان يعشعش فى دواخله وعقله الباطن ومثله بعض ضباط الحركة الاسلامية  هذا واحد من التطبيق السيئ لقانون النظام العام وبعد برهة انتبهت الحكومة الى ان عمل شرطة النظام العام يحتاج الى ضباط عقلانيين من خارج جلباب الحركة الإسلامية التى كانوا يتمشدقون بها بعض ضباط النظام العام وقتها فعينت الشرطة وقتها العقيد هاشم عثمان الحسين والى الخرطوم الحالى ونائبه الرائد مكرم احمد البشير والنقيب عبد الله ابكر والملازم يعقوب وعددا من الضباط  المهنيين بعيدا عن التعصب والتشدد وتغيرت نظرة الناس للنظام العام خاصة حينما تولى مكافحة الخمور وإبادتها وقام بعمل جيد فى اوساط الشاذين ونجح ضباط تلك الفترة والتى اعقبتها فترة حتى فترة العميد ابو بكر احمد الشيخ مرورا بالعميد عامر وحتى المدير الحالي العميد ماهر شلكى  ومساعديه العقيد عوض احمد عز الدين والعقيد الكودابي فقد عمل هؤلاء الضباط واجتهدوا كثيرا فى ازالة الصورة السالبة لعمل شرطة النظام العام التى خلقها صندل وأمثاله ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حينما يتردد على النظام العام ابناء مسئولين يصبح النظام العام غير مرغوب فيه وانه لا بد من الغاءه وعندما يضبط فيه بائعات الخمور والمتسولين يقول له أحسنت والله النظام العام ده حقو يتكرم وهكذا هى النفس البشرية وقد تردد كثيرا هذه الايام مطالبات الغاء قانون النظام العام لدرجة ان بعض الفتيات اللائى  يرغبن فى الهجرة إلى أوربا وأمريكا أصبحن يتربصن بالعاملين فى شرطة النظام العام بغية القبض عليهن وإحالتهن للمحكمة بتهمة الذي الفاضح والتى هى اصلا فى القانون الجنائي ولم ترد اصلا فى قانون النظام العام ولنا لقاء اخر حول هذا الموضوع.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق