الأحد, 17 فبراير 2019 05:03 مساءً 0 343 0
(أخبار اليوم) تحاور السفير علي يوسف في إفادات جديدة
(أخبار اليوم) تحاور السفير علي يوسف في إفادات جديدة

حوار ماجدة عدلان

ظلت المسألة السياسية تشكل همّاً للسياسيين وغيرهم باعتبار أن تداعيات المسألة السياسية ستلقي العبء الأكبر على ما يحث لاحقاً في السودان.  ولعل من الأهمية بمكان مسألة علاقات دول الجوار والحدود بينها، إضافة إلى أهمية عودة العلاقات الإريترية السودانية وأهمية اتفاق سلام إفريقيا الوسطى وأهمية العلاقة الإستراتيجية مع مصر، لأهمية هذا الأمر حاورت (أخبار اليوم) السفير علي يوسف في إفادات جديدة ومهمة لما له من رؤية سياسية ودبلوماسية لا يشق لها غبار.

{ سعادة السفير علي يوسف مرحباً بك ونسأل عن ندوة التعايش الديني التي حضرها عدد غفير من المهتمين على رأسهم القائم بالأعمال الأمريكي، هل تصير مثل هذه الورش تسويات سياسية أم أنها كسر لحاجز الصمت للعلاقات الأمريكية السودانية؟
في رأيي أن التعايش الديني هو حالة ذهنية مجتمعية ظلت صفة دقيقة للمجتمع السوداني، فقد ظل المجتمع بشتى ألوانه الدينية من مسلمين ومسيحيين وأقباط وذوي الديانات القبلية يعيشون في وئام وسلام سواء في جوارهم السكني أو مدارسهم أو أماكن عملهم، وهم يتزاورون ويجاورون بعضهم ويحتفلون بأعيادهم مع بعضهم حتى يومنا هذا.
لم تظهر فرقة دينية أو توصيف ديني للمواطنين السودانيين في الفترة الأخيرة كنتاج لتطبيق بعض القوانين ذات الطابع الديني بصورة لا تضع في الحسبان خصوصية الدين بالنسبة للأطراف التي يتعامل معها القانون مما نجم عنه انتقال ولجوء من أطراف خارجية بحجة عدم احترام التباين الديني، دستور السودان يحدد الحقوق والواجبات على أساس المواطنة بحيث يكون المواطنون السودانيون متساوين في الحقوق والواجبات.
ورشة التعايش الديني جاءت في إطار التأكيد على هذه المعاني بمشاركة الأطراف الخارجية التي تتهم السودان بأنه ليس فيه تعايش ديني سليم، وأن هنالك اضطهاد لبعض ذوي الديانات من غير المسلمين.
في تقديري أن بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين عن جهل أو سوء قصد هي التي تخلق انطباعات بعدم وجود تسامح ديني بالسودان، ومن ثم تأتي أهمية الورشة في إطار الحوار الداخلي والحوار مع المجتمع الدولي حول هذه القضية العامة.
{ نتساءل عن اتفاقية السلام بإفريقيا الوسطى حيث لعب السودان دوراً إستراتيجياً كبيراً للوصول إلى اتفاقيات سلام خاصة أن هذا الأمر يساهم في حفظ الأمن والسلام الإقليمي والدولي كذلك؟
لعل من نافلة القول أن النجاح الذي حققه السودان في الوساطة بين أطراف النزاع في دول جنوب السودان شجع أطراف النزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى والأطراف الإقليمية والدولية على دعم الجهود الدبلوماسية التي بذلها السودان خلال الأيام الماضية للتوصل لاتفاق السلام في إفريقيا الوسطى.
ومما لا شك فيه أن اهتمام السودان بتحقيق السلام والاستقرار في دول الجوار يمثل أساساً متيناً لتحقيق السلام والاستقرار في السودان نفسه، وكذلك تحقيق السلام في الإقليم، ودولة إفريقيا الوسطى دولة مجاورة للسودان.
والسودان يؤثر كذلك في مسألة الاستقرار في الإقليم بوجود الحروب الأهلية التي استمرت زمناً طويلاً خلال السنوات الماضية وأثرها على أمن وسلام السودان.
فقد اتبعت الدبلوماسية السودانية بقيادة وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد ذات النهج الذي قاد إلى سلام دولة جنوب السودان في جمع صفوف المعارضة تحت سقف بمطالب واحدة وتحديد العناصر الرئيسة التي يمكن أن يقبلها الطرفان مع بناء الثقة بين الجانبين وتسهيل المفاوضات من خلال تقديم اقتراحات مقبولة خاصة في مجالات اقتسام السلطة والثروة والضمانات والإجراءات الأمنية خاصة أن التوصل إلى اتفاق سلام يشكل نجاحاً كبيراً للدبلوماسية السودانية.
وقد وجد الاتفاق ترحيباً حاراً من قبل الاتحاد الإفريقي ودول الإقليم.
{ ربما يتساءل البعض عن الفوائد والإيجابيات التي ربما نالها السودان من مثل هذه الاتفاقيات المهمة لدول الجوار الإفريقي؟
وقف النزوح واللجوء إلى داخل السودان مسألة مهمة، إضافة إلى إمكانية أن تتم مراقبة الحدود بين البلدين من خلال قوات مشتركة بعد عودة السلام في إفريقيا الوسطى، وأن تتطور كذلك إلى التجارة بين السودان ودولة إفريقيا الوسطى، إضافة إلى ذلك يمكن أن تتطور العلاقات في الشأن السياسي والشأن الاقتصادي والأمني ويمكن أن نستفيد من مسألة الاستيراد وغيرها.
{ سعادة السفير نسأل عن أهمية فتح الحدود مع جارتنا إريتريا من عدة نواحٍ أمنية وإستراتيجية تمس الأمن القومي؟
نعم، الأمر الطبيعي هو أن تكون الحدود مفتوحة بين السودان وإريتريا؛ لذا قرار فتحها من قبل السودان قبل بضعة أشهر هو إعادة للأمور إلى نصابها، وهي خطوة صحيحة في الاتجاه السليم، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة مع مبادرات سياسية أخرى إلى فتح حوار مع الحكومة الإريترية لاستكمال تطبيع العلاقات.
أضف إلى ذلك من مصلحة السودان أن تكون علاقاته مع دولة إريتريا علاقة صداقة وجوار طبيعي لأهمية إريتريا بالنسبة للسودان خاصة أن هنالك ملفات عديدة تتعلق بأمن البحر الأحمر وأمن واستقرار وسلامة القرن الإفريقي خاصة في ظل العلاقات المتطورة مع دولتي أثيوبيا وإريتريا.
أضف إلى ذلك أن تطبيع العلاقات مع إريتريا يأتي للسودان بالمزيد من تطوير التجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين. ولا أرى أي مخاوف في علاقة إريتريا مع أي دولة أخرى حتى لو كانت إسرائيل أو غيرها، ومن حق أي دولة أن تكون علاقات صداقة مع الدولة التي تراها، فالسودان له علاقات مع مختلف الدول، هذه العلاقات لا تتم على حساب إريتريا ومن الأفضل لمدن البحر الأحمر في إطار منظومة تعاون دول البحر الأحمر عدم السلاح بإقامة قواعد عسكرية بدول البحر الأحمر.
{ ما هي دلالات زيارة البشير لمصر في هذا التوقيت السياسي الدقيق؟
نعم، تمت الزيارة في ظرف مهم بالنسبة للسودان الاحتجاجات التي بدأت في 19 ديسمبر والظروف  الاقتصادية التي يمر بها، والحقيقة المؤكدة بالنسبة لطبيعة العلاقات السودانية المصرية وتداخلها تقول إن الاستقرار والسلام في أي من الدولتين والاضطرابات تؤثر على الدول الأخرى تأثيراً كبيراً.
وفي هذا السياق أشارت الزيارة إلى وقوف الدولة المصرية إلى جانب السودان وقياداته للتوصل لتهدئة الأوضاع وحل المشكلات الاقتصادية بتفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة مشروع الربط الكهربائي وتطوير التبادل التجاري وتوفير الاحتياجات في مجالات التبادل التجاري والأدوية والسلع الغذائية.
أضف إلى مسألة التفاهم حول القضايا المرتبطة بأمن البحر الأحمر وسد النهضة والعلاقات مع إفريقيا الوسطى وتنقية الأجواء العربية.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق