الثلاثاء, 26 فبراير 2019 03:27 مساءً 0 310 0
ألوان الحياة
ألوان الحياة

قراءة في خطاب الرئيس {2} لا بديل للحوار إلا الحوار

رمادى : مازالت تداعيات خطاب الرئيس تتوالى ،  والنقاش يحتدم حوله بين مؤيد ومعارض وان كان بعض المعارضين رفضوه قبل ان يستمعوا له . الشاهد ان محتوى الخطاب مازال يحمل الكثير من المعانى التى تستحق المناقشة الهادئة . الرافضين للخطاب يؤسسون رفضهم على عدم الثقة فى تنفيذ ما ورد فيه من قرارات ، ولعل أبرزها كان فك الارتباط بين الحكومة وحزب المؤتمر الوطني ، باعتبار أنهم توقعوا ان يتخلى الرئيس عن رئاسة المؤتمر الوطني ، حتى يكون على مسافة واحدة من كل الاحزاب . ولكن ان نظرنا لقرارات ما بعد الخطاب نجد انه على الاقل تجاوز الرئيس المؤتمر الوطنى فى تعييناته الاخيرة والتى كان يعود فيها الى المكتب القيادي لإجازتها ، ثم يعلنها لكنه لم يفعل عين الولاة من القوات المسلحة وكذلك النائب الاول ورئيس الوزراء والوزراء المكلفين . اذ استخدم سلطاته الدستورية وليس الحزبية وهذا يعنى الفصل التام بين الحزب والدولة . القرارات تحتاج الى تنفيذ يقوم على السرعة والمصداقية ، حتى يعيد المواطن الثقة فى الحكومة وهذا يحتاج الى التوجه مباشرة الى حل الأزمات التى أرهقت المواطن ، وجعلته يخرج الى الشارع وطالما ان الأزمات تراوح مكانها فالأزمة والاحتقان يظل ماثلا ، وسيعتبر ان ما جاء فى الخطاب لا يعنيه كثيرا .  اعادة الثقة فى الحكومة ستقود مباشرة الى البند الرئيسى فى الخطاب وهو اجراء حوار واسع وشامل لا يقصى احدا ويستهدف الشباب أولا ، حتى الوصول إلى اتفاق شامل وكامل حول القضايا الوطنية الملحة.  والاستجابة لرغبة الجماهير والمحتجين وملامسة قضاياهم لنصل الى وحدة وسلام شامل يقود السودان الى بر الامان . لذلك أتوقع ان تبدأ المشاورات المباشرة وغير المباشرة حول تكوين حكومة اتحادية رشيقة من الكفاءات القادرة على تجاوز الأزمة ، والحصول على رضا المواطن بكل الوسائل الجاذبة والممكنة . هذه بداية الحوار ثم الانتقال مباشرة لحوار القوى السياسية ولتكن البداية بالقوى التى انسحبت من الحوار الوطنى وإعادتها لمنصة الحوار مرة اخرى ليكونوا نواة لحوار القوى الرافضة . فلابد من ايجاد وسيلة لجذب القوى الرافضة وعلى رأسها الشباب ، الجيل الجديد والتحاور مع من يمثلهم فعلا وليس بالوكالة ، وادعاء اى قوى سياسية انها تتحدث نيابة عنهم ، اذا لا بديل للحوار الا الحوار وهو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الاحتقان وتجاوز الأزمة.    

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق