قراءة في خطاب الرئيس {2} لا بديل للحوار إلا الحوار
رمادى : مازالت تداعيات خطاب الرئيس تتوالى ، والنقاش يحتدم حوله بين مؤيد ومعارض وان كان بعض المعارضين رفضوه قبل ان يستمعوا له . الشاهد ان محتوى الخطاب مازال يحمل الكثير من المعانى التى تستحق المناقشة الهادئة . الرافضين للخطاب يؤسسون رفضهم على عدم الثقة فى تنفيذ ما ورد فيه من قرارات ، ولعل أبرزها كان فك الارتباط بين الحكومة وحزب المؤتمر الوطني ، باعتبار أنهم توقعوا ان يتخلى الرئيس عن رئاسة المؤتمر الوطني ، حتى يكون على مسافة واحدة من كل الاحزاب . ولكن ان نظرنا لقرارات ما بعد الخطاب نجد انه على الاقل تجاوز الرئيس المؤتمر الوطنى فى تعييناته الاخيرة والتى كان يعود فيها الى المكتب القيادي لإجازتها ، ثم يعلنها لكنه لم يفعل عين الولاة من القوات المسلحة وكذلك النائب الاول ورئيس الوزراء والوزراء المكلفين . اذ استخدم سلطاته الدستورية وليس الحزبية وهذا يعنى الفصل التام بين الحزب والدولة . القرارات تحتاج الى تنفيذ يقوم على السرعة والمصداقية ، حتى يعيد المواطن الثقة فى الحكومة وهذا يحتاج الى التوجه مباشرة الى حل الأزمات التى أرهقت المواطن ، وجعلته يخرج الى الشارع وطالما ان الأزمات تراوح مكانها فالأزمة والاحتقان يظل ماثلا ، وسيعتبر ان ما جاء فى الخطاب لا يعنيه كثيرا . اعادة الثقة فى الحكومة ستقود مباشرة الى البند الرئيسى فى الخطاب وهو اجراء حوار واسع وشامل لا يقصى احدا ويستهدف الشباب أولا ، حتى الوصول إلى اتفاق شامل وكامل حول القضايا الوطنية الملحة. والاستجابة لرغبة الجماهير والمحتجين وملامسة قضاياهم لنصل الى وحدة وسلام شامل يقود السودان الى بر الامان . لذلك أتوقع ان تبدأ المشاورات المباشرة وغير المباشرة حول تكوين حكومة اتحادية رشيقة من الكفاءات القادرة على تجاوز الأزمة ، والحصول على رضا المواطن بكل الوسائل الجاذبة والممكنة . هذه بداية الحوار ثم الانتقال مباشرة لحوار القوى السياسية ولتكن البداية بالقوى التى انسحبت من الحوار الوطنى وإعادتها لمنصة الحوار مرة اخرى ليكونوا نواة لحوار القوى الرافضة . فلابد من ايجاد وسيلة لجذب القوى الرافضة وعلى رأسها الشباب ، الجيل الجديد والتحاور مع من يمثلهم فعلا وليس بالوكالة ، وادعاء اى قوى سياسية انها تتحدث نيابة عنهم ، اذا لا بديل للحوار الا الحوار وهو الوسيلة الوحيدة لتجاوز الاحتقان وتجاوز الأزمة.