الأحد, 03 مارس 2019 02:11 مساءً 0 405 0
أفق بعيد
أفق بعيد

من الأندلس : قوة التواصل رغم الاحتكاك العسكري

إيهاب عبدالعزيز

رغم نقاط الاحتكاك العسكري ما بين الإسلام والمسيحية أبان فترة العهود القروسطية، حيث بدأت حملات صليبية دشنها ملوك وباباوات أوروبا، مستغلين العاطفة المسيحية، وبعض الشائعات بسوء معاملة الحجاج المسيحيين إلى بيت المقدس، رغم أن العلاقات الأوروبية المسيحية من جهة  والعربية الإسلامية من جهة أخرى كانت تشهد تطورا على المستوى التجاري والثقافي والسياسي من أيام هارون الرشيد وشارلمان الملك الألماني حيث شهدت تبادل الهدايا والمنتجات العلمية والحضارية بين البلدين وأعطى الرشيد الحجاج المسيحيين كامل الأهلية والحرية لزيارة المعالم المقدسة في أور- سالم.
ورغم أن الأندلس كانت كذلك نقطة محورية من نقاط الالتقاء الحضاري بين الإسلام العلمي والعالمي المستنير وبين أوروبا حينها العالقة في قبضة عصور جاهلة ومظلمة، وكانت كذلك هناك الكثير من الاحتكاكات العسكرية بين الحضارتين، لكن الحركة العلمية والنقل والترجمة وتوافد الطلبة والطالبات الأوربيين على المعاهد العلمية في قرطبة وغيرها من الحواضر العلمية الأندلسية؛ كان مستمرا، أمارة على أن التواصل على المستوى الثقافي والعلمي هو روح الوجود الإنساني، والدائرة المحورية في علاقات الشعوب والأفراد، بالرغم من المعارك كانت تدور وقتها على خاصرتي المتوسط في بلاد الشام وفي بلاد المغرب الأقصى حيث ظهرت دول مثل المرابطين والموحدين كان لهم أقصى الأثر الثقافي والعسكري.
بعثة الأميرة دوبانت ابنة جورج الخامس ملك السويد والنرويج وقتها إلى الدولة الإسلامية في الأندلس من الأمثلة على قوة التواصل رغم تقاطعات المصالح الاقتصادية والعسكرية التي قادتها الفئات المتحكمة وكذلك الإقطاعيون في أوروبا أبان الحروب الصليبية، إذ يظل الروح الإنساني التواق إلى التعارف والشغف بالعلم موجودا رغم الاختلاف الديني والثقافي، بل وتضارب الرؤى الحضارية تجاه وجودنا ككل. 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق