الثلاثاء, 19 مارس 2019 03:03 مساءً 0 245 0
قراءة تحليلية
قراءة تحليلية

جدل المفاهيم: الرؤى فوق التحضيرية للتفاوض ومشروع الحوار المتجدد

تباينت الرؤى السياسية والفكرية حول خطاب السيد رئيس الجمهورية الذي أعلنه مؤخرا في 22 فبراير 2019م فمن الرؤى من ذهب في اتجاه ان خطابه تكتيكي من أساسه زمان ومكان حضور ومفاهيم ومصطلحات ومضامين تلك الرؤى الناقدة مستندة الى جملة من التجارب التراكمية على مدى ثلاثين عاما منها مذكرة الألف أخ وما جرى لها ومخرجات الاصلاح الحزبي الداخلي والعام وخطط اصلاح الدولة والخطابات الرئاسية والتشريعية الدورية ومخرجات الحوار الوطني وما حوته من فرص تحقيق السلام وبيئة الاستقرار العام وأخيرا خطابه الأخير وبالمقابل ثمة رؤى اخرى مضت في الاتجاه المعاكس مؤكدة على استراتيجية خطاب السيد رئيس الجمهورية وإستراتيجيته تأتي من باب الشعور الوطني بان الوطن اليوم أصبح في محك حقيقي محكات ومهددات لا تهدد وجود الحكومة والحزب الحاكم والمنظومة الحاكمة فحسب وإنما تهدد بصورة مباشرة الوطن واستقراره والدولة وبقاؤها من حيث الوجود أو الفاعلية او مجرد الفعل العادي ومن المقومات التي تؤكد استراتيجية الخطاب الاعلان عن ترتيبات سياسية فكرية جديدة تضطلع بمشروع العدالة الانتقالية والمستدامة عبر أطروحات جديدة بلا قيود وسقوف مسيسة سوى موجهات الشعب وتطلعاته السياسية التاريخية المشروعة وهي موجهات واضحة وضوح الشمس في كل المجالات والمسارات الحياتية والحيوية قبل ان تقوم القوى السياسية التقليدية والحديثة والأكثر حداثة تقوم بتلوينها بألوان مائية وخشبية وزيتية منتجة لوحة طاردة للبصر والبصيرة ومنفرة للمشاعر والأحاسيس الوطنية لوحة صماء لا يفك طلاسمها إلا التشكيلي السياسي الذي شكلها أو تشكيلي شبيك لبيك اللوحة السياسية بين ايديك. نعم الخطاب ينبغي ان يقرأ في سياقه الاستراتيجي ولو بقية شيء من حتى لازال يجازف في مضمار التخطيط والخطط والجمل التكتيكية السياسية فمن اجل الوطن وليس لشيء سواه يجب ان يتحرك الجميع نحو محطة الأمل والعمل والتفاؤل لبحث خيارات حلول تفك اسر وقبضة الأزمة وتفتح ممرات آمنة للوطن والمواطن الذي وجد نفسه ولسوء حظه جالسا القرفصاء امام ظرفه الصغير الخطير وظرف الوطن الكبير المثير جالسا يشخبط (ويشروط) الأرض متسائلا هل هذا بلاء ام ابتلاء ام بلوة بما كسبت أيدينا وأيدى قوم في الظلم قاسيسن وعن مشروع الرؤى فوق التحضيرية للتفاوض ومشروع الحوار المتجدد نرى أنه لابد من الاتي النقطة الأولى ضرورة الاتفاق من حيث المبدأ أن هذا الحوار المتجدد والتفاوض الجاد من اجل الوطن فقط فلا مجال للتبضع وللكسب السياسي الرخيص ثانيا الشفافية والوضوح ومخاطبة الحقيقة أولا ومنها على سبيل المثال موضوع الدولة السودانية العميقة وخطرها على اعاقة مشروع العدالة الانتقالية والمستدامة والإجابة على السؤال المسكوت عنه من يحكم السودان وليس الإجابة على السؤال الانصرافي المضلل كيف يحكم السودان. فحص وتشريح الخرط السياسية والحزبية والتنظيمية بالبلاد وما هو دورها الحقيقي في البناء الوطني هل هي وسيلة حكم حقيقية أم أداة تحكم على مصير الوطن والمواطن ثم ما هو السر الغامض الذي جعل وعلى الدوام الانظمة السياسية بالبلاد تقسم مكونات البيئة السياسية الي مسيسين مقربين وقرابين وسياسيين مبعدين ومخربين مع التبضع في تنوع التركيبة الاجتماعية لأغراض الاستقطاب والاستصحاب والإقصاء المزدوج وهي مجال المتقابلات السياسية المرتبطة بطبيعة وتركيبة القضية لابد من الإجابة ابتداء على أننا ماذا نريد أن نعمل ونأخذ في المجال الاجتماعي هل نعمل بالشخصية العرفية أم التعارفية والجهة والتوجه أم التوجهات القيميية نعمل بالقبلة أم القبيلة وبأهل القبلة من منظور تقوى أم أهل القبلة من منظور الصلاح الافتراضي وتزكية الأنفس وفي قسمة الثروة نعمل بالقسمة ام التقاسم الاول مبدأ والثاني سلوك وبشأن نظام الدولة الاداري والسياسي نعمل بالنظام البرلماني الفوضوي ام الرئاسي الدكتاتوري الاقصائي أم بالنظام الرئاسي المختلط ام الرئاسي المختلط شديد المغلوطية ثم  بين نظام الحكم التراكمي بالسوداني من نظام التملك السياسي وهو نظام حكم سياسي اداري يقع بين محطات الجمهورية الغامضة والملكية المطلقة والملكية الدستورية هذا النوع خطير للغاية لقدرته على تكريس الفردانية والوصايا الأسرية ووصايا الاشتراك السياسي المحدود والى اللقاء إن شاء الله في محور المرتكزات الفكرية والسياسية للرؤى التحضيرية لمشروع الحوار الوطني حول الحقيقة اولا ثم المصالحة ثانيا ثم المصالح النزيهة اخيراً.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق