السبت, 30 مارس 2019 01:53 مساءً 0 234 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري

بين حجري رحى الصدمة ومطرقة وسندان الكشة

 

محاصصة وحصحصة
تبدو سياسة رئيس الحكومة التنفيذية الجديدة مختلفة شيئا ما عن سالفتها التى لم تهنأ بسياسة رسمتها أو خبطتها عشواء بل كانت شقوتها فى كل خطتها وكل ما أرادت تكحيل ميزانية الجنرال عمتها، والجنرال منها براء،كانت ميزانية خلاصة لمؤتمر الحوار الوطنى ولكنها لم تقم وتسر على سيقان خلاسية وإن كانت خلاصة الشتيتين،المفارقة أن خلاصات مؤتمر الحوار الوطنى  سم زعاف يسرى فى كل تشكيلة تُكلف بتنفيذها وتنزيلها بينما تظل هى باقية لأجل مزيد من ضحاياها، إذ يطاح بها ريثما إلتقطت أنفاس أنباء التسمية والتعيين بالمحاصصة وليس بالحصحصة، حكومتا المهندس بالانتساب لعالم السدود معتز والدكتور إيلا تتقاربان هنا وتتفارقان هناك، لست بصدد عقد مقارنة وكلاهما حل رئيسا بعناصر ومعطيات مختلفة ولكنهما تتشاركان فى كونهما وليد وصنيعتا أزمة واحدة،الضائقة الإقتصادية غير المسبوقة عجلت بتشكيل حكومة المهندس دونما ضغوطات شعبية مباشرة على غير حكومة الدكتور الحالية التى فرضها الحراك الجماهيرى الذى لم يطالب بها عينا وقد رفع ولا زال شعار تسقط بس، الشعار الذى وصفه خطاب ٢٢ ديسمبر الرئاسى بالخيار الصفرى ولم يستجب له وإن رضخ لحراكه بالإطاحة بحكومة المهندس والإيتاء بحكومة الدكتور، والإختلاف البائن بين الرئيسين التنفذيين السالف والخالف إتباع سياستين مختلفتين،سياسة المهندس أعلنها داوية بأنها الصدمة الإقتصادية علاجا على غرار تعريض مريض من بني البشر لصدمة علاجية وهن طرائق قددا، ونفهم الصدمة بأنها أقرب للكى الذى نقبله ونبينا من أصّل له بأنه الآخر، أما الصدمة فتبدو يأسا من شفاء وعلاج فتقرر لحالة على غرار يا غِرْقت أو حُزِمت، وصدمة المهندس لا أغرقت ولا حزمت رغم إجتهاد صاحبها وإعلانه عن إتباع سياسة المكاشفة والمصارحة لكن بعيدا عن المطارحة وبلغ شأو التغريد فى الأسافير والسماع للناس فى الشارع إن إستوقفوه وهرول لأستاذة الجامعات والخبراء ولم يدع بابا إلا وطرقه ونشهد له بالركوز للنقد وعدم الضيق والتبرم، نهجه صحيح ولكنه إصطدم خفية ولواذا ربما بأركان الدولة العميقة كما تردد صراحا،فأصبحت خطواته مكشوفة وحركاته وسكناته مفضوحة مما أثر على مجمل أداء حكومته حالها حال قضية قيد التحرى والتحقيق أبطل ممسكات عدالتها حديث طرف فيها أو كل أطرافها فسَهّل الإحتساب لمن يجب الوقيعة به فنجا،سياسة حكومة المهندس الناطقة وعدم إتباعها لمنهجية قضاء الحوائج بالكتمان ربما مكنت القطط السمان من إبطال مفعول معالجاتها، إذ كل ما أعلنت منها ما يوافقه عليها خبراء ومراقبون كان المردود صفريا والأزمات ضراوتها تشتد، إجتهد الرجل وكسب تعاطفا من بعض المع والضد ولكنه لم ينل أجر  الإصابة فله الأجران.
إقالات فزيادات
حكومة الدكتور إيلا تتبع نهجا مختلفا يبدو جليا من مجانبتها لسياسة حكومة المهندس معتز، وتجنب الأخطاء وأسباب عدم التوفيق وبالإختصار الفشل يوجب تقفى وتتبع أثر محاولات السالفة لتجنب مزالقها ولتحاشى إخفاقاتها،الدكتور إيلا يتجنب وسائل الإعلام ليس بعد شغله للمنصب الأخطر بمعطيات الساحة والساعة السودانية بل فى مسيرته فى العمل العام إلا لمامة وهذه السياسة سلاحها ذو حدين، إستراتيجيته ظهور إنجازاته فى وسائل الإعلام بصنع الفعل من ثم التوارى واجتذاب الأجهزة الإعلامية بذكاء لرد الفعل مع التركيز على مجموعة إعلامية وصحفية بعينها، الموقع الجديد لايحتمل سياسات إيلا الإدارية الولائية لاختلافه كليا لإختلاف الشأن الإتحادى ويتطلب تواصلا محسوبا مع وسائل الإعلام، ليست مطالبة بكثرة الطلة المضرة، لابد للدكتور إيلا من إطلاق رؤيته على غرار سلفه المهندس الذى أعلن الصدمة الإقتصادية بلا حساب فارتدت عليه وحكومته وبالا، لكن يحسب له إعلانه عن سياساته حتى يتسنى للمراقبين المهتمين المتابعة والإحاطة ومن ثم إبداء الآراء والإنبراء للتقويم والتقييم، الدكتور إيلا حتى الآن لا نتلمس من حكومته رؤية  للإمساك بها لا يجوز تأخيرها أو تطبيقها دون إعلانها، دون ذلك تبدو الكشة هى السياسة غير المعلنة للدكتور إيلا الذى بدأ بالإطاحة بقيادات تنفيذية دون توضيحات مما ترك المجال للإعلام والصحف خاصة للإجتهاد لإيراد أسباب الإقالات فى قطاعات حيوية بما يوحى أنهم وراء الأزمة والعلة، فاستمرار سياسة الكشة بذات الوتيرة يحدث بلبلة وقلقلة وسط الآخرين من المنتظرين فضلا عن حالة من الإرباك فى قطاعات حيوية معنية بسلع مهمة مثل السكر، فالإقالات التى طالت قيادات بهذا القطاع قادت لزيادات مهولة فى سعر هذه السلعة والدنيا قبايل رمضان الشهر الكريم الذى يستغله جشعون للعب فى هذه السلعة لزيادة سعرها على الصائمين، الزيادة الأخيرة وارد أنها بسبب سياسات الكشة أو بالتلاعب من ذات الوجوه كما جرت العادة ودلت عبادة الطمع على حساب الأغلبية، الصمت وعدم التوضيح لمجمل القرارات خاصة الإقالات فى قطاعات حيوية يفتح الأبواب لأسواق النخاسة والمضاربة فى المعلومات وبالتالى عدم إستبانة الحقائق والإصطياد فى المياه العكرة، وكذلك فى إعلانات الإقالات بحيثيات تفادٍ للآثار المتوقعة كزيادة أسعار السكر إن إفترضناها بسبب الإقالات والإفتراض بسبب غياب المعلومات النهج الذى ينبغى أن تعمل على تعديله حكومة الدكتور إيلا وهو ما أورثنا حالنا البئيس وتقدم كشف حسابها أولا بأولٍ وليس لديها ما تخفيه حتى تريحنا عن وعثاء البحث عن المعلومات من وراء كالوس التخفى والتستر مفرخة ومولد الفسدة والمفسدين، وحتى لا تبدو الرؤية مجرد كشة يكون مصيرها مصير الصدمة، على حكومة إيلا رفع الستائر وهمسة في أذن حكومته أن روشتة الحل في إزالة أسباب الإحتقان السياسي والمجتمعي بعيدا عن الصدمة والكشة.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة