السبت, 30 مارس 2019 02:53 مساءً 0 279 0
ما بين سمراويت ... وذاكرة الجسد .....؟
ما بين سمراويت ... وذاكرة الجسد .....؟

.     جيهان عمر محمد عثمان

    الحياة أشتان أوطان مبعثرة على  امتداد الوجود الإنساني الفاني . وكلا يغني لليلاه بقدر أشواقه؛لبلاد نات دونها تعرجات الطرقات المحفوفة بالمجهول ،وأنين السفن التي تقل جموع المغادرين من سراب إلى آخر ،قد تتشابه حكايات المبعثرون والمحرومين أنا كانت لغتهم ووجهتهم ؛فالحياة إنسان والإنسان حكاية (بعث وممات) وما بين القوسين وثبة وخيبات ،فرح وأهات صعود وانحدارات . وحدهم المشردون يدركون معنى أن تكون طريدا ؛ليطلق الجوع سمفونيته المهلكة والقر أهازيجه المحرقة فهل سرق أحدهما تشرد الآخر أو جوعه....؟ وهنا يكمن بيت القصيد بين سمراويت وذاكرة الجسد اللتان لا أجد بينهما إلا الإختلاف ؛فسمراويت حكاية وطن يبحث عن ذاته الضائعة ووجوده الغير مرئي على أرصفة الطرقات والمطارات المؤدية إلى الهلاك وذاكرة الجسد وطن آخر يبحث عن أمجاده الغابرة التي سلبت عنوة وقهرا وما بين الوطن واللا وطن أحاسيس ونقائض مبتورة ؛ من حيث السرد والصياغ سمراويت تخاطب عقل يفطن ويعي ما وراء الوراء من حكايات .وذاكرة الجسد تركت الباب على مصراعيه في سفور ليس له مثيل إلا في جاهلية الحروف وحينها وبفطرتهم السوية التي لم يهذبها الإسلام بعد تخيرو صالح الأمور من فاحشها ، أشفق على حروف العربية التي لو بيدها الأمر ؛لفرت وهربت من العراء ملاذا امنا يقيها المجون .فشتان ما بين مخاطبة الروح والارتقاء بها إلى علوها وانحدار الجسد الأمار بالسوء بلا رادع أخلاقي يمنع انهمار ذلك الشر وكأن إقحام بعض الايحاءات الغير أخلاقية أصبحت سمة من سمات الكتابة العصرية ...!وإن كان الضحية صغار يسترقون القراءة ليكون ذلك صدقة تصبك لعنتها يوم لا ينفع الندم . وإن كان هناك تقارب    في العودة أقصد عودة زياد وعمر بطلا الروايتين ؛فالإنسان تتوحد أشيائه عندما يعود إلى داره متأبطا أشواقه، وبين الوطن واللا وطن مفترق الطرقات

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق