الأحد, 31 مارس 2019 03:19 مساءً 0 368 0
نحو أفق اقتصادي
نحو أفق اقتصادي

المعادن الخبز لخبازه

الناظر إلى وزارة المعادن في التعديلات الوزارية الأخيرة يتضح له بلا شك أن الدولة تعول في المرحلة المقبلة على تطوير عمليات الاستكشاف في قطاع المعادن بكافة أشكالها، بدليل أن الاختيار وقع على الدكتور محمد أبو فاطمة الذي يعتبر من أميز الكفاءات السودانية في قطاع التعدين لأنه كجيولوجي يتمتع بكفاءة وخبرات متراكمة، بمعنى أنه من أهل التخصص العلمي في مجالهأ ما يشير إلى أن الدولة طبقت سياسة (إعطاء الخبز لخبازه) وابتعدت عن المحاصصات السياسية في الوزارات ذات الصلة بالتخصص العلمي.
الدكتور أبو فاطمة وفقاً للتقارير الصحفية نال الدكتوراه من جامعة ويلد كارد بالعاصمة البريطانية لندن وهي تعتبر من أعرق الجامعات في أوروبا والعالم، ما يعني أن الوزير الحالي يعتبر من أهل التخصص العلمي في قطاع الجيولوجيا تدعمه خبرة تراكمية تمتد لأكثر من 40 عاماً في هذا القطاع الحيوي.
تحديات كبيرة تنتظر الوزير أهمها مدى قدرته على تطوير عمليات الاستكشاف في مناطق التعدين عن الذهب، وهو ما يتطلب دخول شركات عالمية في أسواق المعادن في السودان، وهو مؤهل لذلك إذا نظرنا إلى أن الوزير أبو فاطمة له صلات قوية من خلال عمله المتواصل وصلاته بشخصيات كبيرة ومتخصصة في قطاع المعادن.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل في استطاعة وزير المعادن الحالي أن يواجه شبكات المصالح التي استطاعت أن تتمدد مستغلة الظروف السياسية التي يمر بها السودان فقامت بتأسيس مصالحها على حساب الشعب الذي ما يزال يبحث عن إيرادات الذهب في فاتورة الكساء والدواء والتعليم؟! وما هي الخطط التي سيطرحها الوزير الجديد لوقف عمليات هدر الموارد من خلال عمليات التعدين العشوائي عن الذهب في الولايات التي يوجد بها تعدين تقليدي خاصة أن هنالك شبكات مصالح ضخمة نشأت في ظل غياب التخطيط السليم أو عدم الانتباه لموارد التعدين عن الذهب أيام سنوات تدفق بترول الجنوب في الموازنة العامة بنسبة 90% قبل انفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة بموجب اتفاقية السلام.
واقع الحال يؤكد أن الوزير الحالي سيكون قادراً على حفظ حقوق الدولة وحق الشعب في التعدين وهي معادلة تتطلب السير بمهارة لأنها ستكون أشبه بجمع الدقيق في يوم ريح عاصف.
(قطع شك) سيواجه الوزير الحالي بصراعات مراكز القوة المستفيدة من عائدات الذهب وهي شبكات نمت وترعرعت طوال السنوات السابقة ولها قوتها وآلياتها.
أضف إلى ذلك أن التحدي الكبير أمام الوزير أبو فاطمة سيكون هو القضاء على عمليات تهريب الذهب بكميات كبيرة وهو ما يتطلب معالجات سواء عبر عمليات شراء الذهب عن طريقة آلية السوق الموازي أو عبر عمليات ضرب بعض تجار الذهب الذين يقومون بالتهريب سواء عبر مطار الخرطوم أو عبر الموانئ أو حدود السودان المفتوحة على أغلب البلدان المجاورة ومن بينها دول تعاني من انهيار الدولة والحرب الأهلية الطاحنة مثل ليبيا.
التحدي سيكون كبيراً أمام الوزير أبوفاطمة المتخصص في قطاع المعادن والحائز على درجة الدكتوراه من أرقى الجامعات البريطانية، فهو لا ينقصه العلم ولا الخبرة، سيكون أمامه العبور نحو الضفة الأخرى بعد أن يهزم دوامات مراكز القوة والقطط السمان في قطاع الذهب.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق