تقرير: تاج السر بقادي
بعد اجتماع عاصف تخللته المناكفات والاتهامات والسجال القائم على التنافس للتمثيل في الحراك القادم شهد منزل القطب أبو القاسم برطم رئيس كتلة التغيير المستقلة في البرلمان المحلول أمس الأول حشداً سياسياً للأحزاب والحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية سلام مع النظام السابق ومنظمات مجتمع مدني ومجموعات من الشباب الذي ما زال معتصماً أمام مقر القيادة العامة وذلك بغرض تكوين لجنة من (15) عضواً تعمل على التنسيق مع المجلس العسكري وتقديم رؤية ومقترحات للمرحلة القادمة.
أبوالقاسم برطم
نسعى لعمل قوة وآلية موازية للمجلس العسكري
في مستهل حديثه كرئيس للاجتماع أوضح أبو القاسم برطم أن التجمع من الأحزاب والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني وشباب الثورة كممثلين لصوت الشارع، وقدم عضوية المنصة التي تدير اللقاء وهم أعضاء مستقلون (مبارك عباس ـ بروفيسور أحمد صباح الخير ـ محمد الطاهر عيسى . محمد علي نمر) وطالب الأحزاب بالتجرد والعمل مع المجلس العسكري كقوة وآلية موازية له بجانب قوى التغيير والمهنيين، واعتبر الثورة ثورة شعب وجاءت من أجل البلاد وعلى الجميع أن يكونوا حريصين على الالتفاف حولها وعدم إقصاء أحد، وأكد أن صوت الشارع مهم في الحراك القادم، وأبان أن المرحلة ينبغي أن يسود خلالها التسامي والترفع بحسبان أن البلاد تمر بمرحلة حرجة، وطالب بتكوين آلية يحدد لها دور تنسيقي وأن تكون من غير صلاحيات وتعمل على التواصل مع المجلس.
مصطفى مكي العوض (مستقل)
انتقد بشدة الأحزاب السياسية وقال إنها جزر معزولة ولا رابط بينها ورؤاهم متضاربة وليس لديهم رؤية موحدة، وطالب بضرورة أن يكون هنالك إعلان مبادئ للمرحلة القادمة وذلك لتحديد الفترة الانتقالية، وعلى القوى السياسية أن توضح ماذا تريد أن تفعل في المرحلة الانتقالية، وأن تكون هنالك هياكل واضحة للمرحلة الانتقالية.
أمل مدني – اختصاصية اجتماعية
سنعتصم إلى أن  تحل الدولة العميقة
أوضحت في حديثها أن من حق الشباب (المعتصم) رفض (الدولة العميقة) وأبانت: نريد أن نقتلع شجرة النظام من جذورها وتصحيح المسار، وأكدت أن الاعتصام سيتواصل طالما أن الدولة العميقة لم تزل.
أيوب محمد عباس  ـ رئيس تجمع شباب السودان
طالب في حديثه بضرورة إجراء تغيير جذري لكل نظام الإنقاذ، واستهجن الأحزاب السياسية وقال إنهم كانوا بصدد تنفيذ مسيرة مضادة للثورة والآن عادوا لاحتوائها، وطالب بنظام ديمقراطي وضرورة عرض الذين تم اعتقالهم في التلفزيون الرسمي، وأكد أن الاعتصام سيستمر، وأن المسيرات سوف تنظم والثورة مستمرة.
د. فرح إبراهيم العقار – النيل الأزرق
الثورة بدأت من الدمازين وعطبرة
شدد في حديثه على التوثيق الصحيح للتاريخ، وأبان أن الثورة انطلقت من الدمازين يوم 3 دريسمبر وفي ظروف مختلفة ومن بعدها عطبرة، وطالب بالتغيير وكشف الظلم الذي تعاني منه مناطق الأطراف، وطالب بالتمييز الإيجابي ومعالجة جذور الأزمة والحرص على تحقيق السلام.
صباح كيلا. ممثلة أمهات الثوار وشهدائهم والمعتقلين
طالبت القوى السياسية بأن تنسى التحزب وأن تكون سلطة تستطيع حكم البلاد، وقالت: يجب ألا نمنح المجلس سلطة لا يستحقها، وطالبت بضرورة تكوين لجنة تستطيع محاسبة النظام.
عابد محمد الشيخ يعقوب  ـ حزب القوم الديمقراطي
شدد في حديثه على ضرورة حشد رموز النظام في سجن كوبر، واعتبر عدم اعتقالهم يعني أنه ليس هنالك ثورة، وطالب بأن يبدأ الاعتقال بالبشير حتى اللجان الشعبية، كما طالب بضرورة وجود مدنيين بالمجلس العسكري أسوة بنظام نميري، حيث كان بابكر عوض الله ممثلاً للمدنيين، واقترح أن يكون هناك عضوان أحدهما من الشباب.
مقترحات تم تقديمها
اقترحت المنصة ممثلة في رئيسها برطم تكوين لجنة (فنية)  مصاحبة للجنة التنسيقية بغرض توسيع قاعدة المشاركة من جهة وتكليفها بمهام ذات اختصاص.
إجراء القرعة للقوى المشاركة
اقترحت المنصة أن يتم تقسيم (15) مقعداً لكل من الأحزاب السياسية (12) والشباب (3) وتم إجراء القرعة للأحزاب وقدم الشباب ممثليهم الثلاثة مباشرة، وتمت إضافة فرصة للمرأة.
إجماع على ضم أبوالقاسم برطم
اختار الاجتماع أبوالقاسم برطم كممثل للمستقلين ورئيساً للجنة، وطالبت المنصة الشخصيات المختارة بإحضار تفويض من الحزب وشهادة تسجيل سارية المفعول، وستعقد أول جلساتها اليوم الخميس.
د. غازي صلاح الدين العتباني: سأكون أول المتنازلين للشباب
أتاحت المنصة فرصة للدكتور غازي صلاح الدين رئيس كتلة أحزاب 2020 وأبان في حديثه أن النظم الديمقراطية تكثر فيها الولائم وتفيض الأقداح، والنظام الديمقراطي يعطي فرصة للتصحيح إذا كان هنالك خطأ، وأبان أن أي لجنة كونت سوف يختبرها الميدان، واستطرد: هكذا يصحح الجسد خلاياه ويتقدم بصورة مستقرة نحو أهدافه، وقال إن الجدل كان ساخناً لأن اللقاء لم يكن متاحاً من قبل، وطالب بالحكمة والتحلي بالصبر كمفتاح للفرج.
وحيا الأجيال الشابة التي قامت بجهود جبارة، واعتبر ما حدث انقلاباً كبيراً في المفاهيم، وأبان أن كل التصورات سنرى ثمراتها في حال قيام القيم الديمقراطية وتجاوز الماضي لعهد جديد، وقال: أنا أول المتنازلين عم موقعي للشباب.
من المحرر
استطاع التيار المستقل داخل البرلمان المحلول بذل جهد خارق في توفيق أوضاع الأحزاب السياسية والتي بلغت 75 حزباً إلى جانب حركات مسلحة ومنظمات وممثلين للشباب، وكان التنافس شرساً والغبائن حاضرة لاسيما وسط الأحزاب التي كانت مشاركة في الحكومة السابقة.
وفي غمرة هذا التنافس للفوز بفرص التمثيل فات على المستقلين وعلى الأحزاب تكريم د.غازي صلاح الدين واختياره ضمن اللجنة دون تنافس لقدراته العالية في مجال السياسة.