الثلاثاء, 23 ابرايل 2019 01:57 مساءً 0 310 0
منسقية الحركات المسلحة.. آلية ظهرت (بغتة) فمن ورائها؟!
منسقية الحركات المسلحة.. آلية ظهرت (بغتة) فمن ورائها؟!

هاجمت الإنقاذ كمدخل للهجوم الشرس على تجمع المهنيين وقوى التغيير

تقرير: تاج السر بقادي
على نحو مفاجئ تكونت آلية المنسقية العامة للحركات المسلحة. وهي تلك الحركات التي وقعت اتفاقيات سلمية مع حكومة الإنقاذ المطاح بها عسكريا وكانت هذه الحركات قد تم توظيف قياداتها في مواقع تنفيذية سياسية وتشريعية وأصبحت جزءا من الحراك السياسي الذي أطاحت به دولة المجلس الانتقالي العسكري الراهن. توقيت التكوين والظروف التي انعقد بها المؤتمر الصحفي للمنسقية بفندق ريجنسي قبل ساعات من تقديم تجمع المهنيين السودانيين وقوى التغيير لرؤيتها للمرحلة المقبلة مثير للاهتمام لاسيما وان المتحدثون ركزوا في حديثهم على الهجوم بصورة واضحة وملفتة على الكيانين وطالبوا المجلس العسكري بعدم تسليمهم السلطة.
المهندس سراح الدين
بعد تأخر عن الموعد المحدد للمؤتمر الصحفي بأكثر من ساعة قال المهندس سراج الدين في مستهل البرنامج ان نضال الحركات المسلحة جاء نتاج الظلم والآلة القمعية التي وجهت تجاه الشعب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والشرق والشمالية وأبان انهم حملوا السلاح لرفع الظلم عن كاهل الشعب في ظل ما أسماه (حكومة عنصرية) اتخذت القبيلة ذراعا لحمايتها وأبان أنهم ظلوا يراقبون الموقف بالبلاد وعليه تم إعلان المنسقية العامة للحركات المسلحة والتي تضم أكثر من 40 حركة مسلحة وكشف أن الحركات كانت حضورا في كل التظاهرات التي جرت في ولاية الخرطوم والمدن الأخرى وقدمت الدماء كامتداد لدماء شهداء الميادين القتالية وأضاف أنهم يعملون مع القوى السياسية لبناء السودان وحيي القوات المسلحة لانحيازها للشعب.
عبد الرحمن إبراهيم
أكد في مقدمة حديثه أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية وأشاد بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لانحيازها للشعب وحتى الشباب الثوار. وانتقد بشدة ما أسماه لغة التهميش التي تستخدمها قوى التغيير وتجمع المهنيين السودانيين واعتبر ذلك نفس اللغة القديمة وقال انهم كحركات يسعون لإنقاذ البلاد من الأزمات من خلال مشاركة كل القوى السياسية مبينا ان النظام الفيدرالي هو الأنسب لإدارة البلاد من حيث الحكم والمال وأشاد بتجربة إثيوبيا في هذا الصدد وطالب باحترام التنوع وأضاف نريد أن يستمر المجلس في فترته الانتقالية لانه صمام الأمان واعتبر الثورة الشعبية امتداد لما اسماه ثورة الهامش وجدد رفض الحركات للإقصاء معتبرا ذلك يسبب مشاكل للبلاد وقال (لا يمن علينا أحد بالأصالة) وحذر المجلس الانتقالي من التعامل من ما اسماه (هؤلاء) وقال نرفض تكرارهم وهم اقصائيون في إشارة (لقادة المؤتمر الوطني) وطالب المجلس العسكري الانتباه وإلا سوف ينتهي السودان على أياديهم. وطالب باستمرار المجلس وتكوين حكومة قومية مستقلة ذات كفاءة تقودها شخصية قومية مستقلة لتهيئ المناخ الديمقراطي وتجارب الفساد والمفسدين ومرتكبي الجرائم المرتبطة بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية) وطالب بضرورة محاكمة من أجرموا في حق الشعب وأفسدوا في ماله وأبان انه من الضرورة قيام هيئة تشريعية انتقالية لا يزيد عددها عن (300) عضو و (30) عضو في الولايات على أن تكون الحكومة الولائية من (5) أعضاء فقط وان يكون محافظي المحليات من جميع القوى السياسية وشدد على أهمية العمل بدستور 2005م المعدل عام 2017م وطالب باستكمال الاتفاقيات التي وقعها النظام السابق مع الحركات من خلال توفيق أوضاع المسرحين وأبان انه يوجد (38) عضو من الحركات المسلحة في سجن الهدي وان حركة العدل والمساواة لديها (7) أعضاء مسجونون منذ عام 2007م بسجن الهدي بأوامر شخصية من البشير وطالب المجلس الانتقالي إطلاق سراحهم وجدد ضرورة عودة النازحين واللاجئين لديارهم وقال ان نظام الإنقاذ مكن منسوبيه في سد منافذ الدولة ومارسوا التجنيب للأموال والتحلل بعدم التعرض لمحاكمات مشيرا بأن التمكين شرد الكفاءات وطالب المجتمع الدولي بتفهم وضع السودان على شكله الراهن.
صالح محمد حسب الله
في مقدمة حديثه عضد على ما ذكره رئيس المنسقية المؤقت وقال ان أهل الشرق يتعاملوا مع كل السودان وثمن المواقف الوطنية النبيلة التي سادت الفترة الماضية حتى أفضت بثورة جديدة ودعا لدرء الفتنة والحرص على مصلحة الوطن وقال ان آن الأوان ان يكون لأهل الهامش دورا وأضاف الشرق يقف بكل جوارحه مع مصلحة البلاد.
عبد الله عبد الكريم
ابتدر حديثه بالهجوم القوي ضد قوى التغيير وتجمع المهنيين وقال هذه القوى تكونت اليوم وهم أناس موجودون في الخرطوم ويسرقون الثورات وأبان أن الحركات المسلحة قدمت الشهداء وأبان ان المجتمع الدولي يعرف التطهير العرقي في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وأضاف في دارفور (600,000) شهيد وتم حرق (36000) قرية خلال حرب امتدت (19) سنة يوجد خلالها (450) ألف لاجئ في تشاد وقال ان قوى التغيير تجمع نقابات سبق وان تمت دعوته في أنجمينا وأديس ولم يحضروا وكذلك لمحادثات الدوحة وأبان أنهم سدنة النظام وهدد بالرجوع للحرب اذا تم تسليم هذه القوى السلطة وطالب أسرى الحركات لدى السلطة معاملة أسري وقال أي تسليم للسلطة دون مشورة فان حربا ستدور ضد المجلس الانتقالي وطالب الحركات النضال ضد تجمع المهنيين وأضاف نرجو من المجلس تكوين لجان للتفاوض معنا. وقال ماهو عمل الأحزاب اذا كانت السلطة ستسلم للنقابات وطالب المجلس ضرورة التوافق على السلطة.
ردود أفعال متباينة
العجلة التي تم بها تكوين المنسقية وعدم وضوح الرؤية والأهداف لا لاسيما للمدعوين من قادة الحركات اوجد ردة فعل متباينة بين مؤيد ومعارض خاصة بعد تحدث الرئيس المؤقت للمنسقية إنهم قدموا تصريحاتهم للمشاركة مع سائر القوى السياسية وانتقد بشدة (صابر حامد) المتحدثين الذين بادروا بالهجوم على تجمع المهنيين السودانيين وقال ان الثورة السلمية الشبابية أطاحت بالنظام فيما فشل حملة السلاح في ذلك ولجوء للسلم وقال ان كل هذه الحركات كانت جزء أصيل من النظام السابق وهي عرضه للمساءلة والمحاسبة شأنها شأن قادة النظام السابق.
من المحرر
كان واضحا ان السعي للفوز بقسمة من كعكة السلطة هو واحد من الأهداف فيما أن جهات أخرى تسعى للتفريق من خلال خلط الأوراق وتباين المواقف لعبت دورا في تنظيم هذا الجسم المتناقض والذي ظهر فجأة.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة