في عمل يروي سيرة التاريخ الإبداعي للأدب العربي والإنساني، ويوثّق بشكل بصري واحدة من أهم الأعمال الأدبية والفنية التي ترسّخت في ذاكرة المعارف والتي تناقلت سيرتها حواضر القارتين الآسيوية والأوروبية، يطوف «ألف ليلة وليلة – الفصل الأخير» الذي انتجه مسرح المجاز ليكون فاتحة احتفالات الإمارة بنيلها لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، بسحر الكلمة، وعذوبة الخيال، نحو آفاق من الإبداعات الإنسانية التي تستعد لتتجسد على خشبة المسرح خلال الفترة من 23 حتى 27 أبريل الجاري بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية.
ويسرد العمل سيرة ثلاث مغامرات يخوضها أبناء شهرزاد «فيروز وقادر وأمين»، حيث يأخذ الحضور إلى عوالم خيالية تسرد فصلاً جديداً لأسرار الحب والحكمة والمعرفة، ويجوب بهم في رحلة ساحرة نحو البراري والوديان والجبال باستخدام تقنيات لأول مرة من تنفيذ مالتبل انترناشونل بالتعاون مع 7 فنجرز و «Artists in Motion» المتخصصين في مجالات التقنيات الصوتية والضوئية الاحترافية.
ويتوزع العمل الذي يتضمن عوالم غامضة لحكايات شهرزاد في ألف ليلة وليلة، حيث تظهر شخصيات وطاقات خارقة ضمن سلسلة فصول تتحول فيها سينوغرافيا المسرح إلى ممثلين وعارضين يجسدون العوالم التي يعيش فيها أبطال العرض على إيقاع الضوء وتتبدل المشاهد بحركات احترافية ينفذها الممثلون على الأرض وعلى الحبال وهم يتسلقون أجساد بعضهم بعضها ويقدمون حركات فنية بهلوانية رياضية.
وفي هذا الشأن، أعرب المدير الإبداعي فيليب سكاف عن ثقته بأن العرض سيغير قواعد ومستويات العروض الثقافية والفنية في المنطقة، إذ تسهم المشاهد المسرحية بالكشف عن قصة شهرزاد التي لم تُروَ بعد، والتي يرويها مسرح المجاز في الفصل الأخير من فصول ألف ليلة وليلة.
وأضاف: «يعد هذا الإنتاج العرض الفني الخيالي الأضخم من نوعه في العالم، الذي استوحى مشاهده من أبرز الأعمال الأدبية في تاريخ الثقافة العربية والأدب العالمي، كما يسهم بتعزيز مكانة الشارقة مركزاً ثقافياً إبداعياً متميزاً في المنطقة والعالم، إذ لم تدخر فرق العمل المسرحية والتقنية والفنية أي جهود لتقديم عرض عالمي يليق بهذه المكانة، وتوفير تجربة فريدة مستوحاة من ألف ليلة وليلة، ينفذها نخبة من نجوم الفن والمسرح والموسيقى».
من جهته، قال سيباستيان سولديفيلا، مخرج العرض: «نعد الجمهور بعرض ملهم في الطريقة التي يوفر فيها سينوغرافيا بانورامية، تمزج بين المشاهد البصرية الحيوية، والموسيقى، والثرات، والحركات الاستعراضية والبهلوانية، في لوحة فنية مثيرة تناسب أفراد العائلة كافة، أعدها نخبة من المتخصصين في هذا المجال».
وأضاف: «يتيح هذا العرض للجمهور فرصة الاطلاع على واحدة من روائع الأدب العربي والإنساني، استلهمتها مجموعة من ألمع نجوم الفن المعاصر على مستوى العالم، لتقديم تجربة جديدة في سرد أحداث هذا الفصل، ورواية خباياه، وكشف أسراره، بطريقة لم يسبق لمرتادي المسرح ومحبي الثقافة والجمهور رؤيتها من قبل».
ويجسد العرض مشاركة العالم لإمارة الشارقة في احتفالها باللقب الثقافي الأرفع على مستوى العالم، حيث شاركت في عروض الأداء كل من المكسيك والمملكة المتحدة والبرازيل وبيلاروسيا وسلوفينيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، كما شارك مبدعون من كندا وفرنسا في التقنيات والإنتاج، بينما شارك موسيقيون ومغنون وممثلون وفرق تسجيل من الجمهورية التشيكية وهولندا وصربيا والجزائر وكندا ولبنان وأرمينيا والمملكة المتحدة.
وتحتفي 25 مؤسسة من مؤسسات الشارقة باختيار الإمارة العاصمة العالمية للكتاب 2019، اللقب الأرفع من نوعه على مستوى العالم، والذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في العام 2001، ويشرف عليه مكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، تحت شعار «افتح كتاباً تفتح اذهاناً»، بتنظيم سلسلة متكاملة من الفعاليات الثقافية والتراثية والمعرفية، تجمع مثقفي وكتاب العالم على أرض الشارقة، خلال الفترة من 23 أبريل الجاري، وحتى 22 أبريل 2020 العام المقبل.
ويأتي اختيار اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في اليونسكو «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019»، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، واعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي.