الأحد, 16 يونيو 2019 02:23 مساءً 0 240 0
ايام وليالي
ايام  وليالي

الإنترنت حق انساني

كنت قبل يومين  بعد الظهيرة جالسا في مقهى  (كالديس) في شارع بولي في مدينة اديس ابابا والمطر تنهمر بغزارة في الخارج.. وفجأة تعالت الصيحات وابرقت الإبتسامات لامعة  وسط محيط هادئ جدا.. وكانت الفرحة عارمة بعودة الإنترنت الي فضاء اديس ابابا وكل اثيوبيا.. وكما هو الحال في السودان النت مقطوع في إثيوبيا.. ومر علينا حتى الان ثلاثة أيام متتالية من انقطاع للنت و دون تواصل مع الآخرين.. و أصبحنا في خندق واحد مع أهلنا في السودان.
 دولتان كبيرتان يفوق تعداد سكانها ال،، 140مليونا من البشر وقد يزيد لا يتواصل سكانهما مع بعضهم ومع العالم عبر الإنترنت.. لكلا البلدين أسبابها لقطع الإنترنت.. في إثيوبيا عرفنا ان السبب هو امتحانات الشهادة الاثيوبية.. والهدف من قطع الإنترنت هو محاربة ظاهرة الغش في الامتحانات التي تتم  عبر الإنترنت من خلال تطبيقات شتى ويبدو ان ظاهرة الغش وتسريب الامتحانات اصبحت؛ ظاهرة بشكل سافر ومقلق خلال السنوات  الماضية.. مما حدا بالسلطات لقطع الإنترنت طوال فترة الامتحانات.. ربما تكون هناك اسباب اخرى والله اعلم لها علاقة بتحديث وتطوير شبكات الاتصالات.. ولكن القطع للإمتحانات هو المتداول هنا.. وزد على انقطاع النت هنا  في أديس انقطاع للكهرباء دخل شهره الثاني ولكن وفق برمجة معلومة السكان جميعهم.. وكل يوم تنقطع الكهرباء لثماني ساعات مرة منذ الصباح الباكر والى مابعد الظهيرة واليوم التالى تنقطع عند الثانية بعد الظهر وتعود عند الساعة العاشرة ليلا.. وسبب هذا الانقطاع هو قلة :الأمطار عند منطقة احد السدود التي ترفد البلاد بالكهرباء ويتوقع ان يعود التيار الكهربائي الى وضعية  الاستمرارية دون انقطاع في نهاية شهر يوليو المقبل وخاصة ان  الأمطار بدأت تهطل يوميا.. والجو في أديس أبابا بديع مع البرد والمطر.. ولاحاجة الى مروحة او مكيف وطبعا المرواح والمكيفات هي سلعة كاسدة هنا.. الا بعض المكيفات التي تستخدم للتدفئة.
طبعا سبب  قطع الإنترنت في السودان يختلف عن السبب في إثيوبيا.. وأسباب قطعه في السودان مخيفة وقطعه امر  محزن حقا.
إن في قطع النت انتفاء لحق أصيل من حقوق الإنسان وتضييق لمساحة الحرية التي يجب أن يتمتع بها.
إن ضررا عظيما لحق بالناس من جراء قطع الإنترنت.. فالانترنت ليس للانترتينمنت وازجاء اوقات الفراغ..  لكنه اصبح ضرورة حياتية لاغنى عنها في كل وادق تفاصيل الحياة اليومية في كل تفاعلاتها.
ولعل ذلك ما حدا  بمنظمةحقوق الإنسان  (هيومن رايتس ووتش) الى الاشارة  أمس إلى أن  قطع السودان المستمر للإنترنت   هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان..
وقالت المنظمة إن على السلطات إعادة الوصول إلى الإنترنت على الفور لجهة أن الأمر مهم للاتصالات الطارئة، بما فيها المعلومات من مقدمي الرعاية الصحية، وللوصول إلى المعلومات الأساسية الأخرى في أوقات الأزمات.
وقالت مديرة برنامج الطوارئ بالإنابة في هيومن رايتس ووتش بريكانكا موتابارثي حسب صحيفة الإنتباهة:  إذا كان المجلس العسكري الانتقالي يعتزم فعلاً استعادة السلام والحفاظ على حسن النية مع قادة المعارضة المدنية، فعليه إيقاف هذا القطع الخطير للإنترنت، الذي يعرض المزيد من الأرواح للخطر... ولا زيادة في التعليق من جانبنا..فالامر لا يحتمل حقا.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق