الأثنين, 05 نوفمبر 2018 01:08 مساءً 0 261 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

على هامش اللقاء التنويري الهام لمساعد رئيس الجمهورية حول اللقاء  المباشر غير الرسمي للحكومة وحركة الحلو بجنوب أفريقيا، ووساطة سلفاكير (٢)

 

 

 بنقطة نظام أمس استعرضنا إفادات د فيصل حسن إبراهيم ، نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، باللقاء التنويري الهام حول اجتماعه ، المفاجئ واللافت للنظر ، مع عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية، قطاع الشمال بدعوة ورعاية ومشاركة من الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق أمبيكى، بضاحية من ضواحى جوهانسبرج.
{ واللقاء في حد ذاته يشكل تطورا مهما، ولقد فوجئنا بإفادة د فيصل بأن  حركة الحلو أكدت في خطابها الافتتاحي ، وقد اشرنا بالأمس  الى انه كان مكتوبا  باللغة الانجليزية، وكما علمنا فإن لغته كانت حادة ، وعباراته متطرفة، وهو أمر متوقع ، كما قلت بمداخلتي في اللقاء التنويري، حيث سردت لهم ما كتبته هنا مرارا، كيف اننى قبل عدة سنوات ، استضفت ببرنامج في الواجهة،عبر الهاتف، على الهواء مباشرة من باريس،عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، وتحدث يومها حديثا حادا ومتطرفا،وقلت في نهاية الحلقة ما معناه إذا كان هناك شخص حامل لبندقية ، وأبدلناها بمايكرفون، ماذا نتوقع ان يقول في البداية، لاشك انه سيبدأ بحديث جارح، يتحول تدريجيا لساخن ، فموضوعي.
{ وقد اتصل بي الأخ عبد الواحد  الذي كانت تجمعني به وقتها علاقة تواصل واحترام متبادل، وانقطع ذلك التواصل منذ أن منعنا بواسطة الأجهزة المختصة يومها من نشر حديث أجريناه معه وقتها، حيث قال لي في اتصاله عقب نهاية الحلقة:( والله ياود البلال اتخارجت  جنس مخارجة).
{ ولذلك لم أتوقف كثيرا عند حدة الخطاب الأول للحلو، وقد قلت بمداخلتي ان علاقة وثيقة جمعتني بالحلو أبان مفاوضات السلام وتحديدا بعد التوقيع على اتفاق مشاكوس، عقب رحيل الراحل يوسف كوة الذي جمعتني به أيضا علاقة وثيقة جدا وأجريت معه عدة حوارات صحفية إبان المفاوضات، وقلت ان الحلو شخص ودود وحيي، وقد تجاذبت معه أطراف الحديث كثيرا، وأذكر اننى سألته عن أسباب انضمامه للتمرد، وقال لي انه درس المرحلة الثانوية  بالدلنج الثانوية، وعقب نجاحه بامتحان الشهادة الثانوية  وقبوله بجامعة الخرطوم-كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- وأفادنا أيضا د فيصل أثناء اللقاء التنويري، بأنه زامل الحلو  بجامعة الخرطوم، قال  الحلو انه بعد وصوله للخرطوم عقد مقارنة بين الدلنج والخرطوم، وقال بينه وبين نفسه:( معقول ديل ناس عايشين، ونحنا بالدلنج كنا عايشين)، وجادلته كثيرا بأن الخرطوم هي عاصمة السودان وملك أهل السودان كلهم وقلت له اننى قدمت للخرطوم من قرية صغيرة بولاية نهر النيل، ريفى شندى، هى ديم القراى والى وقت قريب ومازال بعضهم حتى الآن بلا كهرباء أو مياه شرب.
{ لذلك لم أتوقف عند حدة خطابه، أو حتى مواقفهم المتطرفة جدا، برفض مصافحة السلام، إلا بعد الوصول لاتفاق، ورفض استلام وثيقة الحوار الوطني من الوفد الحكومي، واستلامها من امبيكى وردها بالرفض بعد نصف ساعة، وقولهم بأنهم لم يشاركوا في وضعها حتى يوافقوا عليها، وكان امبيكى في الجزء من المفاوضات التى حضرها، قد قال انه طالع واستخرج من النت وثيقة الحوار الوطني السوداني، وقال مخاطبا الحلو وأعضاء وفده،السودان الذي تبحثون عنه موجود بهذه الوثيقة، وأقترح عليكم ان تقرؤوا هذه الوثيقة، بالرغم من عدم مشاركتكم.
{ بل توقفت عند موافقة  الحلو وحركته ، وللمرة الأولى على الجلوس مع الحكومة في هذه الجولة المباشرة غير الرسمية، والتي اخرج فيها الوفدان كما قال لنا ، رئيس الوفد الحكومي ، الهواء الساخن من الصدور، وكما قلت بمداخلتي باللقاء التنويري، ما المشكلة ان يتم الاستماع  لمواقف حركة  الحلو حول مجمل القضايا بالبلاد وليس المنطقتين فقط، حيث ان تلك القضايا مترابطة مع بعضها البعض ومتشبعة لدرجة التطابق فى كثير من الأحيان، ونعتقد أن هذه الجولة بالرغم من عدم وصولها لأية نتائج، ولكنها  خطوة ايجابية سيكون لها ما بعدها، خاصة بعد وساطة رئيس دولة جنوب السودان وقبول السودان من خلال الاتصال الهاتفي للرئيس البشير بالرئيس سلفا كير.
{ وبمجرد دخول الرئيس الجنوب سوداني وسيطا بدأت لهجة الحوار والتخاطب تتغير واستلفت انتباهي بيان مطول من الحركة جناح عقار، أصدره الناطق الرسمي باسمه ويحمل لغة جديدة هادئة وجاء فيه ما يلي:
الحركة الشعبية ترحب بمبادرة الرئيس سلفاكير وحكومة جنوب السودان لتوحيد الحركة والتوصل لحل شامل للحروب في السودان، المبادرة تعزز مجهودات الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي وتستحق دعمهما.
ترحب الحركة الشعبية لتحرير السودان بمبادرة الرئيس سلفاكير ميارديت وحكومة جنوب السودان التي ترمي لتوحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان بغية التوصل الي حل شامل يضع نهاية للحروب في النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور، واستجابة لهذه المبادرة وصل وفد عالي المستوى من قيادة الحركة الشعبية الي عاصمة دولة جنوب السودان - جوبا،  وشرع في إجراء المشاورات مع الجهات المختصة، نحن نؤيد هذه المبادرة للأسباب الآتية:  
أولا : التوصل الي حل شامل للنزاع في السودان يسهم إيجابا في استقرار دولتي السودان
شمالا وجنوبا، لاسيما وان الحروب في السودان تدور على طول الحدود المشتركة بين الدولتين.
ثانيا: الحركة الشعبية والقوى الأخرى في السودان تربطها علاقات تاريخية مع شعب جنوب السودان، لاسيما ان الحركة الشعبية في الشمال دعت على الدوام لترسيخ العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين ولمصلحة الشعبين، بل إلى خلق (اتحاد سوداني) بين الدولتين مع احتفاظ كل دولة باستقلالها، وان يمتد هذا الاتحاد الي بقية دول الاقليم لمواجهة تحديات العالم المعاصر.
ثالثا: اتفاق السلام في جنوب السودان وجد منا الترحيب، وان أي اتفاق مماثل في السودان يضع نهاية للحروب عبر حل شامل سيسهم إيجابا في ترسيخ السلام في جنوب السودان ويمتن أواصر العلاقات المشتركة.
رابعا: فيما يخص المنطقتين لا يمكن التوصل لاتفاقيتين حول نفس القضية، والتفاوض حول المنطقتين ولاحقا تنفيذ الاتفاق يتطلب وحدة الحركة الشعبية.
خامسا: من جانبنا وحدة الحركة الشعبية قضية إستراتيجية وهي فوق المواقع والمناصب ونحن على استعداد لإعطاء القيادة لجيل جديد لتوحيد الحركة، وبإمكان القيادة العليا الحالية ان تلعب دور استشاري، فوحدة الحركة هي قضية وجود بالنسبة للحركة نفسها.
سادسا: دولة جنوب السودان ورئيسها وبحكم معرفتهم وصلاتهم العضوية بالأوضاع في السودان بإمكانهم لعب دور مؤثر لدعم مجهودات الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي للوصول الي سلام عادل وشامل في السودان.
ثامنا: مبادرة الرئيس سلفاكير تدعم مجهودات الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي وتعززها وهي تحظى بدعم أطراف مهمة من المعارضة والحكومة السودانية،  ونحن ندعو لدعمها من الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي بتنسيق وانسجام تام.
تاسعا: منذ بداية هذه المبادرة قامت قيادة الحركة الشعبية بإطلاع حلفائها وكل من يهمهم أمر الحركة بهذه المبادرة الهامة.
عاشرا: تشهد بلادنا متغيرات عميقة وهي الأهم، وكذلك الوضع الإقليمي والدولي ونحن نتعامل مع هذه المتغيرات بما يخدم مصالح شعبنا وقضيتنا.
أخيرا نشر موقع (صحيفة التغيير الالكترونية) خبر مفاده ان رئيس ونائب رئيس الحركة قد التقيا بالدكتور فيصل إبراهيم أثناء زيارته الي جوبا مؤخرا، هذا الخبر عارٍ عن الصحة ويفتقد المهنية، كان بإمكان الموقع الاتصال بنا لمعرفة حقيقته، اللهم إلا إذا كان الخلط والتضليل متعمد، فأبوابنا مشرعة لهذا الموقع وغيره، ولا نخجل من البحث عن مفاوضات السلام العادل ولا نجري مفاوضات سرية في الظلام.
مبارك أردول
الناطق الرسمي
الحركة الشعبية لتحرير السودان
4  نوفمبر 2018م
انتهى
{ وغدا نعلق على هذا البيان ونواصل
بإذن الله  

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق