الثلاثاء, 25 يونيو 2019 01:23 مساءً 0 322 0
البصمة
البصمة

الرئيس السيسي والشعب المصري يشرحون معنى كلمة أم الدنيا عملياً

 

كثيراً ما تستوقفني سِيَر الأئمة الأعلام، وما أنجزوه للبشرية من علوم دينية ومادية، وبمقياس ما هو متاح من أدوات العصر الذي عاشوا فيه حيث الكتابة بقلم القصب وحبر السناج، مقارنة مع ما عاشوه من سنين، يكون ذلك من الإعجاز بكل المقاييس.
ولعله تحضرني هنا سيرة الإمام أبي عبد الله محمد بن عمر بن الحسن الملقب بفخر الدين الرازي وهو إمام مفسر فقيه، عالم موسوعي امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في الفيزياء، الرياضيات، الطب، الفلك. وكان يتقن العربية ويحسن اللغة الفارسية، وله سِفره الشهير في تفسير القرآن الموسوم بالفخر الرازي، سبع مجلدات ضخمة، قراءته فقط تحتاج إلى عمر كامل.
ويثور في ذهني دائماً السؤال المتكرر، كيف استطاع هؤلاء إنجاز ما أنجزوه من أعمال، تفسير الفخر الرازي أحد المراجع المهمة في كتب التفسير بنزوعه إلى الفلسفة والتأويل والشروح المطولة التي تعطي أبعاداً إضافية لحرفية النصوص، كما أن إسهاماته في مجال الطب تعد فتحاً مهماً في ذلك المجال في وقت كانت فيه كل المحاولات تتعثر بضعف الوسائل وقلة التجارب وضعف الموروث، وإسهاماته خالدة إلى اليوم وتتشرف كلية الطب جامعة الخرطوم أن إحدى داخلياتها المواجهة لكبري الحرية تحمل اسم الرازي، ناهيك عما أسهم به في مجالات أخرى، كالهندسة الفلك، فالسؤال الذي يطرح نفسه دائماً كيف وجد هؤلاء العباقرة الزمن والطاقة لإنجاز ما أنجزوه، ولعل الإجابة تكمن في هذه المعادلة السحرية، وهي   البركة والتوفيق   أي أن الله بارك لهم وقتهم وصحتهم وأيدهم بالتوفيق، بينما آخرون حظهم المحق والإخفاق.
وامتداداً من التاريخ القديم كان لابد أن نستدل ببعض الشخصيات لنربط بينها وبين شخصيات التاريخ الحديث وندرك مقياس الإنجاز والأعمال، ولا شك أن بالتاريخ الحديث شخصيات عظيمة استطاعت أن تعمل أعمالاً خالدة يشار إليها بالبنان، تصب أعمالها في مصلحة البشرية والأجيال القادمة كما فعل من في السابق، مر بذهني في هذه السانحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فالرجل دون تضخيم للدور أو مدح غير مستحق استطاع أن يعمل في وقت وجيز ما فشل فيه الكثير من حكام الدول العربية والإفريقية، جمهورية مصر العربية الآن تسير بشكل منتظم نحو القمة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية والرياضية والعلاقات التي تربط بينها وبين دول العالم الآخر، ولعل هذا التطور الذي تشهده مصر الشقيقة لم يكن منحة وإنما يتم تنفيذه من خلال خطط ودراسات حديثة تقف خلفها الإرادة السياسية لرأس الدولة ويعمل لأجلها فريق عمل متخصص وبالتشاور مع الشعب المصري لأجل تضافر الجهود التي من خلالها تتحقق الطموحات، وأهم ما في الأمر أن مصطلح فساد لا وجود له بين مؤسسات الدولة بمختلف مسمياتها.
أشياء كثيرة لفتت انتباهي وانتباه أصدقائي ونحن نقضي فترة استجمام واسترخاء بمصر الشقيقة، أهم هذه الأشياء هي البنية التحتية كشوارع الإسفلت والكباري وخطوط المواصلات البرية والبحرية والجوية والكهرباء والمياه وغير ذلك، ثم تأتي المناطق الترفيهية كالمدن والقرى السياحية وليس هنالك أدل على ذلك من منطقة شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي ومارينا والعين السخنة وغيرها من المناطق السياحية والترفيهية المنتشرة بجميع محافظات مصر والحدائق العامة التي نجدها أينما ذهبنا، إضافة لتوفر كافة احتياجات المواطنين بأصغر الأسواق والبقالات المنتشرة بالأحياء السكنية، وما يؤكد أن مصر تسير في اتجاه التطور الذي يواكب تحديات العالم المتطور نجد أن هنالك عدداً ضخماً من الشركات العالمية ذات الأسماء اللامعة تتسارع للعمل بجمهورية مصر العربية كشركات البنى التحتية والطيران والمقاولات والتكنولوجيا الحديثة والملبوسات والمأكولات والمشروبات وغيرها من الشركات العالمية في مختلف القطاعات، ولعل هذا التدفق والتدافع ينبع من وجود سوق لهذه السلع والخدمات كما يؤكد وجود وزارة استثمار رائدة تعمل بنهج سليم وضمانات لأصحاب هذه الاستثمارات، إضافة لصادر مصر من الفواكه والخضر وغيرها من ثروات باطن الأرض، ولا ننسى هنا قطاع السياحة المصري الذي يوفر للأجانب كل ما هو مدهش للمشاهدة والمعرفة.
وبما أن مصر والسودان هما الأقرب لبعضهما شعباً ومصالح مشتركة بين الدولتين هنالك بعض النصائح التي أود أن أشير إليها وربما يحقق تحقيقها مكاسب هائلة، ولتكن أولى هذه النصائح ربط السودان ومصر بالسكة حديد لنقل مواطني الدولتين والبضائع القادمة من هنا وهناك، أما النصيحة الثانية فهي التبادل التجاري للسلع الاستهلاكية والبترولية وغيرها، والثالثة الاستفادة من خبرات هنا هناك وهناك هنا في كافة القطاعات، والرابعة الزراعة بما أن السودان يملك أراضي زراعية شاسعة ولمصر خبرة بشرية وتجربة عملية في زراعة الخضر والفاكهة.
في كل ما ذكرنا الأمر يحتاج فقط لتعاون وانفتاح وثقة متبادلة بين الدولتين وتضافر للجهود.
أما النصيحة الخامسة فهي التدريب لنقل الخبرات العلمية في المجالات المدنية والعسكرية بما أن للدولتين خبرات عميقة في كل ما ذكرنا، فعندما تتحقق هذه الأمنيات تصبح مصر والسودان أكثر تقدماً ومكانة بين باقي بلاد العالم.
ختاماً كيف يجد الرئيس عبد الفتاح السيسي الوقت والهمة والطاقة لكل هذه الأعمال، هل هي البركة في العمل على طريقة الصوفية أم في الأمر سر آخر؟
(لنا عودة)

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق