مفاوضات السلام في المنطقتين

رمادى : التغييرات التى حدثت فى قيادة الحركة الشعبية والتى ادت الى توقف المفاوضات حول المنطقتين تماما،  وحدث جمود أو اى تقدم فى التفاوض ولكن المحمود هو ان وقف اطلاق النار سرى بشكل جيد،  وتوقفت البندقية لتفسح المجال للتفاوض والوصول الى سلام دائم ، الآن تعود المفاوضات الى العلن مرة أخرى وتبدأ بأفكار صعبة هي عدم اعتراف القيادة الجديدة للحركة الشعبية بالمرجعيات السابقة والتي حسمت 85% من النقاط بعد 18 جولة من المفاوضات الصعبة ، والتي شهدت مناورات وتراجع وعودة وتنكر احيانا لما اتفق عليه . الان نعود الى نقطة البداية كما تريد قيادة الحركة الشعبية فهل تنصاع الوساطة الافريقية الى هذا التراجع المريع،  وإهدار مزيد من الوقت فى تفاوض حول نقاط قتلت بحثا ؟ لعل الجديد في مواقف القيادة الجديدة هو الايمان بوحدة السودان وهذه نقطة ايجابية يمكن ان تكون قاعدة متينة لبقية القضايا التى تطرح للنقاش.  لأن المفاوضات السابقة كانت تطرح تقرير المصير كنوع من العرقلة والضغط على الوفد الحكومى المفاوض . والجديد الآخر هو قبول السودان لوساطة سلفاكير لتقريب وجهات النظر وبالتأكيد سيكون لهذه الوساطة اثر ايجابى على المفاوضات بعد أن نجح السودان والرئيس البشير فى تحقيق السلام في جنوب السودان ، وكسب ثقة أبناء الجنوب والحركة الشعبية الأم بشقيها المعارض والحاكم . في أية حال اعتقد ان التشدد ورفض المرجعيات القديمة هو رفض لما وصلت إليه القيادة السابقة للحركة الشعبية وليس للنقاط نفسها ، ولهذا أرى أن تعمل الوساطة الإفريقية على اعادة مناقشة هذه القضايا منفردة مع وفد الحركة الشعبية المفاوض ، وإقناعه بضرورة قبولها ويمكن التحفظ على بعض النقاط ، أما ان ترفض بكاملها فهذه عودة للمربع الأول دون مبرر ومكايدة سياسية تعطل السلام وتؤذى المواطن فى المنطقتين . ايضا يواجه هذه المفاوضات طلب بعض أبناء منطقة النيل الأزرق بفصل قضيتهم عن منطقة جبال النوبة ، وهو أمر قد يعرقل أيضا التفاوض اذا لم يعترف هؤلاء بنتائج التفاوض مستقبلا .
الشاهد رغما عن الشواهد التى تشير إلى صعوبة التفاوض إذا أصرت الحركة الشعبية على عدم الاعتراف بالمرجعيات ومخرجات الحوار الوطني إلا إن الجلوس على طاولة المفاوضات فى حد ذاته تقدم ومبشر بالتوصل الى اتفاق إن شاء الله.