الاربعاء, 18 سبتمبر 2019 01:04 مساءً 0 187 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء

{ د عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الجديد، من الشخصيات السودانية المميزة التي عملت ولسنوات طويلة خارج الوطن، بمنظمات دولية وإقليمية، وعرفه أهل السودان أكثر بعد اعتذاره عن تولى وزارة المالية والاقتصاد الوطني، في الأيام الأخيرة للنظام السابق بعد أن تمت إذاعة اسمه ضمن الحكومة قبل الأخيرة للنظام السابق برئاسة السيد معتز موسى، والذي تولى الوزارة بنفسه بعد الاعتذار الداوي للسيد د حمدوك.
{ ولهذا عندما اختارت قوى إعلان الحرية والتغيير  د .حمدوك رئيسا  للوزراء، وجد هذا الاختيار ترحيبا كبيرا ، من جميع أهل السودان، بمختلف توجهاتهم السياسية بما فيهم أنصار التنظيم السابق، بل أن بروف إبراهيم غندور رئيس المؤتمر الوطني المكلف ، في أول ظهور إعلامي له بعد الإطاحة بالنظام السابق عبر الثورة الشعبية التي قادها شباب السودان،وقدموا كوكبة من الشهداء من بنات وأبناء هذا الوطن ، الأوفياء والأنقياء، تقبلهم الله أجمعين.
{ في أول ظهور إعلامي لبروف غندور ، لقناة الحرة الأمريكية، وسنعود لتلك الإفادات بنقطة نظام قادمة بإذن الله،وبالرغم من أن حزبه مجمد فعليا حاليا، وهناك قضية أمام المحكمة لحل الحزب، ولا يجوز لنا قانونا الحديث حول قضية أمام محكمة، إلا أن اللافت للنظر حتى بروف غندور أعلن تأييد حزبه لاختيار د حمدوك.
{ وبالرغم من وجودنا بالساحة الإعلامية والصحفية لأكثر من أربعين عاما متواصلة، وفى ظل عدة أنظمة متعاقبة، إلا أنني لم احظ بمعرفة أو اللقاء ب د حمدوك وجها لوجه مطلقا ، لا داخل السودان ولا خارجه.
{ وعقب ترشيحه لرئاسة الوزراء وموافقته على الترشيح وقبل عودته من مقر عمله بأديس أبابا، لاحظت انه التزم الصمت التام ولم يدل بأية تصريحات ، إلا عقب وصوله لمطار الخرطوم، وكانت الرسالة الأولى التي وجهها أنه سيكون رئيس وزراء لكل السودانيين، وكانت رسالة لافتة للنظر ، وتوالت تصريحاته اللافتة للنظر، من أنه لم يجئ للانتقام أو قطع أرزاق الناس ، إلا بالحق والقانون.
{ ومن وجهة نظري الخاصة أن د حمدوك ، بقبوله لهذا الترشيح، غلب مصالح الوطن على مصالحه الخاصة ، وضحى بكل شئ ، تلبية لنداء الوطن، بالرغم من صعوبة المهمة، وتعقد المشهد، وضخامة المشاكل، وثقل التركة، حيث أن الوطن كان قد وصل لحافة الانهيار الاقتصادي، إن لم يكن قد انهار اقتصاديا بالفعل، حيث أن العملة الوطنية فقد قيمتها تماما مقابل العملات الخارجية ووصل التضخم  أرقاما فلكيا، وبهذه المناسبة ، عندما نكتب هذا الكلام، ليس بسبب ذهاب النظام السابق، أو لإدعاء بطولات، ولكن كل هذه الأشياء قلناها بالتلفزيون على الهواء مباشرة في وقتها، وكتبناها بهذه المساحة، وقلنا بمجلس الوزراء عندما كان يترأسه الرئيس السابق، وبعد أن تولاه نائبه الأول الأسبق، وبعد أن تولاه السيد معتز موسى، حيث كانت تتم دعوتنا كرؤساء تحرير صحف لتلك الاجتماعات ، وكان يسمح لنا بالحديث والمداخلات، وكل هذه الأشياء مسجلة وموجودة بمكتبة الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والأجهزة الإعلامية والصحف.
{ ولقد أتيحت لي فرصة طيبة ،مساء أمس الأول ، للتحدث هاتفيا  مع د عبد الله حمدوك رئيس الوزراء ، نسبة لوجودي حتى الآن خارج الوطن لأسباب خاصة وصحية قاهرة، وبفضل الله بدأت تزول هذه الأسباب وسأعود للوطن الحبيب خلال الأيام القادمة بإذن الله.
{ ولقد كان الحديث عاما حول هموم الوطن ، ولقد انتهزت الفرصة وأشدت، ومن لا يشكر الناس ، لا يشكر الله،أشدت بالتفهم العميق للسيد رئيس الوزراء لرسالة ودور الصحافة والإعلام، والصحفيين والإعلاميين، وتأكيده وحرصه على أن تكون الصحافة فعلا هي السلطة الرابعة.
{‪‎‪ ومن ملاحظاتي على الحديث الهاتفي مع رئيس الوزراء، أستلفت انتباهي حرصه الشديد ، على الاستماع والرد بوضوح وشفافية على جميع النقاط وأنه يبدو متفائلا من إمكانية تخطى المشاكل بكل أنواعها ، مع اعترافه بصعوبتها وتعقيداتها، وينظر للصحافة والإعلام الحر والمتجرد كشريك حقيقي للحكومة، لترسيخ التجربة والممارسة الديمقراطية، وتحقيق العدالة  وفقا للقانون، وكان يقول أكثر من مرة، السودان كبير بأراضيه وموارده ومشاكله، ويحتاج لجهود أبناء الوطن للنهوض به.
{ نقطة النظام:  لأن الحديث الهاتفي مع سيادة رئيس الوزراء، لم يكن حديثا صحفيا، ولأنني لم استأذنه في نشره، لهذا حرصت أن اكتب عنه بصورة عامة، وما خرجت به ، حرص وتصميم رئيس الوزراء على الخروج بالوطن من إنفاقه المظلمة في كافة المجالات ، وتهيئة الأجواء ، لانتخابات حرة ومعافاة بعد نهاية الفترة الانتقالية، وتحقيق أهداف الثورة بالقانون والعدالة الحقيقية.
ولنا عودة

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق