الاربعاء, 18 سبتمبر 2019 01:32 مساءً 0 974 0
الأمين السياسي لحزب البعث القومي والقيادي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد في إفادات لـ"أخبار اليوم:
الأمين السياسي لحزب البعث القومي والقيادي بقوى الحرية والتغيير كمال بولاد في إفادات لـ

حوار: الرشيد أحمد

أسئلة كثيرة ومهمة حملناها للأستاذ كمال بولاد بحكم موقعه في تحالف قوى الحرية والتغيير، بعضها يتعلق بالثورة ومسيرتها القاصدة وما وصلت إليه من نتائج، وما ينتظرها من قضايا قيد التحقيق، وكذلك كان الجانب التنفيذي حاضراً في هذا الحوار من مجلس سيادي ومجلس وزراء، وما ينتظر الحكومة الانتقالية من ملفات شائكة في المعيشة والاقتصاد والسلام، وكذلك تناولنا معه البعد الخارجي للبلاد ممثلاً في زيارتي رئيس إريتريا ووزير الخارجية الألماني، وما ينتظر أن تضطلع به الخارجية من ملفات.
 والكثير من الأسئلة التي  كانت حاضرة أجاب عنها محدثنا بكل رحابة صدر.  

تمرين ديمقراطي
{  كونت حكومة حمدوك.. كيف تراها؟
تكوين الحكومة كان أحد التمارين الديمقراطية الشاقة كونها الأداة التي يجب أن تمثل الثورة وتعبر عنها وتتصدى لأصعب التحديات وهي استمرار الثورة وتحقيق أهدافها في المرحلة الانتقالية، ومؤكد هذا تحدٍ حقيقي في ظروف نعلم جميعاً أنها صعبة، وبدأت الرحلة بجملة ترشيحات قدمت من كتل قوى الحرية والتغيير للجنة مختصة، كانت نحو مائتين واثني عشر اسماً مشفوعة بسيرة ذاتية لكل اسم، وبعد جهد قدمت اللجنة للمجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير واحداً وسبعين اسماً في اجتماع للمجلس المركزي استمر إحدى وعشرين ساعة تم تقديم قائمة للسيد رئيس الوزراء بها ثمانية وستون اسماً فاختار منها هذه الكوكبة من الوزراء، كل هذا المشوار لابد أن يقدم كفاءات حقيقية مهنياً تؤدي الدور ونضالياً تقدم أهداف الثورة إلى مراقي ما قدم من أجله الشهداء أرواحهم، رغم أن الوقت مازال مبكراً للحكم على الحكومة ولكن نأمل أن يساعدها الجميع حتى تحقق ما هو مطلوب خصوصاً أن رئيسها يتمتع بتفويض جماهيري كبير وإرادة جادة نحو التغيير.
أهداف الثورة
{ هل روعي في تكوين الحكومة الالتزام بما جاء في إعلان الحرية والتغيير والوثيقة الدستورية؟
فيما يتعلق بالوثيقة الدستورية أعتقد أن لا غبار على  تنفيذ المسارات التي وضعتها الوثيقة للتشكيل الوزاري وهو اختيار الوزراء من قبل قوى الحرية والتغيير ثم اعتمادهم من المجلس السيادي وفقاً للخطوات التي حددتها الوثيقة. أما إعلان الحرية والتغيير فلابد أن يكون هو المرشد العام  في الأداء  بالنسبة للوزراء لتحقيق أهداف الثورة التي ترتبط بالمرحلة الانتقالية ومن ثم  تعد البيئة والمناخ للتحول الديمقراطي  وأن يكون حاضراً في خططهم وأدائهم العام.
بحث ونقاش
{ هل من تم اختيارهم في الحكومة يعتبرون كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية؟
دارت مناقشات لزمن طويل في المجلس المركزي حول كافة الأسماء التي كانت مرشحه للوزارة، حتى مبدأ الاستقلالية كان موضع بحث ونقاش وتوصل الجميع إلى أن الذي كان له انتماء سابق لحزب ما وغادره لا يمكن أن نعتبره غير مستقل وإلا لما قبلنا السيد رئيس الوزراء ولذلك قد تجد في التشكيل الوزاري من كان حزبياً سابقاً، ولكن رأيي الشخصي أن من يستوزر في المرحلة الانتقالية يحرم من الترشح في الانتخابات العامة، ما الضير إذا تم ترشيح حزبي ونالت كفاءته الفنية حق المنافسة بل كان مطلوباً أكثر من غيره في رأيي تقديراً لنضاله وفهمه لطبيعة الصراع السياسي والتزامه حتى سقوط النظام.
{ كيف تقوّم المكون للمجلس السيادي من أعضاء وهل جاء اختيارهم وفق المتفق عليه؟
إذا كنت تقصد مرشحي قوى الحرية والتغيير فقد تم بنفس الخطوات التي ذكرتها لك، ولكن كان هناك معيار المناطق الأقل نمواً والأكثر تأثراً بالحرب والتمييز الإيجابي للمرأة أكثر وضوحاً في الاختيار النهائي.
مرشحو الكتل
{ دار لغط وجدل كثيف حول بعض شاغلي المناصب الدستورية ورأى البعض أنهم يمثلون أحزاباً بعينها؟
الحديث عن المحاصصة كثر منذ  تشكيل مجلس السيادة حتى التشكيل الوزاري ولكن ما حدث هو كالآتي طلبت لجنة الترشيحات أن تقدم كتل قوى الحرية والتغيير مرشحيها وتم الاتفاق على المعايير وهي الكفاءة والسيرة الذاتية النظيفة  والنزاهة والمهارة والارتباط بالمجال المعني والالتزام بإعلان الحرية والتغيير وترك معيار المناطق المتأثرة بالحروب والأقل نمواً والتمييز الإيجابي للمرأة للجنة، وكما ذكرت لك قدمت الكتل مرشحيها وفي الفرز والتصنيف وقع مثلاً مرشح كردفان كواحدة من المناطق المتأثرة بالحرب من قوى الإجماع الوطني وكان الحائز على أعلى الدرجات ثم ممثل الشرق مثلاً من نداء السودان وهكذا، ولكن محاصصة بالمعني الحزبي ـ أن ينال الحزب الفلاني ثلاثة ممثلين مثلاً والحزب العلاني ممثلاً ـ لم تكن موجودة ولا مطروحة من الأساس.
عضو فاعل
{ الجبهة الثورية كانت عضواً فاعلاً في الحرية والتغيير لماذا تم إقصاؤها من المشاركة في المرحلة الانتقالية؟
لم ولن تقصى الجبهة الثورية من المشاركة، وهي العضو الفاعل في الحرية والتغيير وذلك  عن طريق كتلة نداء السودان الجبهة الثورية عضواً مؤسساً فيها، كما تعلم تمت تفاهمات مع قياداتها ووفد من الحرية والتغيير في أديس أبابا وضمنت نتائجها في الوثيقة الدستورية، والآن أجرت محادثات مع مجلس السيادة في جوبا إضافة إلى فصيل القائد عبدالعزيز الحلو  والتقت كذلك رئيس الوزراء وهذا اللقاء له ما بعده، وأتوقع أن يكون مدخلاً مفتاحياً للسلام وقد  يساعد على التفاهم مع كافة حركات الكفاح المسلح الأخرى ومن ثم المشاركة في المرحلة الانتقالية.
تعديل الوثيقة
{ ألا تتفق معي في أن وجودها في الحكومة الانتقالية كان مهماً وكان يمكن أن يسد باباً كبيراً من الأزمات؟
اتفق معك وهذا ليس مستحيلاً لأن الخطوة الأولى كانت تضمين ما طرحته في أديس أبابا للوثيقة الدستورية وموافقة كل الأطراف وقتها على ذلك، والآن ممكن جداً أن تتفق الأطراف على تعديل الوثيقة الدستورية وذلك في اجتماع مشترك بين مجلس الوزراء ومجلس السيادة حسب بنود الوثيقة في غياب المجلس التشريعي وتضمين مشاركة الجبهة الثورية وكل حركات الكفاح المسلح وذلك قرباناً للسلام الشامل  والدائم الذي يمثل الهدف المحوري لإنجاح المرحلة الانتقالية وفتح الطريق لتحقيق أهداف الثورة.
انفتاح خارجي
{ زيارة وزير الخارجية الألماني كيف تنظر لها؟
بداية انفتاح البلاد على الخارج يتطلب تعضيده بسياسة خارجية متوازنة تعيد للسودان أراضيه التي فقدها بسبب سياسة التخبط التي كان ينتهجها النظام البائد ومؤكد سيكون لها ما بعدها بسبب تأثير ألمانيا ودورها في الاتحاد الأوروبي وتأثير تلك الزيارة المهمة على الآخرين.
{ إرجاء تشكيل وزارتين؟
الخطوات لاستكمال تشكيل الوزارتين تسير على قدم وساق وسوف تشكل قريباً.
جيل فريد
{ كيف ترى مستقبل البلد وفق كل هذه المعطيات؟
أنظر إليه بتفاؤل وأمل؛ لأن الذي يحرس الثورة جيل فريد يمتلك القدرة على التحكم في اللحظة التاريخية بالوعي الضروري، والذي  يتبلور عنده باطراد. والإرادة الجماعية متوافرة بحضور مناسب للحفاظ على الثورة والتضحية من أجل تحقيق أهدافها، وقطع الطريق على قوى الردة، أضف إلى ذلك أن السيد رئيس الوزراء رغم التحديات الكبرى يتمتع بأكبر تفويض شعبي يمنح لحكومة في تاريخ البلاد، كما أن هنالك استعداداً متعاظماً وسط القوى السياسية لمساعدة حكومته ودفعها للوصول بالمرحلة الانتقالية إلى بر الأمان.
دور مهم
{ ماذا عن زيارة أفورقي للخرطوم؟
مؤكد هي زيارة مهمة، وهنالك الكثير من الملفات مع أسمرا تحتاج لمراجعات واسعة، ولكن دون شك في إطار مراجعة السياسة الخارجية للبلاد وإعادة العلاقات المتوازنة تأتي إريتريا في المقدمة بسبب الجوار والدور المهم الذي ظلت تلعبه في المرحلة الماضية، أسياس له علاقات واسعة مع أطياف متعددة من المجتمع السوداني ومنها بعض القوى السياسية وكذلك مع القوى العالمية المؤثرة في المنطقة، سيسهم الرجل بكل هذا الزخم في دفع مسيرة الحكومة الانتقالية وثوره الشعب نحو أهدافها كجار يهمه استقرار المنطقة.

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق