الخميس, 19 سبتمبر 2019 01:19 مساءً 0 409 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

على هامش اتصال هاتفي مع قيادي بالجبهة الثورية ومؤتمر البجا: الطريق إلى السلام

{ الأستاذ أسامة سعيد من القيادات البارزة بالمعارضة قبل الإطاحة بنظام الإنقاذ، وهو يقيم بهولندا، وأيضا هو قيادي بقوى إعلان الحرية والتغيير، من بوابة الجبهة الثورية ومؤتمر البجا.
{ لم تكن تجمعني به معرفة سابقة ولم ألتقيه، لا بدروب الحياة الكثيرة ، ولا منعرجات العمل السياسي الوفيرة، داخل او خارج الوطن.
{ وجمعتني به عدة قروبات واتسابية، من بينها قروب شهير يجمع بين القيادات السياسية والصحفية ، ويطلق عليه اسم ( صحفسيون) - صحفيون وسياسيون، وقد كان فى بدايته يشهد معارك حامية بين الموالين للنظام السابق، والمعارضين وخاصة قيادات الحركات المسلحة ، وذلك قبل نهاية النظام الإنقاذي.
{ وبالرغم من أن متابعاتي للقروبات كثيرة، ومشاركاتي ومداخلاتي قليلة جدا، وفى واحدة من تلك المشاركات حول حلقة قدمتها يومها من برنامج فى الواجهة بالتلفزيون القومي، وجه لى انتقادات لاذعة وكان يعتقد أنني من أعضاء المؤتمر الوطني، ولقد قلت فى أكثر من مناسبة  وحديث إعلامي، وكتابة صحفية، بل ببرنامج فى الواجهة على الهواء مباشرة، وأثناء استضافتي لقيادات بارزة وأرشيف البرنامج موجود باليوتيوب من بينهم، السادة على عثمان محمد طه و د. نافع على نافع وبروف غندور أثناء توليهم لقيادة المؤتمر الوطني، كنت أؤكد على الهواء مباشرة وفى وجودهم أنني إعلامي وصحفي مستقل، لم ولا انتمي لا للمؤتمر الوطني، ولا للحركة الإسلامية ، ولا لأي حزب آخر بالرغم من أسرتنا ووالدنا عليه رحمة الله من القيادات الوطني اتحادية والختمية وكان من أصدقاء الزعيم الخالد الراحل إسماعيل الأزهري.
{وبالطبع نحن لا ننكر ، ولا نتنصل ، عن أننا مارسنا العمل الصحفي والإعلامي المحترف منذ اثنين وأربعين عاما وفى ظل عدة أنظمة من بينها نظام الإنقاذ الذي حكم البلاد لثلاثين عاما ، ونتحمل مسؤولية اى كلمة كتبناها، ويعلم الله وهو خير الشاهدين، ان هدفنا كان ومازال وسيظل حبنا الجارف لهذا الوطن وأهله الكرماء.
{ وفى اليوم التالي للخلاف بيننا والذي أشرت اليه فى الأسطر أعلاه،كنت قد تحدثت للصديق والزميل الأستاذ بكرى المدني مطولا ، فى حلقة كاملة امتدت لقرابة الساعة والنصف حول اللقاء الذي جمعنا بالرئيس السابق بمقر إقامته، كصحفيين وإعلاميين.
{ وهذه الحلقة موجودة باليوتيوب، وقد شاهدها الأستاذ أسامة سعيد، وأشاد بها فى القروب بكلمات واضحة ومباشرة، وقال ما معناه الذي يقول مثل هذا الكلام لا يمكن  أن يكون أبدا مواليا للنظام أو منتميا له، وتحول الخلاف بيننا لحوار متصل وصداقة أعتز بها كثيرا.
{ وأثناء وجودي بأوروبا خلال الأيام الماضية، تلقيت اتصالا هاتفيا من الأستاذ أسامة ، وكان وقتها بمطار نيروبى وهو فى طريقه لجوبا عاصمة دولة جنوب السودان وقال لى إنهم فى طريقهم لجوبا، وانه اتصل بى ليفيدني كأول صحفي ، أنهم فى طريقهم لدولة جنوب السودان، وقد سبقه قيادات الحركات الى هناك، وبعضهم فى الطريق إليها، بدعوة كريمة من الرئيس الجنوب سوداني الفريق سلفا كير ميارديت،فى اطار مبادرته للتوفيق بين الحكومة والجبهة الثورية والحركات المسلحة، وصولا للسلام العادل والشامل والمستدام بالسودان.
{ ولقد تتالت الأحداث على النحو الذي شهدناه وسمعناه والنتائج المبشرة التي خرجت بها اجتماعات جوبا.
{ وقبل يومين تلقيت اتصالا من الصديق الأستاذ أسامه وأيضا من مطار نيروبى وهو فى طريقه لمقر إقامته بهولندا، وكان يبدو سعيدا  بنتائج تلك الاجتماعات، ولم تساعدنا الشبكة فى إكمال المحادثة وبعث لي بالرسالة الصوتية التالية:
{ يقول الأستاذ أسامه سعيد:بإذن الله بعد عودتنا من جوبا،  سنتوجه بعد أيام، للقاهرة، حيث لدينا هناك جولة هامة جدا.
{ وأضاف:سنعقد لقاءات هامة وستتزامن معها قمة لرؤساء دول الجوار، وسيدعو لها الرئيس المصري السيسى،حول تحقيق السلام الشامل بالسودان، وذلك من اجل الاتفاق حول آلية، تشترك فيها كل الدول الفاعلة، خاصة دول الجوار،لتحديد كيفية إدارة المفاوضات.
{ وأضاف قائلا: ونحن كجبهة ثورية لدينا اجتماعات مع الإخوة المصريين وشركائهم من الدول العربية الأخرى، السعودية والإمارات للترتيب لهذه الشراكة، وبعد ذلك سنبقى بالقاهرة لمدة أسبوع، لترتيب أوضاعنا الداخلية
 ووضع موقفنا التفاوضي لكي تنطلق بعضها المفاوضات، حيث اتفقنا ان تبدأ يوم ١٤ أكتوبر المقبل وتستمر لشهرين، وإذا سارت الأمور بهذه الروح أؤكد لك الأخ احمد ، وأبشر الشعب السوداني أننا وفى اقل من شهرين من الممكن أن نصل لسلام شامل ودائم بإذن الله.
{ وأضاف : أثناء اجتماعات جوبا مع أعضاء المجلس السيادي، كنت مستشارا قانونيا لوفد الحركة الشعبية، وأقول بكل ثقة وفخر ، ما توصلنا إليه في ثلاثة أيام، كان  مجال تفاوض لسنتين كاملتين دون التوصل لأية نتائج، واعنى الملف الإنساني، وهل تأتى المساعدات عبر الداخل ام الخارج، عقدت الجلسات والجلسات برئاسة أمبيكى، وبدأت بأربع محطات خارجية وانتهت لمحطة خارجية واحدة( أصوصا الاثيوبية) وأيضا رفضها الوفد الحكومي وقتها، وقد أبدى الفريق ياسر العطا عضو المجلس السيادي والتفاوضي، استغرابه الشديد لهذا الرفض لوصول المساعدات الإنسانية،وقال فليدخلوها الآن عبر الداخل أو أي مكان بالخارج،المهم ان تصل المساعدات لمحتاجيها ومستحقيها، وأقولها لك أخ احمد ،لقد تلمسنا روحا  وطنية حقيقية، واستعداد حقيقي لتحقيق السلام الشامل، ولانطلق هذا الحديث على عواهنه،نحن تفاوضنا لسنين طويلة وفاوضنا ناس الإنقاذ عشرات المرات، ونعرف فنون التفاوض جيدا، أقول بكل ثقة أننا وجدنا شريكا حقيقيا لتحقيق السلام بالسودان، ولن نضيع هذه الفرصة أبدا على الشعب السوداني ليس بمعسكرات اللجوء والنزوح وحدها، بل حتى بجميع مدن البلاد وعلى رأسها العاصمة القومية، ونحن ندرك حجم معاناة شعبنا ، والشعب السوداني يستحق أن يعيش بكرامته وان نعمل جميعا، نحن وانتم بالإعلام والصحافة من اجل النهوض ببلادنا العظيمة وشعبنا العظيم.
( انتهى)
{ نقطة النظام : أسعد كثيرا بالحديث المتفائل للأستاذ أسامة سعيد، والطريق للسلام هو مطلب الساعة لجميع أبناء الوطن، ويحتاج لتقديم الكثير من التنازلات، والتضحيات، وبالتأكيد إن المفاوضات لن تكون سهلة كما قد يتصور البعض، وهذا هو موضوع نقطة نظام الأحد بإذن الله إذا أمد الله في الآجال، وسنكشف عن مبادراتنا التي قدناها أبان عهد النظام السابق لتحقيق السلام واصطدمت بعقبة التعنت.
وإلى اللقاء بأمر اللهِ تعالى.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق