الخميس, 19 سبتمبر 2019 01:46 مساءً 0 442 0
وتتوالى المفاجآت في قضية الشهيد الأستاذ أحمد الخير
وتتوالى المفاجآت في قضية الشهيد الأستاذ أحمد الخير

تقرير : هناء مهدي
ما زالت محكمة ام درمان وسط تواصل جلساتها لليوم الثاني بمحاكمة واحد واربعين متهماً من منسوبي جهاز الأمن والمخابرات المتهمين بتعذيب وقتل الأستاذ الشهيد أحمد الخير عوض الكريم حيث عقدت صباح امس وحوالي الساعة العاشرة والربع الجلسة الثامنة والتي ترأسها مولانا الصادق عبدالرحمن الفكي قاضي محكمة الاستئناف وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل أفراد المباحث والأمن والنجدة والعمليات فيما كانت الجلسة محددة لسماع شاهد الاتهام الثاني الطيب محمد سليمان محمود يقيم خشم القربة ويعمل اعمال حرة..
علاقته بالمرحوم
حيث أدلى الطيب ان علاقته بالمرحوم من أبناء الحي الذي يقيم فيه ومعلم بخشم القربة ويعرفه معرفة جيدة على مستوى الأسرة.. وبسؤال ممثل الحق العام عن ما حدث في مدينة خشم القربة..
ليلة الخميس
ذكر الشاهد للمحكمة انهم كانوا يرتبون للمسيرة وتمت وكان لديه مناسبة تخص الاسرة وكنت موجود فيها حوالي الساعة الحادية عشر والنصف مساء والمناسبة في نفس الشارع ورأيت عربة لاندكروزر  تاتشر  امام منزلي بعد  شوية  جاءت مكان المنابة قالوا لي عايزنك وجدت المتهم رقم 37 وفي يده  عصاية  ويحمل كلاش ومعه فردين اخرين ما نزلوا من العربة قالوا لي عايزنك في مكتب الجهاز  اركب معنا العربة دي  وكنت جالس في طرف العربة والمتهم الرابع قال لي اجلس تحت ورفضت وأحد المتهمين قال ليهو خليهو.. وصلنا مكتب الجهاز وبعدها اتجهت الى الباب المتهم رقم 37 ضربني على ظهري والتفت عليهو وقلت ليهو  يازول مالك  فرميت  الطاقية  تاني قام بضربي عندما دخلت من البوابة كانوا حوالي ستة افراد من مكتب خشم القربة وانا داخل كانوا بضربوني من الطرفين واتقدمت  شوية  وجدت النقيب المتهم الأول ويحمل في يده  خرطوش  ضربني من الخلف فيما ذكر الشاهد ان هناك مجموعة من الشباب جالسين على الارض بدأوا يضربوا فيني ويقول لي اجلس تحت.. بعد ذلك بدأت  أزحف  على ارجلي وهناك مخلفات مباني على الارض واستمر الزحف لمدة ساعات طويلة مع الضرب على الظهر بخرطوش اسود بعد ذلك انضم ليهو واحد عرفت فيما بعد اخوه ما عنده علاقة بالجهاز وزحفت لحدى ما وصلت  حفرة  شكلها مثل شكل الجردل واسعة من فوق وضيقة من تحت قال لي اجلس هناك واخرج ارجلك  برا  وكان الحمل على السلسلة الفقرية واخذت فترة على الوضع دا وكان مؤلم جداً..
فيما ذكر الشاهد للمحكمة ان المتهم رقم ثلاثين من جهاز الأمن خشم القربة ادخلني الزنزانة وهي عبارة عن متر ونص في مترين ومظلمة وقفل الباب وحينها وجدت شخص يجلس على ظهره واياديه بعيدة عن جسمو.. قلت ليهو سلام ما رد علي وجلست على الحائط.. وبعدها دخل علينا امجد ابكر قال لي  دا  منو قلت له ما بعرفو.. سلمت عليهو ما رد علي وامجد نظر له مسافة وقال لي  دا  استاذ احمد الخير.. بعدها امجد بدأ  يصحصح  فيهو واستفاق استاذ احمد بعد مسافة رد ليهو قال ليه انا  مدوخ  الناس ديل ضربوني وبعدها جاء اخونا عزالدين ايضاً معتقل وبقينا موجودين كلنا في الزنزانة بعد كل ساعة  يجيبو لينا زول  بعدها جاء المتهم رقم 37 وقال لي امجد تعال.. وتم ترحيله فيما قال الشاهد ان احد الافراد من المتهمين من خشم القربة  جاب لينا فرشة  وجاء لينا ايضاً ماء وقضينا ليلة بالزنزانة وعند الصباح طلعنا لقضاء الحاجة وكان جالس امامي الشريف واحمد الخير وقلت ليهم الضربكم منو؟ قال لي المتهم الاول وافراده..
فتة فول مخمرة
بعدها جابو لينا فتة فول مخمرة وجاء احد الافراد من المتهمين وقال لينا عندكم اخوكم مضرب عن الطعام وكلنا رفضنا الاكل وامجد اكل  لقمة  وقال مخمرة والشهيد كان ماسكها في يده ورجعها في الصحن فيما ذكر الشاهد الطيب للمحكمة عند قرب صلاة الجمعة جاء المتهم الاول ووقف امام الباب دون سلام وقلنا ليهو ياجنابو عايزين نصلي ما رد علينا لا سلباً ولا ايجاباً ورجع.. بعدها جاء احد الافراد وقال  الصعاليق  ديل مالم نضاف بالله انتو مفتكرينها تغلبو الحكومة اليوم هنعمل ليكم حفلة  بعدها جاء المتهم رقم 37 وفتح الحراسة وقال اطلعوا وفي اثناء خروجنا قال اطلعوا بدون احذية خلوها  بالداخل .. وجدنا مجموعة من العساكر يرتدون الزي الرسمي  كاكي  مبرقع وثلاثة اشخاص لابسين ملكي.. عرفتهم المتهمين الثاني والثالث والرابع وبدأوا اضربوا فينا مجموعات منذ خروجنا من الزنزانة وماسكين خراطيش وعصايات من  القنا  وبدأوا الضرب وتم  دفرنا  لحدي ما وقعنا على الارض وتم ضربنا بالشلوت واستمر الضرب من بعد صلاة الجمعة حتى قرابة صلاة العشاء باستمرار ما عدا احد المتهمين  ع  كان  بحنس  فيهم انو نديهم  موية  وكان يردد دائماً  حسبي الله ونعم الوكيل  لانو كان الضرب مبرح بطريقة قاسية واستمر الحال لحين قرابة صلاة العصر وبعد العصر اخذوني انا خلف البنى والمتهم الثالث كان يقول لي يا عمنا لو اتكلمت الحقيقة احنا ما عندنا معاك مشكلة واذا ما وريتنا الحقيقة انت عارف ممكن نعمل فيك اي حاجة شفت الزول داك  ........  وقال لي انتو الناس المعاك  البرتبو  للاجتماع ديل منو قلت ليهو الاجتماع كان في البيت.. فيما سرد الشاهد الطيب للمحكمة ان المتهم الرابع امر الافراد الثلاثة اضربوني وفي تلك اللحظة تم شرط الجلابية وخلعها.. ورأيت الشهيد وامجد بابكر تم اقتيادهم من قبل ثلاثة افراد ذاهبين عكس المكان الذي انا متواجد فيهو..
صرخة الشهيد
فيما قال الشاهد الطيب سليمان للمحكمة انه سمع المتهم الثالث يقول لأحد الافراد  جيب سيخة  وبعد لحظات سمعت صوت الشهيد يصرخ عالي جداً ورأيتهم بضربوا فيهو هو يجري منهم وجابوهو مسندنو من الكتفين واحد ماسك من اليمين وآخر من اليسار وكلنا اتجمعنا في ظل حائط وكان واقع على  جمبتو  وخده على الأرض واستمر الضرب وبعدها جابوا لينا اكل في صينية والناس كانت حالتها صعبة مافي زول قاعد علشان ياكل وحاولوا اطعمونا بالضرب و بالغصب  وما قدرنا ناكل وقال الطيب ان احد افراد خشم القربة حاول اطعم الشهيد في  فمه  وتم اسناد الشهيد واوصلوه امام العربة وعند رفعه لفوق  داخ ووقع  على الصندوق بعدها قاموا اخرجوه من العربة..
ما زال الضرب مستمراً
فيما سرد الشاهد للمحكمة في افاداته انه ما زال الضرب مستمراً لحين صلاة العشاء وكانوا يطمئنوا فينا يقولوا لينا  مودينكم  الخرطوم وطيلة الطريق عندما لم نتحدث كانوا يقوموا بضربنا بقولوا لينا ما تنوموا بعدها دخلنا المبنى ما عدا الشهيد احمد الخير كان غير موجود وبعد نصف ساعة سألتا من الاستاذ احمد قالوا لينا في غيبوبة بياخد في  درب  بالمستشفى والآن حالتو مستقرة بعدها كنت بشعر بألم قاسي في الظهر طلبت الذهاب للمستشفى وبعد الاشعة طلبت  اشوف  احمد الخير وكان مرافق لي فرد من افراد جهاز كسلا قال لي الزول  دا  في العناية ما بتقدر تدخل ليهو بعد ذلك ذهبنا لمكتب الجهاز ..
فوجئنا باستشهاده
وذكر الشاهد انه في اليوم الثاني فوجئنا باستشهاده حوالي الساعة العاشرة والنصف بعد اتصال واحد من زملائنا على زوجتو فيما ذكر ان الشهيد تم ضربه اكثر مننا لان المجموعات اكثر من المجموعة الضربتنا نحن كما انه ذكر شارك في طابور الشخصية للافراد الذين قاموا بضرب الاستاذ احمد قال انه شارك ما بين خمسة الى ستة مرات وقال ان كل المجموعة كانت بتضرب وفي بعضهم ملثمين لذلك لم يتمكن من معرفتهم..
الحالة الصحية للشاهد
نتيجة للتعذيب والضرب ذكر الشاهد انه لزم السرير الابيض بمستشفى فضيل لمدة تسع ايام بالعناية المكثفة وثمانية ايام بالعنبر وكان ارتفاع  الكريناتين  في الدم وصل الى 13% فيما ذكر الشاهد ان المسيرة كانت حوالي الساعة التاسعة وانتهت الساعة العاشرة مساء وبسؤال الحق العام عن ابراز اي أمر قبض عند القبض عليه ذكر انه لم يتم اي ابراز له فيما ارشد على المتهمين الذين رآهم يوم الخميس المتهم الأول والمتهم الثلاثين والمتهم الخامس والثلاثين وذكر ان هناك شباب كانوا يتم ضربهم من قبل المتهم الاول والمتهم رقم 37 وتعرضوا للضرب المبرح والكشح بالتراب وبالبوت وكل ذلك باصطحابه بالضرب المتواصل.. والزحف على الارض بعدها تمت مناقشة الشاهد من قبل رئيس هيئة الاتهام دكتور عادل عبدالغني حيث ذكر انه استاذ بالمعاش والآن مقاول واتجاهه السياسي رئيس فرعية المؤتمر السوداني بخشم القربة فيما تم ضربه من قبل المتهم السابع والثلاثين والمتهم الاول وقال الطيب ان المتهم الاول اعطاهو تعهد مكتوب فيهو ان لا يقوم بالتظاهر ولا التحريض ولكنه رفض التوقيع الا بعد ان يشطب كلمة التظاهر لانو دا حقه الدستوري وبالفعل قام بشطبها..
وذكر للمحكمة ان المتهمين الماثلين امامه معظمهم في اعمار ابناءه فيما تعرف الشاهد على المتهمين الثاني والثالث والرابع من امام سور قفص الاتهام وايضاً تعرف على المتهمين السادس والسابع والخامس عشر وقال الشاهد ان المرحوم كان يكتب على صفحته بالفيسبوك وكان يكتب عن الوالي السابق علي جماع وعن نقابة المعلمين بخشم القربة بالاضافة الى انسلاخه من المؤتمر الوطني الى المؤتمر الشعبي وذكر انه لم يقم بضرب المتهم الثاني وانما قام  بخمشه  على وجهه ومن فتح بلاغ فيه وقال انه رأى المرحوم يتم ضربه من قبل احد افراد الجهاز من صلاة الجمعة في لحظات متفاوتة..
 وبعدها رفعت الجلسة على ان تعاود في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بإذن الله تعالى.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق