الخميس, 19 سبتمبر 2019 02:01 مساءً 0 283 0
(أخبار اليوم) تجري حوارًا ساخناً مع زعيم حزب البعث التجاني مصطفى
(أخبار اليوم) تجري حوارًا ساخناً مع زعيم حزب البعث التجاني مصطفى

حوار الحاج الموز

دافع التجاني مصطفى يس زعيم حزب البعث العربي الاشتراكي بشدة عن حكومة الحرية والتغيير التي يترأسها الدكتور عبدالله حمدوك، ودعا خلال حوار أجرته مع (أخبار اليوم) إلى منحها الوقت اللازم لتتمكن من حل مختلف المشكلات التي تعاني منها البلاد اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.  وأشار التجاني خلال الحوار إلى التركة الثقيلة التي ورثتها حكومة حمدوك من النظام البائد، ولفت إلى أنها تواجه العديد من المصاعب أولها كيفية تحقيق السلام وغيرها من القضايا فإلى مضابط الحوار:

 سياسات متفق عليها
{ الوتيرة التي تعمل بها حكومة الحرية والتغيير لا ترقى لمستوى التحديات الماثلة من غلاء معيشة وارتفاع متكرر في الأسعار وأزمة مواصلات وغيرها، ما هي الأسباب في رأيك؟
هناك جملة من الأسباب التي تجعل أداء الحكومة بطيئًا مقارنة بالآمال المعقودة عليها، من بينها أنها لم تكوّن بناءً على سياسات متفق عليها سلفًا وبالتالي هناك حاجة لأن تدفع برؤى لكل وزارة على حدة، وعلى كل وزير أن يضع برنامجًا ورؤية لوزارته.
 ثانيًا: مجلس الوزراء لا تتوافر له المعلومات المطلوبة التي يستفيد منها خلال العديد من الأعمال، ثم القضايا التي تتعلق بالقوانين الموجودة حاليًا فقد وضعت كلها وفق مصالح النظام البائد.
كوادر النظام
إذًا هناك العديد من الأسباب التي تجعل أداء هذه الحكومة بطيئًا خاصة أن الكوادر والجهات التي يجب أن توفر لها المعلومات هي كوادر النظام البائد، وهناك مشكلة أساسية وهي أن السلطة لم تكن كلها بيدها.
{ المجلس العسكري
لماذا ليست السلطة في يدها؟
المجلس العسكري الذي سبق الحكومة كان ينازع الثورة لذلك عمل على إعاقة الكثير من الإجراءات والقرارات التي كانت يجب أن تتم بسرعة وقتها.
قوانين النظام
{ما هي هذه الإجراءات؟
أولها الإبقاء على قوانين النظام البائد وقياداته وكوادره على رأس الخدمة المدنية، وكذلك استمرار وجود بعض القوات مثل جهاز الأمن والدعم السريع وغير ذلك.
{ كيف يمكن الخروج من المأزق الحالي؟
الحكومة الآن بدأت تتلمس خطاها التي يجب أن تسير وفقها، وعليها الآن الإسراع في حسم بعض الملفات التي تشكل (كلفة عالية) أبرزها ملف الحرب وعليها أن تسرع في تحقيق السلام بأسرع فرصة عبر الاستماع لوجهة نظر الحركات الحاملة للسلاح.
مجلس السيادة
لديّ هنا ملاحظة مهمة وهي أن ما تم من تحرك نفذه المجلس السيادي في هذا الصدد عبر نائب رئيسه بينما تنص الوثيقة الدستورية على أن من يقوم بلقاء الحركات ويتفق معها هو الحكومة وعلى المجلس السيادي الرعاية فقط.
الدولة المدنية
لذلك أود القول إن مهام الحكومة معقدة وكثيرة وتحتاج لوقت لتنفيذها وعلينا أن نعطيها ذلك، ونرى أن المهمة الكبرى تأسيس الدولة المدنية لتخرج من الحلقة المفرغة التي نعيشها (انقلاب – ديمقراطية – انقلاب – انتفاضة).
رعاية السلام
{ أستاذ تجاني يخشى البعض أن يقوم المكون العسكري في مجلس السيادة بإعاقة التوصل لاتفاق مع بعض الحركات المسلحة التي تمتلك جيشًا قويًا، هل تشاطرهم الرأي؟
وفقًا للوثيقة الدستورية لا يحق لمجلس السيادة إعاقة مسار السلام عليه فقط الرعاية، وأي اتفاق تتوصل إليه الحكومة مع الحركات المسلحة يجب أن يجد طريقه للتنزيل لأرض الواقع.
استحقاقات السلام
{ لكن هناك حركات تملك جيشًا حقيقيًا ولها هواجسها ومطالبها العادلة؟
مطالبة الحركات هي استحقاقات السلام كما قال رئيس الوزراء وهناك شخص يشاطره الرأي نفسه؛ لذلك إذا كنا حادبين على تحقيقه يجب أن نستمع لوجهات نظرها ونناقشها للوصول لاتفاق يطوي صفحة الحرب في البلاد، وندفع استحقاقات السلام.
طي الملف
{ لكن هناك الحركة الشعبية قطاع الشمال بزعامة الحلو وهي قوية وتملك جيشًا قويًا؟
المهم أن نكون مستعدين لدفع استحقاقات السلام، ويجب أن نجد لمطالبهم الحلول اللازمة باعتبارها واحدة من استحقاقات السلام، وإذا وجدنا حلًا لمشكلاتهم سيطوى ملف الحرب للأبد.
قضايا معقدة
أريد أن أشير هنا إلى أن وقف الحرب ليس بالأمر السهل لأن قضاياها معقدة وتحتاج لوقت لحلها.
جهات محددة
{ أستاذ تجاني تم الاتفاق بين وفد مجلس السيادة والحركات المسلحة في جوبا على تأجيل حسم بعض الملفات الحيوية مثل إرجاء تشكيل المجلس التشريعي وكذلك حكومات الولايات مع أنها كلها مهمة الآن لحسم الكثير من القضايا التي يعاني منها الناس ما هو رأيك؟
تأجيل تكوين المجلس التشريعي الذي يجب أن يتم خلال 3 أشهر وفق الوثيقة الدستورية يجعل مسؤولياته في التشريع تذهب للمجلس السيادي ومجلس الوزراء أي إلى جهتين محددتين؛ لذلك تعطيله يعيق سن القوانين مع أننا في حاجة لإجراء تعديلات كبيرة على القوانين الحالية وسن أخرى جديدة.
إيجاد مخرج
{ ما هو الحل؟
كان يمكن أن تترك نسبة معقولة من الحركات يتفق حولها مثلًا ترك ربع مقاعده لهم أي 50 مقعدًا من جملة 300، أي أن نجد مخرجًا آخر بدلًا من تعطيله ليقوم المجلس بدوره في التشريع والرقابة على أداء الجهاز التنفيذي بدلًا من تأخير تكوينه.
وضع استثنائي
{ ماذا بشأن إرجاء تكوين حكومات الولايات في ظل هذا الوضع المعقد خاصة أن المواطنين يعانون في الخدمات والمواصلات ومعايشهم؟
الوضع الموجود الآن في الولايات وعلى رأسها الخرطوم استثنائي لأنها تحكم بواسطة عسكريين مكلفين وهذا يتنافى جوهريًا مع التوجه الديمقراطي لأنه لا يمكن أن تكون ديمقراطيًا في المركز وعسكريًا في الولايات، وبالتالي تعطيل تشكيل حكومات الولايات واستمرار الولاة العسكريين يكون على حساب أشياء كثيرة أهمها تعطيل مصالح المواطنين وحرمانهم من الحق في إنشاء حكوماتهم والتشاور حول برامجها، وكذلك تأخير التنمية وحل المشكلات الخدمية والاقتصادية والسياسية، أي كل استحقاقات الناس لفترة قد تطول أو تقصر.
بصيص أمل
{ إذًا ما هو الحل؟
المعالجة الأساسية لذلك هي الإسراع في حسم ملف السلام لأنه المعالجة الوحيدة التي يمكن أن تعطي المواطنين بصيص أمل لتحسين أوضاعهم لأن التزام أعضاء مجلس السيادة بإرجاء تشكيل التشريعي وحكومات الولايات يكون بمثابة قيد وضعوه على أنفسهم، بالتالي لا نرى حلًا مناسبًا لمشكلة الولايات غير تحقيق السلام في أسرع فرصة أو البحث عن بدائل أخرى لوضع حد لمعاناة المواطنين الحالية في كل شيء.
المتظاهرون على حق
{ أستاذ تجاني كيف تقوّم تسيير التظاهرات لأجل تحقيق بعض المطالب هذا بالنظر لتظاهرة المطالبة بتعيين رئيس قضاء ونائب عام؟
من خرجوا في التظاهرة المطالبة بتسمية رئيس قضاء ونائب عام على حق لأن هناك مهامًا قضائية عاجلة متعلقة بالمحاسبة وتعديل القوانين يجب أن تتم، بالتالي نرفض كل الانتقادات التي وجهت للمتظاهرين لأنهم على حق وسبيلهم لتحقيق مطالبهم التظاهرات السلمية الديمقراطية، وقد فعلوا ذلك.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق