خاصرة مصر وجبهة السودان
حسام فتحي
تلقيت بالأمس اتصالاً هاتفياً من اللواء دكتور عصام الدين زغلول الشافعي رئيس مجلس أمناء جامعة الشعوب العربية تحدث فيه حول إعلان قيام «مملكة الجبل الأصفر» تلك الدولة التي أعلنت عن قيامها د.نادرة عواد ناصيف، الأمريكية الجنسية واللبنانية الأصل، على أن تقع في شمال السودان وجنوب مصر، ملاصقة لمثلث حلايب.
بداية نفى الشافعي بشدة أن يكون قد تحدث لأي من الصحف والمواقع التي نشرت على لسانه تصريح إنشاء وقيام المملكة المزعومة، والذي استشهدت به متحفظاً في مقال سابق بعنوان «مملكة الجبل الأصفر؟!».
وطبعاً تركت سيادة اللواء يتم حديثه وأثناء ذلك بدأت أستخرج صفحات الصحف الإلكترونية، بل وأسماء الصحفيين المكتوبة على خبر تصريحات اللواء الشافعي، وقبل أن ينهي الرجل مكالمته كنت قد أرسلت له صورة من «تصريحاته» التي زعمت وادعت هذه الصحف أنها حصلت عليها من سيادته مباشرة.
المهم أبدى الرجل اندهاشه وكرر النفي وطبعاً صدقته وتحدثنا حول الموضوع، خاصة أنه قضى جزءاً من خدمته العسكرية في منطقة قريبة جداً من مكان إعلان المملكة المزعومة، وأكد لي شكوكه في إمكانية تحقيق قيام مثل هذه المملكة الغامضة، وحذر من العبث حول حدود مصر، وبخاصة الجنوبية.
العجيب من كتب «الخبر» قام بوضع القصة كلها والإعلان عن قيام المملكة على لسان اللواء بينما الرجل لم يسمع عن الأمر أصلاً، الأمر الذي يلقي بمزيد من الشكوك حول «الجهات» التي تبنت الإعلان عن قيام المملكة، وأيضا الجهات الإعلامية التي سعت للترويج لها عبر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية بأي ثمن حتى لو كان «تزوير» تصريح كامل على لسان لواء سابق بالجيش المصري يحتل منصب رئيس مجلس أمناء جامعة الشعوب العربية، التي هي بالمناسبة منظمة غير حكومية تم تشكيلها من قبل مجموعة من الشخصيات العربية المعروفة لتقوم بالبحث والدراسة للقضايا العربية.
المهم في الموضوع هو: لماذا الصمت المطبق سواء من القاهرة أو الخرطوم حول إعلان قيام مملكة غامضة تقع جغرافياً في منتصف جبهة السودان الشقيق ومنتصف «خاصرة» مصر؟
مازلنا بانتظار توضيح رسمي يؤكد حقيقة أو وهمية مملكة الجبل الأصفر المزعومة.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
{ عن صحيفة المصريون
