السبت, 21 سبتمبر 2019 04:00 مساءً 0 271 0
أيام وليالي
أيام وليالي

حقوق الإنسان السوداني.. ضريبة المغتربين

ربما يكون اليمنيون في مقدمة الدول العربية   في الهجرة والسعي للرزق خارج اسوار الوطن.. ومنذ قرون طويلة واليمنييون يجوبون مشارق الأرض ومغاربها ونشرَوا الاسلام في مناطق بعيدة في قارات الدنيا الخمس.. في إندونيسيا يفوق عدد المهاجرين اليمنيين عدد سكان اليمن الحاليين وهي هجرة بدأت منذ زمن قديم وشملت دول الملاويو..وحتى السودان شهد منذ عدة عقَود هجرة يمنية مكثفة وتوفقت ثم عادت الان من جديد.. كما يعتبر اللبنانييون ايضا مهاجرين منذ قرون طويلة ومعظهم في أمريكا الجنوبية وفي افريقيا  والخليج.. وكذلك المصريون.. و السودانيون عرفوا الهجرة اخيرا ثم سبقوا غيرهم في زيادة عددهم في كل قارات الدنيا.. من الدول غير العربية فإن افريقيا يهاجر معظم شبابها عبر البحر والفلبينيون تعتبر الهجرة عندهم مصدر دخل مهما البلد وكذلك الهند وسيرلانكا وبنغلاديش وباكستان.. الخ
كل هذه الدول تستفيد من هجرة مواطنيها وتعتبرهم مصدر دخل اساسيا ومهما.. ومعظهم هذه الدول لديها وزارات للهجرة.. وتضع من القوانين المحفزة لمغتربيها ما يشجع على الاستثمار والادخار في بلادهم.
 دون كل هذه البلدان تجد المغترب والمهاجر السوداني هو اقل الشعوب حظا في الاستفادة من حصاد غربته في بلده.. فهو مكبل بقوانين ولوائح تحد من حركته واقباله على وطنه.. وكم من مغترب منعته الضرائب وغيرها من قضاء إجازته السنوية في بلده بل اصبح يقضيها في القاهرة او اديس او دمشق  في عهدها الزاهر.. ويستقبل اهله هناك.. كم من أموال ضيعتها الدولة عن خزائنها الخاوية بسياستها الخرقاء والمجحفة في حق المواطن المغترب بل وفي حق المواطن المقيم تحت رحمتها..حين تم فرض ضريبة المغتربين على السودانيين في العهد المايوي اذكر ان الدولة المصرية اتجهت الاتجاه ذاته وبدأت تطبيق تلك الضريبة الضارة على المغترب..وسرعان ماهب المغتربون المصريون حول العالم ورفعوا قضايا على الدولة في المحاكم.. وطالبوا بالغاء تلك الضريبة  ونجحوا في إلغائها بل والحزام الدولة  بارجاع مادفعه المغتربون من ضريبة.
 أما نحن فقد سرى القانون علينا  سريان النار في الهشيم وبقوة وشدة لت مثيل لهما.. ولم تفكر الحكومات المتعاقبة في إلغائه وظلت ضريبة المغترب مصدر إذلال وازعاج للمغترب السوداني دون وجه حق.
 لقد قمت قبل سنوات بحسبة غير دقيقة لما دفعته طيلة اغترابي في الامارات  الذي دام 25عاما.. وكنا اول ضحايا ضريبة المغتربين.. فوجدت انني قد دفعت تقريبا نحو 25الف دولار  تقريبا وقد تزيد او تنقص..!! ولم يكن وراء تلك الضريبة اي منفعة شخصية لي بل ولا لبلدي نفسها.
 وكيف تستفيد البلد  من ضرائب المغتربين  وهناك جيش جرار من العاملين في جهاز السودانيين العاملين بالخارج.. الذي حاول القائمون عليه وضع رؤية واستراتيجية من أجل  إيجاد حلول وبرامج ومشروعات ذات فائدة تسوق وتروج لهذا الجهاز.. وجلها لم تنجح.. لان الهدف الأساس هو الحصول على ضريبة المغتربين وليس توظيفها التوظيف الامثل. وصحيح ان للجهاز أعمالا مهمة وناجحة خاصة اجلاء السودانيين العالقين في الخارج َوإنشاء جامعة  المغتربين.. ولكنه لم ينجح مع غالبية المغتربين الذين كانوا يبحثون عن استقرار في السكن والتعليم عند العودة.. وماتزال معادلة الشهادة العربية تشكل عائقا لهم ولا بنائهم في التعليم الجامعي  ومازالوا بين مطرقة الجوازات وسندان الجهاز من أجل العودة  لديار الغربة بعد زيارة السودان لاجازة او لأمر طأري.
 لابد أن يتكاتف المغتربون جميعهم في كل المهاجر للضغط لإلغاء ضريبة المغتربين وإلغاء تأشيرة الخروج وتلك وصمة اخرى ضد حق المواطن السوداني في التنقل.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق