السبت, 28 سبتمبر 2019 11:42 صباحًا 0 480 0
نقـطـــة نـظـام
نقـطـــة نـظـام

الطريق إلى السلام (٢)

{ كنا وعدنا فى نقطة نظام سابقة نشرناها بعدد الخميس قبل الماضى ان نواصل كتاباتنا حول القضية المحورية بالسودان، وهى تحقيق السلام الشامل، ووعدنا بكشف بعض المبادرات الصحفية التى حاولنا ان نساهم بها، إبان النظام السابق وباءت بالفشل، وكانت أطراف تلك المبادرات، الراحل د خليل إبراهيم، و د جبريل ابراهيم، وأبو بكر حامد من قيادات حركة العدل والمساواة وقيادات عسكرية وأمنية وسياسية من النظام السابق.
{ إلا ان ظروفا خاصة ، حالت دون الوفاء بذلك الالتزام، وسنعود إليها خلال هذه السلسلة، وهدفنا من ذلك دفع الجهود الحالية لتحقيق السلام الشامل والكامل والعادل، وهو دور ملح مطلوب منا  كصحفيين وإعلاميين ، فى هذه المرحلة الدقيقة والمفصلية فى تاريخ بلادنا، ويشكل الطريق إلى السلام، نقطة الوصول لحل كل مشاكل الوطن ، حيث ظلت ميزانية الدفاع والأمن ، هى الميزانية التى تبتلع كل البنود الأخرى ، إبان العهد السابق، وحتى فى هذا العهد الجديد اذا لم يتم إكمال حلقات السلام.  
{ وفى نقطة النظام المشار اليها ، كنا أوردنا إفادات أدلى بها الينا الصديق العزيز ، الأستاذ أسامه سعيد، القيادي بالجبهة الثورية عقب نهاية اجتماعات الجبهة الثورية بجوبا وكشف خلالها ، كما أوردنا فى حينه، خطوات الجبهة القادمة واجتماعاتها بالقاهرة التى انتهت خلال اليومين الماضيين.
{ وربطا للموضوع ببعضه البعض، نعيد نشر بعض إفادات الأستاذ أسامة التي أوردناها بنقطة النظام المشار إليها:
{ وأضاف قائلا: ونحن كجبهة ثورية لدينا اجتماعات مع الإخوة المصريين وشركائهم من الدول العربية الأخرى، السعودية والإمارات للترتيب لهذه الشراكة، وبعد ذلك سنبقى بالقاهرة لمدة أسبوع، لترتيب أوضاعنا الداخلية ووضع موقفنا التفاوضي لكى تنطلق بعضها المفاوضات، حيث اتفقنا ان تبدأ يوم ١٤ أكتوبر المقبل وتستمر لشهرين، وإذا سارت الأمور بهذه الروح أؤكد لك الأخ احمد ، وأبشر الشعب السوداني أننا وفى اقل من شهرين من الممكن أن نصل لسلام شامل ودائم بإذن الله.
{وأضاف : أثناء اجتماعات جوبا مع أعضاء المجلس السيادي، كنت مستشارا قانونيا لوفد الحركة الشعبية، وأقول بكل ثقة وفخر ، ما توصلنا إليه فى ثلاثة أيام، كان مجال تفاوض لسنتين كاملتين دون التوصل لأية نتائج، وأعنى الملف الإنساني، وهل تأتى المساعدات عبر الداخل أم الخارج، عقدت الجلسات والجلسات برئاسة أمبيكي، وبدأت بأربع محطات خارجية وانتهت لمحطة خارجية واحدة( أصوصا الإثيوبية) وأيضا رفضها الوفد الحكومي وقتها، وقد أبدى الفريق ياسر العطا عضو المجلس السيادي والتفاوضي، استغرابه الشديد لهذا الرفض لوصول المساعدات الإنسانية،وقال فليدخلوها الان عبر الداخل او اى مكان بالخارج،المهم ان تصل المساعدات لمحتاجيها ومستحقيها، واقولها لك أخ احمد ،لقد تلمسنا روحا  وطنية حقيقية، واستعداد حقيقي لتحقيق السلام الشامل، ولانطلق هذا الحديث على عواهنه،نحن تفاوضنا لسنين طويلة وفاوضنا ناس الإنقاذ عشرات المرات، ونعرف فنون التفاوض جيدا، أقول بكل ثقة اننا وجدنا شريكا حقيقيا لتحقيق السلام بالسودان، ولن نضيع هذه الفرصة أبدا على الشعب السودانى ليس بمعسكرات اللجوء والنزوح وحدها، بل حتى بجميع مدن البلاد وعلى رأسها العاصمة القومية، ونحن ندرك حجم معاناة شعبنا ، والشعب السوداني يستحق أن يعيش بكرامته وان نعمل جميعا، نحن وانتم بالإعلام والصحافة من اجل النهوض ببلادنا العظيمة وشعبنا العظيم.
( انتهى)
{ وعقب انتهاء اجتماعات القاهرة، بعث لى الأستاذ أسامة ، وهذه المرة بصفته ناطقا رسميا باسم الجبهة ، بالبيان الختامي لاجتماعاتهم بالقاهرة، ونعيد نشره تعميما للفائدة:
البيان الختامي لاجتماعات الجبهة الثورية السودانية في الفترة من 21-25 سبتمبر2019 بالعين السخنة
• الجبهة الثورية تتخذ قرارات للدفع بعملية السلام الشامل في السودان.
• تكمل هيكلتها وتقرر إرسال وفد عالي المستوي للخرطوم.
• تقرر استمرار عضويتها في نداء السودان وقوي الحرية والتغيير مع إجراء إصلاحات جذرية عليهما.
• إكمال مناقشة الجوانب الفنية لمنبر السلام والشراكة الإقليمية والدولية في صناعة السلام وتنفيذه في السودان.
تود قيادة الجبهة الثورية أن تتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان للأشقاء في جمهورية مصر العربية قيادة وشعبا على استضافتهما الكريمة لاجتماعها للبحث عن السلام العادل والشامل والعاجل في السودان وتثمن عاليا مشاركة وفد من إخوتنا في دولة جنوب السودان في الاجتماعات وصلا لامتداد النيل من نمولي والخرطوم إلى الإسكندرية.
{ وقد أشاد الاجتماع بالإجراءات التي قامت بها الحكومة الانتقالية بإطلاق سراح المزيد من أسرى الحرب وإلغاء القرارات الجائرة للنظام السابق بحق قادة الجبهة الثورية، وأكد الاستعداد للعمل المشترك مع السلطة الانتقالية لتنفيذ كافة إجراءات بناء الثقة الواردة في الوثيقة الدستورية وكل ما نص عليه إعلان جوبا بما في ذلك تفعيل كافة المسارات التي نص عليها. وتؤكد الجبهة الثورية سعيها لشراكة في صنع وبناء السلام توّحد شعبنا لبناء نظام جديد وأن تكون هذه الحروب آخر حرب في تاريخ بلادنا.
 { قامت الجبهة الثورية بإكمال كافة أجهزتها واختارت القائد مني أركو مناوي نائبا لرئيس الجبهة، والأستاذ ياسر سعيد عرمان نائبا للأمين العام للجبهة الثورية، كما تم اختيار سبعة عشر من أمناء السكرتاريات المختلفة، كما تم اختيار الأستاذ أسامة سعيد ناطقا رسميا باسم الجبهة الثورية السودانية، وبذا تم اعتماد الجهاز التنفيذي للجبهة الثورية بالكامل، ومن جهة أخري وفي غياب الجهاز التشريعي فقد اختار المجلس القيادي  الأستاذ التوم هجو رئيسا للمجلس التشريعي للجبهة الثورية، ومرشح تجمع قوي التحرير نائبا لرئيس المجلس التشريعي ، علي أن يكمل الجهاز التشريعي عضويته ويعقد اجتماعه في أقرب وقت ممكن، وقد تقرر تمثيل النساء بأربعين في المائة من عضوية الجهاز التشريعي.
{ بعد نقاش مستفيض وتقييم وافي لتجربتي نداء السودان والحرية والتغيير وآخذين في الاعتبار الأوضاع الحرجة والانتقالية التي تمر بها بلادنا وحاجتها الماسة لأكبر قدر من الإجماع الوطني وتوحيد إرادة السودانيين نحو بناء بلد جديد فإن الجبهة الثورية قد قررت الاستمرار في تطوير نداء السودان وقوي الحرية والتغيير بحيث تعكس هذه التحالفات المصالح الوطنية وتوحد السودانيين لاجتياز الفترة الانتقالية في شراكة منتجة مع كل قوي التغيير وأطراف الحكم الانتقالي.
{ مدركين للمناخ الجديد الذي صنعته الثورة والهدف الإستراتيجي للجبهة الثورية في الانتقال من الحرب إلى السلام والمساهمة الفاعلة في بناء النظام الجديد وتحول الجبهة الثورية إلى كتلة قادرة على المنافسة الانتخابية وتأتي برضا الناس، فإن الجبهة الثورية قد قررت إرسال وفد عالي المستوي للخرطوم لتعزيز الثقة، وإعطاء أكبر قدر من المشاركة الجماهيرية والتفاعل مع الجماهير في عملية صنع السلام الذي يخاطب مصالحها الفعلية.
{ قامت قيادة الجبهة الثورية بإكمال مناقشة الجوانب الفنية للمنبر الذي يستضيف مفاوضات السلام وكيفية مشاركة الشركاء الإقليميين والدوليين ومساهمتهم في قضايا السلام المختلفة، وإمكانية القيام ببعض الأنشطة المتعلقة بالعملية السلمية في أكثر من عاصمة، بجانب إجراءات الحصول على تفويض جديد من الإتحاد الأفريقي ومباركة من المجتمع الدولي لمنبر السلام والعملية السلمية بكاملها.
{ تقدمت عدد من التنظيمات بطلبات للانضمام لصفوف الجبهة الثورية، وقد ناقش المجلس القيادي هذه الطلبات ورحب بها من حيث المبدأ، وتكونت لجنة لمناقشتها وفق الإجراءات التي نص عليها دستور الجبهة الثورية، وسيتم الرد كتابة على كل طلب من هذه الطلبات، كما سيتم قبول المستوفيين منهم لشروط الانضمام، وتدعو الجبهة الثورية تنظيمات المجتمعين المدني والسياسي للانخراط في صفوف الجبهة الثورية وتكوين كتلة جماهيرية وتأريخية لبناء وطن جديد.
{ تدعو الجبهة الثورية بنات وأبناء شعبنا ولا سيما المتضررين من الحروب في مناطق النزوح واللجوء لدعم العملية السلمية والتي يجب أن تكون ملك للجماهير وتستجيب لمعاناتهم وتطلعاتهم، وفي ذلك فإن الجبهة الثورية ستسعى لإيجاد المنابر المهمة للتفاعل مع المتضررين من الحروب والمستفيدين من بناء نظام جديد.
{ إن السلام هو المدخل الحقيقي لتحسين شروط الحياة المعيشية وإصلاح الاقتصاد وتعافي النسيج الوطني السوداني وإعادة هيكلة القطاع الأمني وإصلاح العلاقات الخارجية، ولذا فإن دعم شعبنا لهذه العملية أمر لا غنى عنه.  
المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية
العين السخنة-جمهورية مصر العربية-
25/9/2019
انتهى
{ وعصر أمس تلقيت اتصالا من الأستاذ أسامة، قدم خلاله تنويرا هاما حول اجتماعات الجبهة  بالقاهرة.
{ قال : بإكمالنا  للجهاز التنفيذي للجبهة،وبذلك نكون اكتملنا تنظيميا، د الهادي إدريس رئيسا، مالك عقار ومنى اركو مناوى نائبين للرئيس، د جبريل إبراهيم أمينا عاما ، ياسر عرمان نائبا للامين العام وأسامة سعيد ناطقا رسميا باسم الجبهة ، والتوم هجو رئيسا للمجلس التشريعى.
{ وأضاف: وبذلك يكون البناء قد اكتمل، ولدينا ١٧ أمانة متخصصة، وقد ناقشت اجتماعاتنا بعد اكتمال البناء التنظيمي قضايا كثيرة فى مقدمتها القضية الرئيسية وهى قضية السلام،وكيفية انطلاقه ومنابره، والاتصال بالشركاء، وقد شرفنا وفد عالي المستوى من دولة جنوب السودان، برئاسة المستشار توت قلواك، وعضوية الوزير  ديو ومطوك وعدد من أعضاء الوفد، وكذلك تباحثنا مع وفد الحكومة المصرية صاحبة الدعوة حول كيفية انطلاق المفاوضات.
{ وأضاف: وهناك وثيقة أساسية وقعناها فى جوبا، وأسميناها وثيقة إجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية. وهذه الوثيقة مهمة جدا ، واتفقنا فيها على تكوين لجان ، تواصل أعمالها، اللجنة الأولى لوقف العدائيات والمسارات الإنسانية، والثانية لمتابعة إطلاق سراح جميع الأسرى وهى لجنة مشتركة من الطرفين،وثالثة للتعويضات، ورابعة لترتيبات انطلاق المفاوضات.
{ وأضاف:وستعمل هذه اللجان المشتركة على تنفيذ  إجراءات  بناء الثقة التى اتفقنا عليها وهذه الإجراءات أيضا وردت فى الوثيقة الدستورية وهذه ستتخذ فيها قرارات مباشرة.
{ وأضاف : ونحن تلمسنا أن الطرف الآخر  الحكومي، هو شريك حقيقي، وله إرادة حقيقية فى تنفيذ السلام،ولأول مره نجد شريكا حقيقيا وراغبا فى تحقيق السلام بشكل سريع.  
{ النقطة الثانية بخصوص السلام أيضا، وهى المتعلقة بتحديد المنبر التفاوضي وتجرى حوله مشاورات مكثفة تشارك فيها أطراف كثيرة، وهناك قمة ستعقد خلال الأيام القادمة لرؤساء دول الجوار وهذه القمة ستحدد آلية لكيفية إشراك كل دول الجوار فى آلية واحدة،تساعد فى انطلاق العملية.
{ النقطة الأخرى تتعلق باتفاق إعلان جوبا بواسطة الطرفين الموقعين إضافة لحكومة جنوب السودان،بإعتبارها شاهدة على هذا الإنفاق، وسنعمل نحن الثلاثة سويا لوضع هذا الإنفاق بمنضدة مجلس السلم والأمن الإفريقي لاستصدار  قرار وتفويض جديد لانطلاق العملية السلمية، ومن ثم يرفع هذا القرار لمجلس الأمن الدولي لاستصدار  قرار دولي  لإيجاد الغطاء الدولي لانطلاق العملية السلمية، وهذه كلها إجراءات تسير بشكل سلس وجيد، وبالنسبة لانطلاق المفاوضات نحن وقعنا بإعلان جوبا على يوم ١٤ أكتوبر موعدا لبدء المفاوضات على أن تستمر لشهرين.
{ وأضاف : وخلال هذه الشهرين سنصل لاتفاق بإذن الله، وهناك إرادة لدى الطرفين لأن يتحقق السلام فى الوقت المتفق حوله، وتنطلق المفاوضات فى الوقت المحدد ما لم يطرأ جديد، وحتى الآن نقول أن الأمور تسير بشكل جيد.
{ وأضاف: النقطة الأخيرة تتعلق بنداء السودان، هناك (٨) من قيادات نداء السودان تشارك باجتماع  الجبهة الثورية، ونحن فى انتظار وصول بقية الزملاء ، حيث سنعقد اجتماعا لنداء السودان، وهو أول اجتماع بعد رحيل النظام البائد،حيث لم نعقد اجتماعا قياديا موسعا منذ سبتمبر ٢٠١٨، وسيناقش الاجتماع جملة من القضايا، من بينها  قضية تنظيمية مهمة جدا ، حول إعادة هيكلة نداء السودان ومناقشة الاستقالة المقدمة من رئيسه السيد الصادق المهدي.
{ وأضاف : هذا بالإضافة  لقضايا أخرى تتعلق بإصلاحات فى البناء الدستوري لنداء السودان لأن طبيعة العمل الآن تختلف عن السابق، حيث كانت كل اهتماماتنا متركزة حول كيفية إسقاط النظام، وهذا قد تحقق الآن، وسنتوافق على رؤية جديدة حول الرؤية السياسية والبرنامج السياسي لنداء السودان فى المرحلة القادمة، وسيكون فى مقدمتها تحقيق السلام، وأيضا سنتباحث مع الإخوة بنداء السودان حول الإجراءات التى بدأناها بجوبا، وبمصر وسنطلعهم على كل التفاصيل حتى يكونوا شركاء معنا فى هذه العملية.
{ وأضاف : كما ستناقش  حول موضوع ( الحرية والتغيير) وكيفية تفعيلها، وبهذه المناسبة فإن المجلس القيادي للجبهة الثورية اتخذ قرارا بالبقاء  فى ( نداء السودان) و ( الحرية والتغيير) ولكن بشرط ان يتم تطويرهما بشكل يجعل قضيتهما الأساسية هى تحقيق السلام والاستقرار بالسودان، وسيستمر الاجتماع ليومين وبعدها ننطلق للتحضير للمفاوضات وهناك ورش عمل فى بداية أكتوبر بالنسبة لأعضاء الوفد التفاوضي والورقة التفاوضية.
{ وأضاف : وفى هذا الوقت ستكتمل  التفاهمات الدولية والإقليمية حول آلية شركاء السلام وستنطلق العملية التفاوضية.
{ ويقول الأستاذ أسامة: نشكر لك اهتمامك وكتاباتك بنقطة نظام حول قضية السلام ، وهذا جهد وطني كبير يحسب لك، وقد سخرت قلمك لتحقيق السلام ونحن كلنا جنود لتحقيق هذا الهدف الرئيسي، ويفترض ان يكون هذا هو الموضوع الرئيسي الذى يشغل كل اهتمامات القوى السياسية  والمجتمع المدني وقادة الرأي، نريد أن نفجر ثورة ثانية شعارها هو تحقيق السلام، والسلام هو الذي سينقذ بلادنا ويخرجها من أزماتها ويعيد تماسكنا المجتمعي ويوحدنا حول وحدة وطنية واحدة ونحافظ على وحدة وأمن واستقرار بلادنا.
انتهى
ولنا عودة

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق