الأحد, 29 سبتمبر 2019 02:58 مساءً 0 424 0
وهج الشروق
وهج  الشروق

فجر الكادحين:ساعات من العمل المضني والشاق ورحلة البحث عن اللقمة الحلال..

 

حاج احمد يخرج من البكور حاملا مسبحته التي يداعبها بيديه حامدا مسبحا ومسنغفرا ومحوقلا ماشاء الله له من عدد.. وعلى شفتيه ولسانه الرطب بذكر الله  والصلاة على نبي الله منتظرا عربة ترحيل المصنع، وهو يطلق التحايا ويوزع الابتسامات يمنة ويسرى سائلا عن حال هذا وعن امور  الدنيا والاحوال المعيشيه  وهو يلج بوابة العمل ويرد له حارس المنشأة التحية هاشا باشاً..
ومودعا اقرانه من وردية الليل....
ويستلم الحاج احمد ورديته في المصنع من الساعة الثامنة وحتى الثامنة مساء في مصنع من مصانع بلادي الكثيرة..
ويتقاضى بضع جنيهات يتسلمها  كل خميس من صراف المصنع.. وهي لا تتعدى الالف جنيه...
يصرف منها الخضرجي عن كيس هزيل مبلغ الخمسمائة جنيه عن  بضع عجيجيرات مع ربطات جرجير وطميطمات قليله في موسم الشتاء فقط حبتين عند اللزوم (خضار الاسبوع) ..
ويذهب للحاج ادم صاحب الطاحونة الهاش ذو الصوت المبحوح من هامة الزمن المرير  ليدفع له مبلغ المئتين وخمسون جنبها قيمة  كيلة دقيق الذرة...
وفي المساء وعند عودته من صلاة المغرب يلتقي بصاحبة المشاكس محمود ود الجزيرة صاحب البقالة المجاورة للمسجد والذي يستقبل الحاج احمد بمقولته المشاكسه اووو عمنا العريس ابو حميد ويرد العم احمد ضاحكا  والله ياولدي تسمعك الحجه امنة بتقول كدي الا تطردك من الحله وترجع للبلد تاني تلملم حطب...
وبعد ضحكات وقفشات يجرد له ود الجزيرة حسابه الاسبوعي من  زيت وبضع بصلات اخذت وكيس ملح بناتج الحساب ب ٤٠٠ جنيه يسدد الحاج احمد منها مئتان ويرحل الحساب للاسبوع القادم...
تلك يا اخوتي مسيرة اسبوع لعامل يوميه بسيط يقضي الساعات للعمل ويشقى ويتعب ليغنى من جهده اصحاب الاعمال...
فهذا الرجل المسكين ان مرض له احد ابنائه فانه لن يجد للعلاج سبيلا فحياته اصبحت ليعيش ويعيش ليأكل فقط وكم وكم من هذه ااحالات التي تعاني من قلة الاجور بالمصانع والشركات والتي لاتكاد ان سد رمقه من جوع كافر...
لك الله يا حاج احمد فتلك التسبيحات رحمتك بقدرة الله القادر من جور الزمان وبطش الدنيا.. وكفلتك الابتسامه ورسمت السعادة على قلبك غير ابه بمواجع الدنيا وجور الزمن كادح في الدنيا كدحا لربك وانك لملاقيه بجسد نبت بالحلال وحرمت على النار .
▪فلتنبه الدوله لمثل هؤلاء الكادحين الذين يسهرون ويتعبون لزيادة ثروات الاخرين.. مقابل دريهمات قليله يذهبون بها قنوعين وسائلين ربهم بطرح البركة فيهم..
كم وكم من احجام الاستغلال البشري خلف الأسوار الكبيرة وتحت هناكر المصانع يعانون ما يعاني منه الحاج احمد..
رسالتي لاولي الامر مراجعة يوميات عمال المصانع ووضع سقف مناسب للأجور..

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق