الخميس, 03 أكتوبر 2019 02:41 مساءً 0 313 0
تحديات السلام خنادق صناعة (الحرب).. بالسودان
تحديات السلام  خنادق صناعة (الحرب).. بالسودان

الخرطوم: الهضيبي يس
تعتبر قضيتي الحرب والسلام بالسودان الهم الشاغل والأوحد لدى الكثير من متخذي القرار بالبلاد لارتباط القضية باستقرار الدولة ومخرجها من الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية وتحسين أوضاع العلاقات الخارجية.
لهذا نشطت خلال الأيام الماضية العديد من منظمات المجتمع المدني والهيئات بإطلاق مبادرات لإحلال عملية السلام بالسودان بمناطق النزاع المسلح، جاء ذلك خلال ورشة عقدت بوزارة الإعلام عن (تحديات.. السلام بالسودان).
يقول رئيس الهيئة الشبابية القومية للسلام والتنمية د. عمار زكريا: أبرز تحديات المرحلة على مستوى قضيتي الحرب والسلام بالسودان الالتفات إلى حل قضايا النازحين واللاجئين بولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
ويضيف زكريا أن عملية السلام بالسودان تحتاج إلى رتق النسيج الاجتماعي والتأسيس الفاعل لمرحلة سياسية جديدة يتواثق عليها الجميع، وتوقع حدوث اختراق على صعيد مفاوضات الرابع عشر من أكتوبر الجاري بين الحكومة وقادة الحركات الحاملة للسلاح عقب الاتفاق بالأحرف الأولى مؤخرًا بمدينة (جوبا).
وأكد أن الهيئة القومية للسلام والتنمية قد شرعت في إعداد مصفوفة مشروعات تستهدف الشباب بما يسهم في توظيف طاقتهم لصالح عملية السلام بصورة كلية مع بعض الشركاء من منظمات المجتمع المدني والبنوك للحصول على التمويل، فضلًا عن حكومة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك.
ويوضح الباحث بمركز دراسات السلام عبدالله آدم خاطر أن السلام في حاجة إلى معطيات على الأرض تبدأ بتطبيق العدالة بحق مقترف الظلم تجاه مواطني المناطق المتأثرة بالحرب، وذلك للأخذ في الاعتبار التعاطي مع القضايا ذات الأبعاد النفسية وجبر الضرر لكافة المتأثرين بالحرب.
العضو السابق بحركة العدل والمساواة سليمان جاموس انتقد قيادات الحركات المسلحة السودانية ووصف ما يقمون به من تحركات سياسية بأنه مزايدة ومحاولة لكسب المزيد من المساحات رغم انتفاء الأسباب الأساسية لحمل السلاح.
وشدد على أن (السلام) لابد أن يكون بصفة شاملة بعيدًا عن الحديث بلغة ومطالب مناطق جغرافية بمعينها كـ(دارفور) وغيرها، فهناك مناطق بالسودان تعيش أوضاعًا شبيهة بالمناطق المتأثرة بالحرب في كل من شرق السودان والشمال والجنوب الجديد.
ويشير الناشط في قضايا حقوق الإنسان د. خالد اللورد إلى أن قضية السلام بالسودان أضحى لها ارتباط خارجي كبير، سيما وأن مسألة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإحداث الانفتاح على مستوى علاقات السودان الخارجية يساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية، وهي مفتاح للتعامل مع السودان.
وتحدث المحلل السياسي عبدالغفار إسماعيل عن أن (السلام) بخلاف التوافق حول برنامج أدنى يتضمن كافة الجوانب السياسية والاقتصادية وعلاج الإفرازات الاجتماعية للحرب، وإطلاق ما يعرف بـ(المصالحة) الشاملة بين السودانيين لإعادة رتق النسيج الاجتماعي أولًا ومن ثم البحث عن الاستحقاقات السياسية التي يبحث عنها قادة الحركات المسلحة الآن.
عضو تحالف قوى نداء السودان والجبهة الثورية محمد سيد أحمد (الجاكومي) قال إن دخولهم المفاوضات القادمة سيكون بداية فعلية وعملية لمرحلة جديدة لإنهاء صفحة الحرب بالسودان، إضافة إلى توافر فرصة حقيقية للانتقال بتضمين ما تم الاتفاق عليه مسبقًا بالوثائق السياسية والدستورية لإدارة متطلبات المرحلة الانتقالية بالبلاد.
 توصيات ورشة تحديات السلام كانت قد خلصت إلى نقاط تم تضمينها في ضرورة وضع مصفوفة مشروعات لإعادة تأهيل المناطق المتأثرة بالحرب، حث الشركاء إقليميًا ودوليًا بدعم تلك المشاريع، زيادة وتيرة الاتصالات لإقناع الرافضين للانضمام لعملية السلام بالسودان وفقًا للأطر والمستجدات الحديثة بالسودان عقب التغيير الذي حدث، إقامة مؤتمر دولي يعنى بشأن (السلام) تتولى فيه مفوضية السلام المزمع تكوينها في مقبل الأيام الإعداد للمسألة وأوراق العمل بما يشرح أبعاد الحرب وفرص السلام بالسودان سياسيًا واجتماعيًا وتأثيرات ذلك على الدولة اقتصاديًا.
الالتفات إلى قضايا العدالة الانتقالية بمحاسبة كل من تسبب في تشريد وسقوط آلاف القتلى بمناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وتعويض الذين تعرضت ممتلكاتهم ومواردهم لضياع وتلف جراء تلك الحرب.
صياغة القوانين التي تتسق مع المعاهدات والمواثيق الدولية لكفالة الحقوق وضمان استحقاقات التعايش الديني والثقافي وسط مجتمع تسوده حالة من التعدد والتنوع بما يسهم في إفساح المزيد من الحريات.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق