الثلاثاء, 22 أكتوبر 2019 01:38 مساءً 0 252 0
خطوات في مسيرة السلام .. ماذا يريد عبد الواحد؟
خطوات في مسيرة السلام .. ماذا يريد عبد الواحد؟

الخرطوم : أخبار اليوم
التغيير الذي شهده السودان الان يمهد الطريق امام تحقيق السلام  خاصة ما نص عليه من مهام حكومة الفترة الانتقالية في ان تكون احد اولوياتها المهمة في الست شهور الاولى تحقيق السلام وبعد جولة التفاوض الاخيرة  تمت العديد من المؤشرات الايجابية التي تبشر بوصول الاطراف السودانية المتفاوضة بحوبا عاصمة دولة جنوب السودان ومن اهم هذه المؤشرات علي إرادة السلام الحقيقية هو موقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي بوقف اطلاق النار الشامل تهيئة للأجواء في سبيل الوصول للسلام المرتجى وقد كان لاطلاق سراح 23 من اسرى حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور اكبر الدلالات علي جدية الحكومة الانتقالية في ارادة السلام والتعجيل بتحقيقه في ارض الواقع خاصة وكل السودانيين ينتظرون هذا الحدث الكبير علي الرغم من ان حركة عبد الواحد محمد نور لم تكن موافقة علي الجلوس للتفاوض وماتزال تتخذ نفس الموقف الرافض الا ان الحكومة ومكونها العسكري هنا وهو ذو خصوصية في قضية السلام بحسبانه الجسم المعني بقصية الحرب والذي يكتوي بنيرانها المباشرة قبل بقية مكونات المجتمع الذي يتلظى هو بدوره من اي حرب قائمة لان الحرب تطال الجميع ولكن فاتورة العسكر باهظة ولهذا يكون الأكثر حرصا علي استدامة السلام
ولم يقتصر الامر علي ذلك وانما زاد عليه تصريح نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي رئيس وفد التفاوض الحكومي الفريق اول محمد حمدان دقلو باعلانه التنازل عن منصبه لصالح الحركات المسلحة  الذي  يعتبر اشارة تؤكد عزم المكون العسكري في ارادة السلام فضلا عن تصريحاته المبشرة بقرب انجاز السلام حيث وانه بات قريبا جدا .. كل هذا التفاؤل المشفوع عمليا بقرارات حقيقية  تعمل علي جلب السلام واتخاذه أولوية يتخذ عبد الواحد محمد نور هذا الموقف السلبي من عملية التفاوض الجارية بعاصمة دولة جنوب السودان وكان المرجو منه رد التحية بأفضل منها لا تحية العسكر وحسب وانما تحايا السودانيين الذين فجروا هذه الثورة في الدفاع عنه امام الإشاعات ضده  ابان الثورة ومحاولة اتهامه باختراق عناصره المدربة خارجيا لنشر الفوضى والاضطراب في البلاد
  عبد الواحد نور يجعلنا نتساءل الان عما يريده وعن اي جهة يقاتل ومن اجل من يقاتل وهو يرفض اي دعوة للسلام من اي جهة اتت بما يترك الباب واسعا امام العديد من التساؤلات الملحة في العقل السوداني الذي بات يشدد علي تحقيق السلام ووضعه في الست شهور الاولى ضمن مصفوفة مهام حكومة الفترة الانتقالية وكان متفائلا باستجابة كل الحركات المسلحة لارادة السلام خاصة عبد الواحد نور الذي ظن الشعب انه أزال الحواجز والموانع التي كانت تحول بينه وبين تحقيق السلام وتجعله دائما يتخذ هذا الموقف المتعنت من قضايا السلام بحيث يظل المجتمع السوداني متفاجئا لتمسكه بنفس المواقف المتعنتة السابقة والتي ان وجدوا لها تبريرا ابان حكومة الانقاذ الا انه لا يجدون الان سوى التساؤل والدهشة والحيرة لهذا الموقف الرافض خاصة مع مابذله المكون العسكري في مجلس السيادة والحكومة التنفيذية من خطوات ايجابية بحسب خبراء صرحوا لوكالة الانباء السودانية ، منهم الاستاذ محمد سعيد ابراهيم  بوجوب إنتهازها  كفرصة  يشهدها الوطن بعد نجاح الثورة  داعيا عبد الواحد محمد نور الاستجابة لصوت المنطق وصوت الشعب والاستجابة للبادرة الكريمة من القوات المسلحة باطلاق سراح  23 من اسري حركته  والشروع في الانخراط بعملية السلام الجارية وتحقيق أهدافها وإنجاز ملف السلام مجددين  الدعوة لكل حملة السلاح بالاندماج في الحياة السياسية السودانية تحت مظلة التغيير الذي شهدته البلاد كما اكد الدكتور الرشيد محمد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية  في عدد من الجامعات السودانية في تصريح لوكالة السودان للانباء أن إطلاق القوات المسلحة لاسرى حركة عبدالواحد بالرغم من عدم جلوسه للتفاوض مع بقية الحركات المسلحة بجوبا ومقاطعته لها يمثل مبادرة كبرى لتحقيق السلام يجب أن تقابلها حركة عبدالواحد بأحسن منها وتجلس للتفاوض من اجل الوطن والشعب السوداني الذي بات أكثر حاجة لتحقيق السلام ودمج الحركات المسلحة في الحياة السياسية تمهيداً لرفع إسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب .
وأشار الدكتور الرشيد الى التصريحات الايجابية التي أطلقها الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة بانهم مستعدون لتقديم كل ما يلزم لتحقيق السلام الشامل في السودان وكذلك تصريحات الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع باستعداده للتخلي عن موقعه في المجلس السيادي لعبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال من أجل تحقيق السلام ومهرا له مؤكداً أن هذه التصريحات تؤكد الاستعداد التام للقادة العسكريين وقادة القوات المسلحة والدعم السريع والمنظومة الأمنية لتحقيق السلام الشامل ودفع كافة تكاليفه وتهيئة الاجواء بان يكون السلام من اولى أولويات هذه المرحلة للعبور بالبلاد نحو آفاق التنمية والازدهار فهل يستجيب عبد الواحد محمد نور لكل هذه الرجاءات ام انه يظل يراهن علي أجنداته الخاصة بعيدا عن مطلوبات البلاد وحاجاتها الملحة؟

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق