الاربعاء, 23 أكتوبر 2019 02:15 مساءً 0 408 0
العميد/ ياسر أحمد محمد خير الخزين لـ (أخبار اليوم) :
العميد/ ياسر أحمد محمد خير الخزين لـ (أخبار اليوم) :

الحوار هو أرقى أنواع الاشتباك مع الآخر

الحريات في الغرب تحدها مسئولية جسيمة يفرضها القانون

ندعو لحماية الحرية بالدستور والقانون

في هذا الحوار مع ياسر احمد محمد تناولنا العديد من الموضوعات التي تشغل الرأي العام السوداني والتحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية ودور القوات المسلحة وعملية السلام الجارية الآن بجوبا وقضايا الاقتصاد ومعاش الناس فالي مضابط هذا الحوار :
حوار / مأمون علي

هنالك علاقات أزلية تربط السودان بالمملكة العربية السعودية

المواطنون يعانون ويكابدون وسط المناطحة بين السياسيين

{ ماذا عن توقيع إعلان المبادئ بجوبا ؟
هناك ثلاث مقاربات عرفها التاريخ البشري للتعامل مع الآخر وهي : أما تجنبه او سحله او قتله والقضاء عليه او الخروج من القوقعة حول الذات والحوار معه.. الحوار هو ارقي أنواع الاشتباك مع الآخر وللمخالف لرأي لذا اعتبر هذا التوقيع خطوة مهمة في طريق السلام وأمل ان يكون مقاربة جديدة بين الفرقاء في فن استباق اندلاع الصراعات المسلحة مجددا فالتوقيع أمر يستحق الثناء والتأييد لما يحمل في ثناياه من بعد نظر وفراسة تنهي امد الحرب اذا خلصت النوايا وقدمت التنازلات ورجحت مصلحة الوطن علي المصالح الذاتية أين كانت المصالح .
{ ماذا عن الحريات بعد زوال الإنقاذ ؟
الحديث عن الحريات في دول العالم الثالث خاصا طويل ومتشعب وفرق كبير وبون شاسع بين ممارسة الحرية في الغرب والشرق ففي الغرب تحدها مسئولية جسيمة يفرضها القانون ويسندها أهمها قوانين إثارة الكراهية والعنف والقذف فالقانون في الغرب صارم وحاسم ولا يتهاون به القضاة لذا تجد الصحفي او الكاتب يفكر الف مرة قبل ان يرسل الاتهامات جزافا كما يحدث في بلادنا حيث يسود الوهم لدي البعض بان الحرية بلا حدود وتتيح للإنسان ما يشاء فهي لا تعني الاتهام بالباطل والتهديد والتخويف والقذف والتشهير وإثارة الفتنة والكراهية بلا ضابط او حسيب لست ضد الحرية التي نشاهدها هذه الأيام ونقرا ونسمع عنها بل ندعو لها شريطة حمايتها بالقانون والدستور اللذان يمنعان استقلالها للتوغل في حريات الاخرين والتعدي عليها فعليكم كصحفيين وعلينا كسياسيين ان نوضح للرأي العام في بلادنا ان الحرية لم تكن أبدا فوضي بلا مسئولية او قيود حتى في المجتمعات الغربية ومن أراد المزيد عليه الاطلاع علي دساتير تلك الدول .
{ حدثنا عن زيارة الفريق أول البرهان ورئيس الوزراء الي السعودية ؟
تربط السودان بالمملكة العربية السعودية علاقات ازلية ضاربة في الجذور فهي حافلة بالمعطيات والمواقف وذادت الحاجة لها في العصر الحديث وأصبحت هذه العلاقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية كافة وهي التحدي الأكبر للمسئولين في البلدين مما يستوجب جهود مشتركة لتطويرها بروح عالية ومسئولية وثقة تكفل استمرار هذه العلاقات ويحفظ للدولتين هذه الصلات المميزة بينهما…
{ دكتور عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء ماذا تقول له ولقوي الحرية والتغيير ؟
هذا سؤال كبير جدا اختصره في ان شان اي عمل معرفي او انجاز فكري او خطة إستراتيجية  من ثقوب فيها كما فيها مجال للفهم والتدبير ولكن الأهم من كل ذلك ما يعانيه المواطنين ويكابدونه وسط هذه المناطحة بين السياسيين مما يجعلنا نترحم علي الشعوب البدائية التي كانت اقل عنفا و أكثر حكمة منا وعلي حكومة حمدوك وإخواننا في الحرية والتغيير وكافة القوي السياسية ممارسة التواضع فيما يخص علاقتنا بهويتنا وتراثنا وعقائدنا ومذاهبنا وحجة الأفضلية التي يدعيها وسط كل طرف في ظل هذا التفكك والتردي.. فالأجدى ان نمارس التفاهم ولغة الحوار فيما بيننا…
{  ما هي قراءتك للواقع السياسي قبل سقوط الإنقاذ وبعده ؟
اعزي لك لقراءة الحدث قراءة صحيحة والإحاطة بمركباته والإلمام بالتفاصيل حوله مع استصحاب الوعي السياسي مبكرا في الوقت الاني والذي يسبق الحقيقة ويكون تحليلي في الإطار التجريدي المبني علي الوعي بالأحداث مجردة لا بعاطفة الانتماء الأيدلوجي لذا يأتي التنبؤ بالمستقبل للحدث الراهن .
{ هل من حلول تبدو في القريب العاجل للازمة الاقتصادية… ؟!
بكل أسف كانت تصريحات وزير المالية صادمة ومخيبة للآمال والتطلعات ففي الوقت الذي كنا نمني فيه أنفسنا ان يتحدث السيد الوزير عن إستراتيجية محددة بخطط مدروسة وواقعية وفق جداول زمنية معينة تقدم حلول عاجلة للازمة الاقتصادية فخرج علينا بتصريحين منفصلين الأول هو مناداته ببيع دور المؤتمر الوطني في مزاد ليرفد بها الخزنة الخاوية وهذا أمر ليس به اي ملامح او روية اقتصادية وثانيها هو الأسوأ انه لا خيار لديه سوي رفع الدعم عن السلع مما يزيد من معاناة المواطنين التي أخرجتهم ضد نظام الإنقاذ فنكون استبدلنا معاناة بآخرى… لذا نقول للسيد وزير المالية اجتهد في الحلول التي تفيد الاقتصاد السوداني فهي متعددة وكثيرة…
{ ماذا عن الموافقة علي تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر ؟!
هذا التمديد للطوارئ من المضحكات المبكيات والذي يجعل الأمر بيد العسكر اذا أين هي المدنية والصياح بكلمة مدنية الذي صم أذاننا أمل ان لا يكون حديث السيد رئيس الوزراء عن عدم وجود خطة من قبل الحرية والتغيير تنفذ عبر فترة انتقالية صحيحا كما كان حديث البروف غندور عن الوضع المالي للخارجية في البرلمان الذي ادي الي إقالته .
{ نتحدث الآن عن هيكلة الجيش؟
القوات المسلحة خط احمر وهي آخر القلاع الحصينة الصامدة التي يعول عليها الشعب السوداني وقد ظلت تقف في الحياد في اي صراع ينشب بين أبناء الوطن والدليل قيادتها للحراك الشعبي ضد الإنقاذ بحكمة وحنكة واقتدار وبعد نظر وعلي الجهات الساعية لتهميش الجيش ان تخطو لخطوات إحداث اي شرخ في جسم القوات المسلحة فان حدث ذلك لا قدر الله سوف تكون نكسة ونكبة تودي بالبلاد الي صراع مجهول ولكن ما يحمد لجو الشعب إليها… فهي الحاضن الوحيد والضامن لأمن الوطن.  
{ وضعية المجموعات المسلحة وانتم جزء منها (قوات السلام ) كيف تقيم هذا الملف ؟
قوات السلام في مناطق التماس وحقول النفط وان جاز لي الوصف أصفها بالبركان الخامد واخشي من غياب الوعي لدي البعض من أفرادها في ظل المغريات المتاحة من قبل جهات معادية وطول أمد الظلم الذي لحق بها فالتجارب المريرة تشهده بأنه كثير ما يتحول المظلوم الي ظالم والضحية الي جلاد والآن هناك العديد من الجهات والأيادي العابثة التي تريد ان تمرر شيئا وتحدث شرخا لا يفهمه الكافة ولا يحسنون قراءته لذا هرعنا نحن في هيئة القيادة لهذه القوات ونحظى باحترام كبير هرعنا لقادتنا بهيئة الاستخبارات العسكرية مبصرين ونطمئن الجميع ان الملف أمام السيد مدير الأمن العسكري ..ونتوقع سماع ما يشفي الصدور ويسر البال ويزيل الغبن ونناشد منسوبي قوات السلام بالتحلي باليقظة واخذ الحيطة والحزر وان يكون الوطن  في حدقات العيون ولا يؤتي من قبل احد منكم او جماعة .
{ ماذا تود ان ترسل من رسائل في هذا الإطار ؟
رسائلي ابعثها الي المجلس السيادي ومجلس الوزراء ومفوضية السلام وقادتنا بوزارة الدفاع والاستخبارات العسكرية ان قوات السلام هي بمثابة الصديق الذي تحصلون عليه طول العمر فلا يليق بكم التفريط فيه لحظة وهي من وقفت معكم حربا وسلما والمسك هو ما تفوح نكهته للذي ينعته العطار.  
{ ماذا عن الحركات المسلحة الأخرى ؟؟
السلام في حد ذاته هدف ينشده الجميع وبالنسبة لنا غاية لا وسيلة فالجلوس بمن وصل بهم الظلم من حملة السلاح وحل قضاياهم التي أجبرتهم علي حمل السلاح وهنا لا استثني جهة حاملة له مع او ضد دولة بما فيها نحن قوات السلام الحوار هو الحل الأنجع لكل قضية فما حلت فوهة البندقية قضية داخلية او خارجية فالحرب كلفتها عالية وباهظة الثمن ولا يعرف كنها لا من خاض غمارها واصطلي بنارها وبات في خنادقها وسار في متحركاتها فهي توقف دوران عجلة التنمية وتعطل مسيرة الإنتاج والاهم من كل ذلك هو فقد اعز ما يملك الوطن وهم خيرة شبابه…
{ الحوار مع الحركة الشعبية مضي قدما هل تتوقعون الانتهاء من ملف الحرب قبل الستة أشهر ؟
اذا كان الحوار شفافا وصريحا حتى لا تفقد سفينته شراعها ومجاديفها وحينها لن تجد طريقها للسير فستنطفئ شعلة امل وصولها للساحل فعلي المفاوضين إدراك الراهن جيدا ووضع نصب أعينهم ان لا شي يأتي من فراغ فهذا يصل بهم الي الأسباب التي ادت الي التمرد وان يبعدوا العناصر السلبية التي توثر في مسار التهدئة والانفراج الي اتجاه التصعيد والانفجار فالفرد يصنع نجاحا ولكن المجموعة تصنع تاريخا وحينها يكون القرار صائبا لتحويل هذا الاتفاق والتوقيع واقعا للسلام والأمن دون تدخل المواقف الأيدلوجية والسياسية واني لأراهن علي وجدان شعب نقي يتمتع بأقصى درجات التسامح فمستقبل الوطن رهين بملمة سوا بين أهله تقوم علي مبدا مكوناته للإقصاء وتجاوز المتاريس للخروج من نفق التيه الي ساحة المستقبل المنشود..

 

 

 

 

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق