السبت, 26 أكتوبر 2019 01:26 مساءً 0 296 0
تحليل اخباري
تحليل اخباري
تحليل اخباري
تحليل اخباري

يكتبه عاصم البلال الطيب

فى محكمة التاريخ
 المشــير البـشير
 من حى كوبر إلى سجن كوبر

مشاركة عائشة  في متلازمة داون بين الدعم والنقد

فاعمِلوا عقولكم


لم يكن إلا آنقلابا عابرا و ما افترقنا، أشد إنقلابيى يونيو٨٩ تفاؤلا لم يتصور مطلقا إمتداده ثلاثين سنة وإلا ما شارك فى إعادة سيناريو إنتاج وإرتكاب ذات الخطيئة، حُكم بلد بظرفية السودان ليس من مصلحة حاكم منتخب أن يبقى لدورتين افتراضيتين مستقبلا دعك من مغامِرٍ البقاء لبضعة أعوام وليس لثلاثينية، لم تكتمل بعد أركان الدولة السودانية لتشجع هذا أو ذاك للمشاركة فى حكم جلاب للإتهامات بالفسوق والفجور، مضت شهور على زوال حكم الإنقاذ التسمية ملازمتها وإن بدلت جلدها مرات ومرات تبديلا أنساها نفسها الأول، حرباء، لازالت حتى يومنا دينامكية إسقاطها وخلع رأسها بإمرة الشعب الخبر الأول الفصل والأصل لكل الأخبار والمقالات والتحليلآت، ساعتنا وساحتنا رهينة لتداعيات الزوال وللسقوط وعدم مفارقة الأفعال والأفاعيل الإنقاذية المؤثرة سلبا فى مجمل المشهد السودانى الذى ليس بأى حال من الأحوال هو الأخير، موعود بتغيرات وبتبدلات يجهلها عتاة المحللين وحتى العرافين، مفتوحة على كل الإحتمالات ومواجهة كل الموبقات والمهلكات التى يتبارى فى وصفها ورسمها قطعيا أجنحة الميامين والشمال تحليلات يشيعونها بين الناس ويمصمصون شفاههم إنتظارا وإنبهارا من متعلقين ومعلقين سمحوا وهم فى كامل قواهم العقلية لموتورين ليكونوا أنبياء زمانهم يوهمون الناس بإنهم ببواطن الأمور عالمين بينما هم مجرد مجترين لمسيطرين طوروا من نظريات علماء دينية وسياسية وسادوا العالم وسخروا من يحكمون ويعارضون فى البلدان الفاشلة لصالح حياة يعيشونها طولا وعرضا على حساب ذات المحللين المسيرين بالمال أو الإخضاع طوعا وقسرا  ليضللوا جهلا الأغلبية لصالح الأقلية المتحكمة والمتنفذة التى تصيغ عن كثب وبعد مشاهدنا المرعبة التالية والرعب لايحتاج لإدراكه لمحللين ومنظرين كصاحبكم، فاعمِلوا عقولكم.

أناس أم أنسام

فى حياتنا لقاءات عابرة دافئة، فى حياتنا وردى،محمد،وجيلى عبدالمنعم وأهلا ومرحبا ياشوق، مغنٍ وشاعر إلتقينا بهما عابرا وإن مكثا حينا فينا ودهرا، نعجب لطينتنا وعجينتنا وطيبتنا يتخلق منها أناس أم أنسام لا نفرق، لم يكن لقائينا بوردى وجيلى عبدالمنعم إلا عابرين وافترقنا وما أحسسنا بلقائنا بهما وأمثالهما طولا وقد نظّما حياتنا نظما وجدانيا ولحونا طروبات فما أحسسنا بكمْ فينا مكثوا بينما لا زلنا نعد سنوات من إلتقيناهم ثلاثينية عابرا وما فارقناهم وهم يسومون حياتنا سوء العذاب ويذيقوننا طعم المر والحنظل وحتى الهلاك، لاتدرى سببا لمَ لمْ يتولى أمرنا وشأننا مثل وردى وجيلى من حاكوا فى نظمهم وانتظامهم رئاتنا تشهق وتزفر لنعيش متنفسين الأوكسجين، بيننا قامات دونما إستفادة، إلتقيناهم عابرا ومروا إما بالموت والفوت طى النسيان أو لحيائهم من تقدم الصفوف مكتفين من  صفوفنا الخلفية بالفرجة يناصحوننا بحياء وأدب عسى ولعل نستبين النصح قبل تبدل المشهد تبدلا يتبدى فى صراعات عقدية ودينية متطرفة قابلة للتطور على نحو نتابعه تزجية وتمضية، من هؤلاء، صديق البادى ،يعرفه قراء الجرايد التى يعرفها على مر الحقب ويحفظها عن ظهر قلب، فى كل لحظة ولمحة ونفس إما يقرأ كل شئ ويكتب ما يهضم ويستوعب ويعرف، متجلببا حاسر الرأس حافيه، يجالس الناس فى الطرقات ونواصيها وفى القهاوى ومع ستات الشاي وعند أضرحة الصالحين يتأمل ويتدبر ويستوثق ومن ثم كاتبا مؤرخا رفد مكتبتنا بكتب تحقق مما أورده فيها على طريق رواة الأحاديث، يسافر قريبا وبعيدا طلبا للمعلومة أو للإستوثاق صارفا من حر ماله  ليحيط الناس علما وخبرا فيعوا ويرعوا، إبان الحراك بعث إسفيريا بعدد من الرسائل الصوتية متنبئا بما يحدث الآن،وما أن سقط النظام وانخلع رأسه، عكف صديق البادى متابعا محللا قارئا لأحداث الخلع وللسقوط الكبير، يرصد كل كبيرة وصغيرة تفوت فى زحمة الحياة والناس فتقع تحت رحمة توثيقه، كدأبه  إعتكف البادى معدا لنا وللأجيال والتاريخ كتابه الأول عن رمز ورمزية الثلاثين سنة التى ما  إلتقيناها إلا عابرين وما افترقنا وقد زالت لكنها فخخت الأجواء والأرضين وسممت النفوس واوغرت  الصدور وهاهى ميتة تشيع الكراهية.

محكمة التاريخ

فى محكمة التاريخ، المشير البشير من حى كوبر إلى سجن كوبر، هكذا عنون البادى سفره بذات طريقته فى حياته المباشرة وعدم المطاولة فنا لا يحبذه ولا يتقنه عمدا مثلى،  صديق ابن الجزيرة الخضراء بل السودان الفسيح وإن ضاق إنفصالا واستقطابا وفسادا، لم ينعت رجل الثلاثينية ورمزها إلا بالمشير والرئيس السابق، يكتب البادى التاريخ بلا تهويل وتلوين ويدع التوصيف والتخوين والحكم للقارئين عبر التاريخ، ولما كتب البشير فى محكمة التاريخ، إنما هو حرصه كعادته عدم الشوشرة على المهنية والعدالة وبطل سفره أمام العدالة القانونية الوضعية ماثلٌ حتى تصدر حكمها بينما حكم التاريخ يتجدد بين إدانة وتبرئة ولا يبقى على حال ومنوال، استثمر البادى إنشغال الناس بتلاحق الأحداث وتلاهثها وانكب  راصدا وقارئا بين سطورها مفككها لجزيئيات متفهما ومن ثم مستنبطا ومستبطنا الحقائق من بين المخرجات المتدفقة من زيد وعبيد وأيهما حاكما كان أم معارضا أو ناشطا كما يرى البادى نال حظه من إفساد المشهد السياسى بنسب متفاوتة لكن تبقى حقبة الإنقاذ والمشير صاحبة القدح المعلى فى تداعيات الحالة السودانية وتفاقم خطرها وإدلهام أمرها، ثلاثين سنة كبتت فيها حوارا لو امتد بين السنى والجمهورى والصوفى واليمينى واليسارى والملحد والمؤمن لكنا تجاوزنا عبط وهبل وخطل المرحلة المنذر بمطر سوء لا يسقى ولا ينبت زرعا ولا يدر ضرعا ويهلك نسلا وحرثا، ثلاثين سنة كما وصف البادى الحالة فيها بالسأم حتى من الإنقاذيين بعضهم وليس كلهم، ففيهم من زين للمشير كرسى الملك والعرش فتلاعب من أجل الإستواء فيه حتى بما سنه من قوانين تلاعبا بدستور ولو كان شائها الإلتزام به يشرعنه ولكنه لم يفعل حتى وهو فى السبعين يعدل فى الدستور لينتخب مدى الحياة، ياله من واهم ويالهم أولئك المزينين له الخلود حفاظا على مصالحهم من واهمين ظنوا فى إضعاف الثلاثين سنة لقدرات المشير  قوة وتمكينا لهم، لم يفت  سفه هؤلاء على البادى فى سفره الجدير بالمطالعة لأحداث قُرئت وهى ساخنة ومتلاحقة مما يصعب تدبرها الذى يسهل الاستنباط وقد هدأت عواصف مؤقتا وأحداث الآن فى ذمة التاريخ،إشارة ذكية بدا لى أن البادى صديقى الذى لا يضع صورته مع كتاباته وتوثيقاته تجردا وتميزا،قد دونها ماشيا تاركا إتكاء القارئ عليها،البرهان وصحبه لما قرروا إبلاغ المشير قرار اللجنة الأمنية بتنحيته قسرا بينما كان خارجا من المسجد بعد أداء صلاة الصبح، ظنهم مبلغيه بقرار فض الإعتصام بالقوة، حتى الرمق الأخير لم يستبن المشير الوضع ولم تهده للصواب صلاته الأرفع من حركاتها الجسمانية التى عجز عن أداء بعضها واقفا على سهولتها إشارة ربانية لم يتلقفها فى حينها فيترجل حافظا بعض ماء الوجه، والفرصة لاحت مرارا لترجل آمن وهبوط إضطرارى ناعم ولكن سدر فى ما سدر ومنح صديق البادى ابن السودان الوفى فرصة لسفر جديد للسودانيين لا ليمروا عليه مرور المتعجلين بل ليتوقفوا مليا إبتداء من عنونته المعبرة والعبرة، البادى مر على تداعيات السقوط عجلا ولم يفوت الفرصة بملاحظات واقتراحات تعين السودانيين  على تجاوز ما هم فيه سادرين.

الجس بعد الذبح

ليس بعيدا عن سفر البادى لكن يعزز خطورة تداعى سقوط المشير ونظامه، خبرا يفضح التنافى بين حكومة حمدوك وغطاءها السياسى،السيدة عائشة موسى بوصفها عضوا بالمجلس السيادى الإنتقالى ممثلا لقوى إعلان الحرية والتغيير،شاركت بصفتها السيادية الرسمية مشاركة غير إختيارية فى منشط للدعم السريع فيه القدح المعلى، فأثارت المشاركة حفيظة قيادات بقوى إعلان الحرية وانتقدت مشاركة العضوة إنتقادا يشى بشرٍ ولا ينبئ بخيرٍ، الدعم السريع بقواته من أهم مكونات المرحلة وعناصر وأسباب إستمرارها لنهاياتها المأمولة وبعدها الحكومة المنتخبة من بيدها إعادة رسم المنتج والمشهد، تلميحات بل تصريحات قيادات بقوى إعلان الحرية والتغيير ضد مشاركة قيادة الدعم السريع فى سيادية الإنتقالية من منسفات الشراكة الوليدة،هى بمثابة الجس بعد ذبح عجل الشراكة وحملها الحنيذ، الفترة الإنتقالية لتكتمل وبدر السودان يهل تحتاج لتعقل حتى لاتبدو عائشة موسى فى وادٍ ومن انتقدوا مشاركتها فى منشط للدعم السريع فيه سهم فى وادٍ آخر ليس بذى زرع ولا ضرع، أيهما أثقل مشاركة، المناصفة فى السيادى أم مشاركة عائشة موسى فى منشط جسمه يشغل قائده المنصب الأرفع الثانى فى السيادى، لايبشر مطلقا هذا التنافى بشراكة سلسة لا أحد يعمل ضدها مقوضا إلا بعض شركاء المرحلة الذين يتوجب عليهم الإلمام بمتغير المعطيات والتعامل معها لا تجاهلها كما فعل المشير فسقط مستسلما غير مصدق، الدعوة لمليونية ٢١ آكتوبر شفت رغم إصابتها لهدف هنا وهناك أن الشركاء ليسوا هم الشركاء، ليس مستبعدا فى المشهد المتحرك باهتزاز وسط حفر ومطبات وقوع ما يشير به مشيرون رغم غياب المشير من إنقلاب على الشراكة وإنفجار للأوضاع تعمل عليه الدولة العميقة المفترضة رغم تهاويها وذوبانها وتلاشيها وفقدها لهيبتها ورمزيتها،لكن الإفتراض ربما يصبح حقيقة ستكون الوحيدة السودانية المرة.
منهكا،خارت قواى لدى فراغى من عصفى هذا فارغا أو مليئا، تلقيت رسالة من صديق يستفسرنى عن سر انتشار أمنى شهده أو أُخبر به، وسألنى ان كان لدى معلومات عن إنقلاب، رددت عليه بكلمتين لعدم موضوعية التساؤل والإنقلاب،هى من تداعيات لقاؤنا عابرا وما افترقنا، فى الشارع، شارع المعونة حالة سبق بين عربتين وهرج ومرج، مزيدا من الضبط للحماية وللوقاية ضد هذه وتلك من مهددات أعظم ثورة شعبية فاحذروها

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق