الثلاثاء, 05 نوفمبر 2019 00:38 مساءً 0 285 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

رغم فتن شياطين الإنس والجن جنوب كردفان نموذج تاريخي للتعايش السلمي

بح صوتنا ونحن ندعو  القوم ليلا ونهارا من أجل الالتفات  إلى موضوع عقدنا الاجتماعى الذى صار  فى حاجة  إلى مشروع عقد اجتماعى متجدد يذهب فى مسارين   مسار تأهيلى اسعافي ومسار تخطيطى شامل يخاطب المتغيرات  والمسكوت  عنه في هذا المضمار   لماذا نتحدث وباستمرار عن عقدنا الاجتماعى لأننا ندرك جيدا بأن القضية السودانية فى بعدها البنيوي  قضية اجتماعية بحتة على مستوى المفاهيم والنظرة والمعاملة واطرها وحينما أهمل  الجانب الاجتماعى تحولت القضية إلى البعد السياسى وعندما أهمل تحول إلى البعد الدستورى وباهماله دخلت الحرب الأهلية ودولت القضية او فرصة ضائعة لمراجعة عقد الاجتماعي كانت عقب انتفاضة رجب أبريل حتى مرحلة الانقضاض العسكري على تجربة الديمقراطية الثالثة حيث لم تبرز أى سياسات وموجهات تدفع فى اتجاه مراجعة عقد الاجتماعى الذى استهلكته وهلكته الديمقراطيات المثيرة  للجدل والحروب الأهلية والشموليات العسكرية  ثم الفرصة الثانية التي ضاعت لمراجعة العقد الاجتماعي فرصة اتفاقية نيفاشا حينما قلنا لأطرافها  وهم لايسمعون قلنا لهم بان الاتفاقية ناقصة ثلاثة برتوكولات بنيوية منها برتوكول القضايا الاجتماعية  ولو كان هناك برتوكول بهذا الفهم لنشأة أول مفوضية حملت مسمي مفوضية الوحدة الوطنية التي ألزمت  الاتفاقية جميع الأطراف للعمل لصالحها فى الفترة الانتقالية فتم استغلال دعاة الانفصال لهذه الفجوة فكانت هى البساط الأحمدي لنقل تقرير المصير إلى مستواه الأخير وبأعلى نسبة وكانت نسبة القضايا الاجتماعية المعلنة والمسكوت عنها سيدة الموقف ثم ضاعت فرصة اخري وهى فرصة تقديم مشروع الحوار المجتمعي وإسناده إلى أهله الحقيقيون وهم مؤسسات المجتمعي الاهلى والمدني والمرجعيات الدينية والروحية الإنسانية ولكن القيمين على الأمر  رفضوا واستكبروا استكبارا واضعين الحوار المجتمعي حديقة خلفية للحوار السياسى بعدما تمت السيطرة عليه تماما بواسطة الكادر السياسى المزدوج  فكانت النتيجة مأساوية لحقت بالمؤتمرين وذلك عند أخذت المعارضة الممانعة القضايا  الاجتماعية ونفذت بها مشروع  إعلان الحرية والتغيير  وفى جنوب كردفان على وجه الخصوص  طرحنا للنظام المخلوع فى ٢٠٠٨ مشروع المبادرة الوطنية لتمتين وتقوية الصف الأهلي  بجنوب كردفان  مبادرة متفرعة من المبادرة الأم بنفس المسمى على مستوى السودان ولكن رفض النظام على لسان مسئوله المتشدد بحجج واهية منها أنه لايقر أى مبادرة مهما بلغت جدوتها اذا لم تأت من داخل مؤسساته فعلى المستوى القومي أجهضت المبادرة بالدعوة لمؤتمر أهل السودان حول دارفور والذي عقد بكنانة  وهو مؤتمر انتهت توصياته بانفضاض سامر القومي وبجنوب كردفان تم احتواء المبادرة بإنشاء ما عرف وقتها بمجلس الحكماء الذى ترأسه الوالي وقتها ونائبه وحينما اندلعت الحرب الأخيرة بالولاية فلم نجد حاكما ولا حكيما واليوم وفى ظل التوجه الجديد لم تظهر بعد سياسات ورؤى حول مشروع العقد الاجتماعى المتجدد وعن العقد الاجتماعى بجنوب كردفان يمثل أنموذج حضاري تأريخي فى أنماط التواصل والانصهار الذى قضي على العصبية والعرقية حتي صار الناس هناك ينتمون أكثر إلى مسميات المناطق دون الدخول فى التفاصيل الضيقة والأكثر ضيقا نعم ان المواجهات الدموية التي وقعت بين الأشقاء بمحلية الدلنج لا يجوز تضخيمها وتحميلها إعلاميا ومثل عبارة مواجهات بين النوبة والحوازمة هذا توصيف غير دقيق  فالنوبة قبائل كثير وكذلك الحوازمة ولا يقرون مبدأ ضرب النسيج الاجتماعى الذي نسجه أجدادهم عن حق وإخلاص وشواهد طرف المواثيق والعهود والأعراف  فمثل هذه القضايا يجب أن لاتسيس وتقيد ببعدها الجنائي والاجتماعي والبحث عن الظالم وعن المظلوم  لتأكيد مبدأ السلام الاجتماعى والعدالة هذه هى الحقيقة والتى على أساسها يجب أن يحل الأشكال  وقديما  قال أهلنا دم الرأس ما بخطأ الأكتاف شوفوا الأهل الاجاويد دم رأس الفتنة وقع وين التحية لوالى الولاية  اللواء الركن رشاد عبد الحميد إسماعيل الذي أتت به الأقدار الإلهية وتقديرات القيادة الجديدة وهو مجرد قائد منطقة عسكرية ان يكون واليا مكلفا للولاية اثبت جدارته وكفاءته  ندعو له بالتوفيق والسداد وهو قلب نسيج اجتماعى نموذجي لسودان مصغر فليذهب زبد  الفتنة جفاء ويبقى ما ينفع الناس فى الدارين  الزائلة والعامرة.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق