الأحد, 01 ديسمبر 2019 01:29 مساءً 0 282 0
المتاريس
المتاريس

سقط هبل سقط المؤتمر الوطني

مدخل تاريخي
هُبَل هو أحد المعبودات لدى العرب القدماء قبل الإسلام، وكان صنم قبيلة كنانة وعبدته قريش كذلك لكونهم من كنانة، وهو صنم على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قام العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها. كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح و كذلك كان المؤتمر الوطني صنم  اتخذ من الشجرة شعار له فكانت  زقوم فاسدة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار  كانت بالنسبة لهم ذات انواط يعلقون عليها ماسرق من عرق الشعب السوداني ويتخذون من ورقها حجاب ليسترون به عورات فشل مشروعهم الضلالي ومن ثمارها يقطفون دعاء الناس عليهم
 فرح الشعب  السوداني وابتهج  بإجازة  قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م وإزالة التمكين في جلسه مشتركة لمجلسي السيادة والوزراء  ان ذلك الاجتماع التاريخي اعاد الي الأذهان كيف توافق ابناء شعبنا قبل ثلاثة وستين عاما  علي إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان  في 19 ديسمبر سنة 1955م كان ذلك  القرار من ممثلي الشعب قد أدهش ثنائي الحكم الاستعماري الانجليزي المصري فكان من المفترض ان يتم إجراء استفتاء شعبي لتقرير مصير السودان مابين الاتحاد مع مصر او الاستقلال ولكن الرعيل الأول جنب البلاد مخاطر الدخول في صراع دموي  في ظل تصاعد النفوذ المصري عبر الأحزاب الاتحادية مقابل رفض حزب الأمة لاي اتحاد مع مصر والذي رفع شعار ان السودان للسودانيين  الي ان تحقق الاستقلال في الأول من يناير1956م
 تأتي هذه القرارات  كالمطرقة علي رأس تنظيم الكيزان المدحور الذي كان يظن  ان ليس هناك قوة فوق الأرض تستطيع ان تقتلعه من جذوره فحشد الجيوش التي اكتظت بها شوارع العاصمة الخرطوم والمدن الكبري في البلاد مع إشهار لجميع انواع الأسلحة القتالية بغية إدخال الرعب والخوف في قلب الشعب السوداني الذي لم يتراجع بل كان اكثر عزم وإصرار هذه المرة علي اقتلاع النظام فكان بعد  سقوط كل شهيد يخرج موكب جديد كان الثوار يتسابقون لنيل شرف الشهادة و يواجهون الرصاص بصدور عارية ولم تتخلف الكنداكة عن الركب  فقد كانت في الصفوف الأمامية تلهب الثوار بالزغاريد والأهازيج الحماسية فسجل الثوار ملاحم لن تمحى من ذاكرة التاريخ الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار الذين كانوا شموع تضيء لنا طريق الحرية والتغير وبينما انا استمع  الي خبر إجازة قانون تفكيك الإنقاذ مر أمامي شريط طويل من الذكريات المؤلمة من تاريخ نظام الكيزان الدموي الذي ادخل البلاد في مشاكل لا حصر لها  وأرهق العباد وبث في قلوبهم الرعب والخوف والجوع والفقر والبطالة  فكان يتعامل مع اي احتجاج لو كان بالطرق السلمية بقمع مفرط و بدون رحمة  فقد كان الموت هو شعارهم فشهد عهدهم المشؤم  سلسلة من الاغتيالات الغامضة التي لم تجد  لها تفسير حتي اليوم  و الاختفاء القسري للمعارضين والإعدامات خارج القانون وعدم تمكين المتهمين من حق الدفاع عن أنفسهم فكانت مجزرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان في سنة 1990م  والبلاد علي أعتاب العيد السعيد حيث تم اعدام خيرة ضباط قوات الشعب المسلحة بدم بارد  ودفنهم في أماكن مجهولة لذويهم وقبل ذلك في سنة 1989م تم شنق الشاب آنذاك مجدي والطيار جرجيس والطالب اركانجلو بحجة حيازة النقد الاجنبي ومن غرائب وعجائب الأمور  ان تكون هي ذات التهمة التي يحاكم بها الان رأس النظام المخلوع البشير والذي ينتظر النطق عليه في  14 ديسمبر وهو نفس الشهر الذي تم فيه شنق الشهيد مجدي محجوب
لم يكتفي النظام بالقتل بل شمل ذلك التعذيب داخل بيوت الأشباح والفصل التعسفي من العمل بسبب عدم الولاء وتدمير المشاريع القومية والعبث بالمناهج التعليمية وتخريب العلاقات الخارجية والزج بالسودان في قوائم الدول الراعية للإرهاب لم يستسلم شعبنا فكان ينتهز اي سانحة ليعبر عن رفضه لذلك النظام الذي جثم على صدره سنوات  فكانت هبة سبتمبر المجيدة في العام 2013م التي أيقن بعدها  نظام الكيزان  تماما  عدم وجود اي شعبية  لهم الا من  خلال المنافقين والمنتفعين من حالة الفساد التي سادة البلاد قابل  نظام الكيزان المتظاهرين في سيتمبر2013م بإطلاق الرصاص الحي فسقط الشهداء فكانوا  بذرة لشجرة الحرية  التي سوف تكبر مع الأيام ونقطف ثمارها في  التاسع عشر من ديسمبر‏ 2019م تلك الثورة التي رسم  فيها  شهداءنا لوحة زاهية الألوان بدماء طاهرة
ان الثورة هذه المرة تختلف عن كل الثورات التي مضت فالشعار هو الحل في البل وعدم ترك اي شي يمر مرور الكرام والقصاص العادل لجميع الشهداء  الذين سقطوا منذ مجي نظام الكيزان في الثلاثين من يونيو1989م وحتى آخر شهيد سقط من سلبيات الثورات السابقة كانت تشهد  تسامح وذلك باستغلال عاطفة الشعب السوداني  ولو تمسك اهل شهداء وضحايا نظام 25مايو 1969م بالقصاص ما كان تكرر انقلاب جماعة الكيزان في 30يونيو 1989م علي حكومة السيد الامام الصادق المهدي الذي اتي منتخب  في العام 1986م بعد انتفاضة السادس من ابريل 1985م  فالأحكام الغير رادعة تغري بالمزيد من الإنقلابات العسكرية ضد الأنظمة المدنية فأتمنى هذه المرة ولصالح الأجيال القادمة عدم التهاون في تنفيذ القانون في كل من يصدر بحقه حكم بالإعدام وليكون ذلك في ساحة عامة  وفاء لتلك الدماء التي سالت لأجل ان نعيش أحرار.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق