الاربعاء, 04 ديسمبر 2019 00:45 مساءً 0 272 0
هندسة الفوضى
هندسة الفوضى

إيدي في إيدك (ثورة)؟!

بمناسبة عام جديد على انطلاق (الثورة).. الأنموذج، سبق أن كتبت في نهاية عام 2013م (كونوا بخير.. أنتم من يصنع ذلك، تأكدوا فيه من أن الثراء الحرام والتهافت على الثروة، بدون أخلاق وقيمة مضافة، لإسعاد الآخرين، سوف يصنع مجتمعًا لا تأمنون فيه على أبنائكم أيها الاغنياء (الأغبياء).. سيكون أبناؤكم ضحية لجشعكم سوف تندمون وأنتم في قبوركم بما جنيتم عليهم من سخط الفقراء.. أوصيكم قبل الكارثة ما تأخذونه بالحرام هو.. جرعة دواء لمحتاج وطريق وخدمات، أنتم ستسألون لظلمكم كل أبناء الوطن هذا حقهم.. فقط اتعظوا من الآن من أجل أبنائكم ووطنكم بتاريخ (31/12/2013م).. (هذا بداية لحوار جميل مع الشاعر والزميل حافظ عباس عالم.. (صاحب الطيور المهاجرة) رائعة الأستاذ مصطفى سيد أحمد (له الرحمة والمغفرة)
عام جديد: ومجتمع معافى.. لا يقتله عدم الإحساس بالآخر.. لا حفنة مارقة فاسدة تعلمنا كل يوم أن أهم هدف في الحياة أن نكون أغنياء.. متخفين.. مشهورين.. منغمسين في المتع حتى ناصية الرأس.. وكأن الشمس لن تشرق من المغرب.. (وها قد شرقت شمسهم الآن من الغرب)
رد عليّ الشاعر حافظ عباس عالم.. (كل واحد منا يستطيع أن يصنع عامه (يا صديقي) كما يريد وأن يبدأه من حيث يريد.. قف في ناصية أي يوم أو في خاصرة شهر أو ساعة من نهار أو ليل، وقل اليوم أبدأ عامًا جديدًا، سيكون لك ما تريد فقط عليك أن تخطط وتعقد العزم على التنفيذ، والمحاسبة الأمينة لما تنجز وتفعل.. في تقديري أن ليس عليه أن يربط عامه بالناس، ولا انطلاقته مرتبطة الآخرين، المهم أن تبدأ من حيث تريد أنت، واحتفل بعيدك، في الخريف، أو الصيف، ودع للآخرين ربيعهم.. لن تعصيك الشمعة إن أوقدتها أو أطفأتها وكذلك الزينة التي سوف تضعها على شجرة الميلاد.. شجرة ميلادك إن شئت.. العام مخلوق وأنت مخلوق وكل آت الرحمن فردًا.. فكن متفردًا في اختيار عامك واشغله بما تريد وكن على قدر المسؤولية.. وكل عامك وأنت بخير.
فرددت عليه:
هكذا أيها الشاعر الجميل (حافظ عباس محمد نور) تمنحنا وتمنعنا التدافع وأن نأخذ الأشياء من عروتها..
(إني وإياك: كالظامئ رأى نهلا..
ودونه هوة يخشى بها التلفا..
رأى بعينية ماء عز مورده..
وليس يدرك غير ورود الماء منصرفا)
لا أحد يفعل شيئًا الا بمشيئة الواحد الأحد.. أنت من علمتنا كونية الأشياء وأن النار بالعودين تزكى.. كما في قصيدتك التي يترنم بها الوطن:
والله نحنّ مع الطيور..
الما بتعرف ليها خرطة
ولا في إيدا جواز سفر
يلا إيدي في إيدك نغني تأكيدًا للتدافع.. هذه القصيدة الكونية تغنى بها صوت من سقف الغيب تنزل بصوت المغفور له مصطفى سيد أحمد.. هل قلت طائر لتعبر عن شخصنة القضايا وأحلام الصغار؟!  وتفلتات المراهقين.. أم جمعت (الطيور) على أشكالها (تقع).. بكل تدافعها وعثاء السفر.. ولو أفردتها يا (فرده) لصارت جمعًا في المراسي... مالك حانق.. أنت حانق علينا، ومنا وحق لك أيها الشاعر الغاوي.. لأننا لا نتبعك، ولأن رواكيبك الصغيرة لم تصبح مدنًا... هذه خيبتنا.. كن بخير مفردًا وجامعًا ومتمتعاً، بأريحيتك التي تجمل ذائقة الوطن بمثل هكذا قصيد؟!.
رد حافظ عباس:
والله يا (صديقي) راكوبتنا الوحيدة دي ذاتها شلعت وقشها أكلوه البهائم.. زمن الرواكيب راح نحنا اليوم في زمن الخيام.. والخيام تعنى عدم الاستقرار والرحيل الدائم.. الشاعر المرحوم محمود درويش قال ذات قصيدة يعزى فلسطينيته المشردة في الخيام.
والآن (ثورة).. حرية.. سلام وعدالة.. وستكون الرواكيب الصغيرة أكبر من المدن بإذن الله.. ويتحقق حلم (حافظ)، هذا الفاشري الجميل.
إلاّ باكر يا حليوة
لمـّا أولادنا السمر
يبقوا أفراحنا البنمسح بيها.. أحزان الزمن
نمشي في كل الدروب الواسعة.. ديك
والرواكيب الصغيرة.. تبقى أكبر من مدن
إيدى في إيدك نغني
حافظ عباس محمد نور عالم  الشاعر

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق