الأثنين, 09 ديسمبر 2019 01:28 مساءً 0 276 0
شرق السودان (الثغر).. على عتبة النزاع
شرق السودان (الثغر).. على عتبة النزاع

تقرير:
الهضيبي يس

ما ان يطفئ السودانيين لهيب نار ويغلقون باب من ابواب الازمات حتي ينفتح اخر ، حيث كانت معايشة الحرب الاهلية بإقليم دارفور ومن قبلها بجنوب السودان استنزاف حقيقي لمواردهم البشرية والمادية ومالها من تأثيرات داخلية وخارجية لوقع ومسار الدولة ورسم مستقبلها حتي لحظة بزوغ نقطة ( التغيير) في ابريل الماضي بسقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير بعد حكم دام ما يقارب الثلاث عقود.
ولكن بسقوط ( البشير) لم تكن هي نهاية القضية والفصل الاخير في حكاية السودانيين من الكد والشقاء ومعاناة الايام.
بيد ان عدم الالتفات لبعض التفاصيل الصغيرة ربما قد يكون لها مابعدها وهو ما بدا بالظهور جليا بتصاعد وتيرة الخلافات وتحول لصراع مابين الاحزاب السياسية والإدارات الأهلية بشرق السودان وسط مطامع وتدخلات اقليمية ودولية وذلك نسبة لما يتمتع به من موقع جغرافي ومجموعة موارد طبيعة جعلته مؤهلا لتزايد المطامع حيث ان ( البحر الأحمر) وامتلاك السودان نحو ٣٠٠ كيلو فوق سطح البحر وارتباط حركة الملاحة البحرية ومايعرف بأمن البحر الاحمر مع كل من المملكة العربية السعودية ، مصر، ارتريا.
حتم علي السودان الدخول في تحالفات عربية ممتدة من شانها حماية مصالحها الإستراتيجية خاصة تلك الاقتصادية من الصادرات النفطية فقد برزت مؤخرا شراره الصراع بشرق السودان عندما شهدت مدينة ( بورتسودان ) المطلة علي ساحل البحر الاحمر نزاع قبلي ذو طابع اجتماعي ساعد علي فتح الباب امام التدخلات السياسية ومساعي البعض الي تحريك الدفه نحو وجه المطالب والاستحقاقات المناطقية علي غرار ما حدث في أقاليم سودانية اخري.
ويقول رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي في أفادة ل( أخبار اليوم) من المؤكد يظل شرق السودان عنصر مهم في المكون السوداني سياسيا واقتصاديا واجتماعي لماله من دور فعال وإمكانيات متي ما وظفت لصالح السودان.
وهذه المسائل تجعل (الشرق) محط انظار الجميع وتهافت الاطماع قطعا ولكن حل مثل هكذا امور حسب تقدير المهدي تكمن في كيفية استصحاب قضايا ومطالب شرق السودان في مجمل المتغيرات التي طرأت بالسودان كالتنمية والعدالة المتوازنة سياسيا واقتصادية بنقل المدينة للريف وقتها سنكون قادرين بالتصدي لخلافات وإنهاء النزاعات متي ما نشبت دون تردد وعن طريق اهل شرق السودان انفسهم.
مستبعدا ما يتردد عن وقف بعض الايادي العربية ذو الاطماع بالمنطقة لحصول علي مكاسب بالسودان. ويشير الباحث في  شؤون شرق السودان د. طه بامكار في افاده ل( أخبار  اليوم) ان جذور ما يحدث بشرق السودان هي في الاصل قضايا اجتماعية ذات طابع سياسي وقديمة متجددة من قضايا الخدمات وانتهاء بقضية عائدات الموارد كميناء بورتسودان الذي يطالب أهالي البحر بتخصيص نسبة من عائدات الميناء لمدينة بورتسودان مثلا.
بينما اتفاقية شرق السودان الموقعة بين الحكومة وأحزاب "الشرق " في العام ٢٠٠٦ برغم من انها قامت بتوفير بند انهاء الحرب ولكن لم تستطع توفير اليات اقامة البنية التحتية الجيده لشرق السودان.
كذلك فان من مساوي الاتفاقية حصر العملية السياسية بين أطراف محدده ، ومع مرور الوقت ظهرت الان جديدة يستوجب التعامل معها بناء علي مستجدات الخارطة السياسية داخليا وخارجيا.
ولفت "بامكار" ان حل النيران الني تحت الرماد بشرق السودان تكمن في كيفية الوصول الي تسوية سياسية اجتماعية ترضي الجميع وسط دولة تعيش مرحلة الهشاشة والضعف الاقتصادي وتكالب المطالب مما قد يجعل سهولة التدخل ليد كل من يطمع جائز ومتاح.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق