الاربعاء, 11 ديسمبر 2019 01:22 مساءً 0 348 0
واقعنا
واقعنا

‎رسالة لحمدوك بعد زيارته لأمريكا .. ‎ هل كان بالإمكان أفضل مما كان ؟

‎السيد رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفي بعد عودته من واشنطن بشرنا بأن هناك ملفات انجزت وان ملفات اخري منها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس سهلا وأنها تحتاج الي إجراءات طويلة وأخطرنا ( بمفاجأة) ان السودان محكوم عليه بغرامات وصلت الي ١١ مليار ويطمئننا ان الامر يتولاه نخبة من القانونيين بالخارجية والمخابرات ويطلب منا عدم الاستعجال لان الامر ليس سهلا وان وزير الخزانة ناقش معه امر سد النهضة وحكومته تجتهد وان صفحة جديدة في تاريخ البلاد قد فتحت
‎وأنا أقول للأخ الرئيس او الشقيق على قول اهلي الاتحاديين ان هذه الصفحة التي فتحت للسودان سلاح ذو حدين ان لم يستغل فيه الشكل والمضمون والتوقيت كان عليك وليس لك  ووقتك محدود والمطلوب منك محسوب ولا يتحمل ان تكون الدعوات للعلاقات العامة أو ينجز فيها كم من القضايا اقل مما كان يمكن ان تنجز لو اننا اعددنا أنفسنا بشكل أفضل
‎الأخ الرئيس نقدر ان مسؤولياتك قد لا تسمح لك بقراءة الصحف أو متابعة ما ينشر في الإعلام  لذا فان وجود جهاز مساعد تلك مهمته امر في غاية الأهمية  تخيل ان كل ما قلته عن قضية رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعن سد النهضة في المؤتمر الصحفي كان معروفًا لدى المتابعين وان ردة فعل أمريكا كان متوقعا
‎كتبت في عمودي في أخبار اليوم بتاريخ 11 نوفمبر 2019 أعيد جزء منه  هنا لأدلل علي ما أقول” عليكم فورا باقتحام الحل الاقتصادي دون لف وطيران ياوزير الاقتصاد الحكاية ما دايرة ليها سفر وتذاكر الحكاية دايرة قرارات
‎اولآ لابد من رفع اسم السودان من ملف الإرهاب هذه خطوة اولي تسبق اي خطوة ولرفع اسم السودان من هذا الملف عليكم بامريكا
‎وطبعا الفهم التقليدي للسياسيين ان امريكا يراضوها وفلان زول امريكا يمشي يتكلم ونحن ناس السوق الحرة وكدة ،
‎ما هكذا تورد الإبل يا سادة  امريكا دولة قانون حلوا المشاكل القانونية معها اولا وبعدين اشتغلوا سياسة ذلك يسهل الحل ويحفظ ماء وجه الإدارة مع الجمهور الأمريكي
‎المحاكم الأمريكية حكمت علي السودان بتعويضات لمواطنين أمريكيين في قضية ضحايا تفجيرات سفاراتهم في كينيا وتنزانيا والباخرة يو اس اس كول في اليمن بمبلغ اثنين مليار ولتخلف حكومة السودان عن جلسات المحاكم وصلت ١١ مليار والاتصالات التي تمت في اخر أيام الانقاذ وجهود محامين أمريكان شطار نزلت التعويضات الي ٦٠٠ مليون ورفضت حكومة البشير وعرضت ٢٠٠مليون  مع انهم لو فرضوا علينا ستة من قططهم السمان لدفعوها دون اي مشكلة اي ان التعويضات حدها مابين ٢٠٠ و٦٠٠مليون فاوضوا وادفعوا المتوسط فورا ذلك يفتح الطريق امام متخذي القرار في الإدارة الأمريكية  ويرفع عنهم الحرج لرفع الحظر  عن السودان وذلك يفتح الطريق امام التحول الكامل في السياسات الاقتصادية للسودان ومن هنا يبدأ تنفيذ البرنامج الاسعافي وفتح باب مناقشة الديون وإعفائها او جدولتها والمساعدات الجديدة للخروج من عنق الزجاجة عليكم يا حمدوك بسياسة الخطوة خطوة ووضع جدول زمني للأولويات»

‎كتبت هذا لأقول لك ان رفع اسم السودان من دول الإرهاب يبدأ من هنا وليس في واشنطن وقلنا لك مفتاح الحل وأنها لديكم ولا تحتاج الى اللجان التي بشرتنا بها وذكرت الغرامات في المؤتمر الصحفي كأنها مفاجأة سيحلها خبراء الخارجية والاستخبارات والحل كان موجودا
‎ومعروضا امام الحكومة التي أسقطها الثوار ولم تفهم من أين تبدأ الغرامة الان محددة ب ٦٠٠ مليون كما كتبت قبل سفرك ممكن استئناف عاجل امام القضاء للموافقة علي المتوسط
‎او دفعها من الأصدقاء ثم جعلها حجة لاستعاده الأموال المهربة للخارج من سدنة النظام يعني اخر حكم محكمة أمريكية ٦٠٠ اخر عرض للسودان ٢٠٠ م قرروا عرض حكومتكم في المبلغ وطريقة الدفع
‎وموضوع سد النهضة أيضا ليس لدي وزير الخزانة الأمريكي بل عند خبراء المياه والسدود
‎المخلصين وليس مستشاري الحكومة الإثيوبية ولو قرأ مستشاروك سلسة ما كتبنا عن السد لما كنت في حاجة ان تسال وزير الخزانة الأمريكي لماذا الملف في الخزانة وليس الري او الخارجية جيد ان نسمع منك انك لم تعد وسيطا في مياه النيل بل أصيلا صاحب مصلحة
‎ولكن ذلك سيفرض عليك ان تستمع للخبراء من معارضي السد وليس وزير الري وزملائه أعضاء اللجنة السودانية القديمة والتي هي نفس الجديدة والذين وافقوا علي كل ما فعلته إثيوبيا بالإجماع السكوتي  مطلوب منك اخي الرئيس ان تجاوب علي أسئلة محددة وجهتها لسيادتكم في مقال سابق أمان السد أولا بموجب ملاحظات الخبراء الفرنسيين التي جمدها الإثيوبيين ثم امن المياه قبل دعاية الفوائد  التي يبشر بها د ياسر وسليمان المستشار المزدوج للبلدين انت رئيس مرحلة جديدة عيد النظر في كل القرارات لكل حكومات البشير  ولازال يسوق لها البعض في حكومتكم انت وجه مرحب به محليا ومقبول عالميا والثورة قدمتكم للعالم بشكل جديد
‎ومع ذلك لديك أعداء كثر يتصيدون لك الاخطاء وكونك ممثل لحكومة ثورة بقدر ما يقوي ذلك موقفك تزيد مسؤوليتك وتجعلك عرضة للنقد اكثر من اي حكومة اخري ولن تنجز كل هذه المسؤولية دون مساعدين اقوياء لك يعكسون لك الحقائق وينجزون في وجودك لا مساعدين يوقعون القرارات في غيابك فقط
أقول قولي هذا من منبر الحرص علي الثورة أولا وعلي نجاح الحكومة الانتقالية و نجاحكم الشخصي لخير مستقبل التنمية والديمقراطية في السودان
‎وفقك الله لقيادة سفينة التغيير بالحكمة المنشودة
حاشية
سألني صديق:
كيف قبل وزراء الثورة ان يدير لهم مستشار إثيوبيا ندوة سد النهضة في واشنطن وكيف قبلوا كلامه ان هذا السد لم يعد شانا محليا بل اصبح عالميا  ردا علي كلام حمدوك:
(ان السودان صاحب مصلحة أصيل في سد النهضة   ولم يعد وسيطا فقط) ؟
لنا عودة مع هذا ، ومع هؤلاء الوزراء.

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق