الخميس, 12 ديسمبر 2019 02:19 مساءً 0 380 0
تأملات
تأملات

جمال عنقرة

عودة الحركة الإسلامية..
دعوة للحوار  (2-2)

كتبت المقال الأول من هذا الموضوع قبل أكثر من أسبوع، وكان العزم عندي أن أكتب سلسلة من المقالات تحت ذات العنوان (الحركة الإسلامية.. دعوة للحوار) إلا أن جملة أحداث عامة وخاصة قطعتني عن الكتابة حول الموضوع، الحدث العام المهم هو عودة الطائر الميمون، طائرة سودانير Airbus 320 من الصيانة الكبرى في أوكرانيا وكان قد دار حديث كثيف حول هذه الطائرة، بعضه سخيف، استوجب الكتابة حول هذا الموضوع وما له من دلالات، لا سيما وأن الاحتفال الرمزي الذي نظمته إدارة الشركة بمناسبة عودة الطائرة، شهد رسائل مهمة قدمها المتحدثون في الاحتفال، وزير البنى التحتية المكلف وكيل النقل المهندس عمر أحمد محمد، ومدير سلطة الطيران المدني المهندس إبراهيم عدلان، والناطق باسم قوى إعلان الحرية والتغيير الأستاذ وجدي صالح، والمدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية السيد ياسر تيمو، والمتحدث باسم مجموعة (حنبنيهو) الثائرة الأستاذ وليد أبو زيد، وقدم المتحدثون رسائل مهمة، حملت بشارات خير عظيمة، وقطعت الطريق أمام المزايدين، والمرجفين، والذين في قلوبهم مرض، فكان لابد أن أكتب حول هذا الموضوع المهم، وكان لا بد من نقل هذه البشارات التي دخل بعضها حيز التنفيذ، وأكاد أرى الناقل الوطني قد عاد أفضل من سيرته الأولى، ونقول للجماعة (امسكوا الخشب).
وقبل أن أعود إلى الكتابة عن موضوع عودة الحركة الإسلامية، فجعنا بفقد عزيزين، الأول ابن عمنا العالم والإداري الفذ الدكتور عمر أمير حفيد جدنا الأمير إلياس باشا أم برير، وهو حفيد التني العمرابي العباسي حفيد الشيخ حامد أبو عصاة سيف، وعمر يرحمه الله له علاقات ممتدة، بطول البلاد وعرضها، بعضها صنعها بيده الممتدة بالخير، تعطي يمينها دون أن تعلم شمالها، وبتواصله الحميم مع الناس، وعمر في علاقاته (ما عنده قشة مرة) وبعضها ورثها من أهله الباشاب أحفاد الأمير إلياس باشا، والتنياب، وما أدراك ما التنياب، وقبل أن يجف الدمع المسكوب على عمر، فجعنا برحيل خاله إبراهيم حامد التني، وحامد غير نسب التنياب الذي يشارك فيه مع عمر ابن أخته نفيسة الذي ذكرنا، فجده لوالدته قنديل كردفان جدي وشيخي وسيدي الشيخ إسماعيل الولي، فوالدته السيدة علم بنت السيد إبراهيم بن السيد البكري ابن السيد المكي بن السيد إسماعيل الولي، وهو جد لأبنائي الصغار عمر وعلي ووعد، الذين أمهم مشاعر بنت عبد المجيد ود حسين شلبي سر تجار النهود أول من صدر الإبل إلى مصر، ولقد منّ الله علينا بأن جعل روحه الطاهرة تقبض في منزلنا بالحتانة، وفيه أقيم العزاء، ولقد صاحبت وفاة إبراهيم ملابسات غريبة، فلحظة وفاته مر أحد الأصدقاء الأحباب الجيران أمام منزلنا، فسأل أحد الحاضرين عن الخبر، فقال له بوفاة الصحفي جمال عنقرة، أو خيل له ذلك، فاضطرب كل شيء فيه، وكتب في قروب (مبدعون) رسالة بهذا المعني، فاضطربت الأسافير وأهلها، ولحسن الحظ أني كنت قد أخبرت أخي وابن أختنا الكردفاني الجبلابي الحبيب عبود عبد الرحيم بالوفاة، وتفاصيلها، وكان عبود (on line) في القروب فحاول تصحيح المعلومة، وأخذ ذلك منه بضع دقائق انتشر فيها الخبر، وانطلق خارج الحدود، وكان أول اتصال تلقيته من حبيبنا صفوة الصفوة البلدوزر السفير فوق العادة الدكتور عبد المحمود عبد الحليم من مصر، فلما سمع صوتي، لم يدر ما يفعل، غير التكبير والتحميد والتهليل، ثم اتصلت بعده بنت القبائل حياة حميدة، فلما أجبتها انفجرت باكية، صديقي الحبيب كمال حسن بخيت عندما سمع صوتي، قال لي بطريقته الساخرة المرحة (المرحوم... البركة فيكم)، أما حبيبنا فتح الرحمن النحاس، فقال لي (قالوا عيان شوية، إن شاء الله تكون بقيت كويس؟) وهكذا تداخلت الاتصالات والرسائل، بين معز، في المرحوم، وبين ناشد للتعزية في المرحوم بإذن الله تعالى الذي لم يمت بعد، ونسأل الله لنا ولكم جميعاً حسن الختام.
لم يعد ميسوراً بالنسبة لي العودة إلى موضوع عودة الحركة الإسلامية بذات الطريقة التي كنت أفكر فيها من قبل، والتي قد تستغرق عدة أيام، فلم يعد ذلك ممكناً والبلد قد احتشدت بالأحداث التي تستحق التناول العاجل أولاً بأول، وأول ما أود الكتابة عنه موضوع أخي وصديقي الأستاذ أحمد البلال الطيب، وصلتي بأحمد تمتد لأربعة عقود من الزمان، منذ أن جمعتنا صحيفة الأيام على عهد مايو، ومنذ ذلك الزمان لم نبتعد عن بعض كثيراً، ولقد كنت طرفاً أصيلاً في كثير من مشروعاته الصحفية، لا سيما جريدة الأسبوع والدار وأخبار اليوم، وأعلم ما لا يعلمه كثيرون، هذا غير الصلات الشخصية، ولقد ساءني كثيراً، ما يقال عنه، ويكتب، وعلي أن أكتب ما أعلم.
ومن القضايا المهمة حوار السلام الذي تحتضنه عاصمة جنوب السودان جوبا، وزيارة رئيس الوزراء السيد الدكتور عبدالله حمدوك، إلى أمريكا، ومخرجاتها، هذا فضلاً عن كثير من قضايا الساحة السياسية الساخنة، ومسيرة السبت التي أعلنت عنها بعض القوى السياسية المعارضة، وغيرها من القضايا.
ما يهمني في موضوع الحركة الإسلامية، أن الحركة الإسلامية التي أعنيها هي بالطبع ليست المؤتمر الوطني، ولا الشعبي، ولا حتى الكيان الذي تكون بعد المفاصلة وحمل اسم الحركة الإسلامية، فهؤلاء كلهم لا يمثلون الحركة، ونظام الإنقاذ حكم باسم الحركة الإسلامية، ولكن الحركة الإسلامية لم تحكم، وحكم الإنقاذ لم يخرج الحركة الإسلامية من الحكم فقط، ولكنه أخرجها من الحياة كلها، وخرج عن منهجها، ومثل هذا القول ذكرته في عشرات المقالات في عدد من الصحف. وعودة الحركة الإسلامية التي نتحدث عنها، ليست عودة للحكم، ولكنها عودة للمنهج، وتلك قصة طويلة يمكن أن نعود إليها في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق