الأثنين, 12 نوفمبر 2018 01:52 مساءً 0 200 0
أجراس فجاج الأرض
أجراس  فجاج الأرض

الكلاسيكو السيارياضى
ايام في بلاد العم زايد«6»

 

الغربات الثلاث
لايساورك إحساس بغربتي السفر والذات وأنت فى الولايات المتحدة الإماراتية، بلاد العم زايد التى لم أجد إسما ولا وصفا أبلغ إلاه، بلد الحميمية فيها طاغية والأريحية إنسان يسعى، الإماراتى فيها من كرمه وإفساحه فى عجائب بلده المتحدة، لاحس ولاخبر ويخالط الأمم المتفرقة المقيمة لديه و  لا تتعرف عليه متماهيا، منتهى الوعي الشعوبي والمجتمعي بأهمية التنوع فى الوجود الإنساني من كل بلاد الدنيا مع السماح له بفرض أساليبه الحياتية بلغة أخذ ورد مع الإماراتى الذي تفتحت عبقريته عن نظم لإدارة تنوعه بوحدته تقبل الإضافة لا الخصم، فالولايات الإماراتية المتحدة لم تفارق هويتها قيد أنملة بالعددية الأجنبية الهائلة المضبوطة بقوانين صارمة المتمتعة بكل حقوق المواطنة، دعك من تفريطها فى خصوصيتها، القادة الإماراتيون المتحدون يفرضون أسلوب بلدهم فى كل شئ مع الإرتكاز على بعد مسافة واحدة من المقيمين والزائرين حفظا للحقوق وإشاعة للعدالة، لا منازل لظلم يطالك وإن طلبت ولجأت لنيل حقوقك ولو مقابل إماراتي أصلا مشهود له بإجماع السوداني بالأدب والتهذيب والتواضع، إماراتي لا يتخطى حقوقه ولا تأخذه عزة بالإثم ففتح الله عليه من وسع وقيض له قادة من سلالة ذوى الحكمة والشكيمة وقوة الإرادة مثل الموحد الشيخ زايد الذي فلح في وضع دستور يتواطأ الإماراتيون عليه ويبصمون ليوم يوعدون ويحترمه الأجانب حتى يغادرون غير منتقص من حقوقهم الإنسانية، والولايات المتحدة الإماراتية عمدا أسميتها غير مرة للتأكيد والتدليل على أنه ممكن وليس مستحيلا، تبقى مسرحا رحبا يحبه المواطن  بالأصالة والمواطن بالإنتفاع فيخلصان البذل والعطاء والشاهد إمارات بديعة لو نقلت من إياها معصوب العينين لأخرى لم استبنت الشارقة من دبى ورأس الخيمة وعجمان وأبو ظبى والعين دعك من أم القوين البعيدة الساحرة شبه جزيرة خليحية بناها نفر من عبقر، الألق والجمال وسحر البيان سمتها وبصمتها مع إحتفاظ أي بنكهتها، يفرزها الزائر من روائح شوائها وافتضاح عطورها فى شوارعها، غب وتعال لا تجدها هى بل تلقاها وتتلقاك بأنفاس جديدة دالة على الحيوية وعلى وجود قيادة ذات رؤية وروية لا تتخذ من برج هو الأعلى في عالم اليوم صنما بل رمزا ورمزية للتفكير في ما هو آت وما مضى فات والمؤمل والمأمول بالعلم ليس غيبا..  هي لذلك الإمارات العربية المتحدة قوة عظمى تعتلى دوما منصات التتويج.
هلاريخ
بكل هذا السحر والجمال، إحتضنتنا لأيام معدودات بحساباتها الفلكية وغير المعدودات بأريحيتها، إحتضنت سودانيين زائرين مخلية لنا الديار لنعيش أجواءنا بحرية متواصلين مع جاليتنا الحدوتة هناك التى على حلاوة طبعها تطبعت بالآداب الإماراتية فلذا محبوبة هى من لدن زايد الخير، جالية تهيئ للزائر أو القادم للعمل والإقامة أجواء ملؤها تقدير واحترام فرضته لكل سوداني في بلاد العم زايد، سفير الإماراتيين يقسم بمناسبة ودونها والله أحبكم يا سودانيون، فلست في حاجة لزيارة الإمارات لغير مرة حتى تطرد الإحساس بالغربتين وحتى الثالثة. ولئن سألت ممن تدفقوا  لأول مرة لأبو ظبى لمشاهدة الكلاسيكو بين قمتنا الكروية هلال مريخ الجديرة بتقديرنا واحترامنا وعدم تبخيسها مقارنة غير موضوعية، لو سألتهم عن إنطباعاتهم الأولية بعيدا عن الدهشة، دهشة تغطية أرض الإمارات بالجمال، لنفوا إحساسا بالغربات الثلاث فضلا عن دنيا الإماراتيين كانت دنيا هلال مريخ، تحادث سليم أبوصفارة فتكتشف كم واع المشجع الهلالي، تجالس الجنيد المريخي ينتابك الإحساس بالوعي والصفوية، أبوصفارة والجنيد ما كانا معنيين بنتيجة المباراة مما تلمسته من حوارات جانبية، أمام الجمهور مجرد الجمهور مشجعين هذا بصفارته وذاك بكسكتته وعند حوبة إحترام البلد يتزييان بقوميتها أو كما الدنيا والعالم فارض الإسلوب والزى يرتديان البدلة والكارفيتة، كنا مجموعة  صحفيين سياسيين بين غالبية رياضية صريحة، إتفقنا بلا ترتيب على زيارة معسكري الهلال والمريخ قبل يوم من تباريهما على درع الشيخ زايد، بدأنا بالترتيب الجغرافي الأقرب ثم الأبعد، في معسكر فخيم وجدنا الهلال مقيما ولم نجد سوى الكابتن  فوزي المرضى الذي إعتذر بلطف عن مقابلتنا للاعبين احتراما لآداب المعسكر  واللاعبون في راحة إجبارية، جالسنا كابتن فوزي ومن إنضم من أفراد البعثة الإدارية وبينها زميلتنا فاطمة الصادق، ثم قصدنا معسكر الأحمر المريخ المقيم بذات الفخامة ولمسنا ذات الهدوء وبعض أفراد البعثة الرياضية المريخية مرابطين في إستقبال الفندق الأنيق وسط عزف لأمورة أسيوية، تعلمنا الدرس ولم نطلب لقاء اللاعبين واكتفينا بتناول القهوة مع البلح الإماراتي وبسخاء كما سخاء الأهلة أكرمنا المريخاب، فغادرنا مطمئنين أن الكلاسيكو لأهداف ما وراء نتيجة المباراة بين أيد واعية ومسؤولة فمبروك للناديين الفوز بدرع الشيخ زايد... ولأيامي في بلاد العم زايد بقية..  هذا إن لم يزل للزمن بقية.

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

nadir halfawe
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق

أخبار مشابهة