الأثنين, 23 ديسمبر 2019 00:43 مساءً 0 321 0
رؤي متجددة
رؤي  متجددة

الدولة العميقة.. عربة أمام حصان الحرية والسلام والعدالة بالسودان   

ذكرت في قراءات سابقة يوجد بالسودان  دولتان عميقتان وفرضية تشكيل الثالثة قائمة بنسبة كبيرة الدولة العميقة الأولي سياسيا واجتماعيا قامت علي أثر الدولة القسرية الأولي التي فرضتها التركية لمدة ٦٤ عام ثم تلتها الدولة القسرية الاستعمارية الثانية الحكم الثنائى الذي امتد زهاء ٥٧ عاما  ثم جاءت في زماننا هذا الدولة العميقة الفرع الرئيسى ممثلة في حقبة الإنقاذ التي يصورها البعض عن عمد بأنها هي الدولة العميقة. وهذا تكتيك سياسي استراتيجي يطلع به رواد الدولة العميقة الرئيسية وذلك لتحقيق ثلاثة أهداف الأول تمويهي ولصرف الأنظار عن دور الدولة العميقة الذي تلعبه تاريخيا وفي كل عهد تلعبه عن بعد وعن قرب وخلف الستار الثاني تعمل وتعمد الدولة العميقة البنيوية لتقديم الدولة العميقة الفرع الرئيسي وهي تجربة الإنقاذ تقدمها كبش فداء  كل مطايبه تذهب إلي أطر الدولة العميقة مجددا وهذا علي مسؤولية الجزار والجزارين والموضبين  نقطة ثالثة أن الدولة العميقة هي أساس اللعب السياسي القذر بالبلاد  علي امتداد التجربة  الوطنية وبتالي لا تترد في وضع التدابير اللازمة التي تضعها علي الدوام  في خانة الصدارة  القائمة علي سياسة غسيل السياسات القذرة، الدولة العميقة لها آليات استحكام وسيطرة وكذلك أدوات ذكية  مثل الانقلابات والانتخاب والانتفاضات والثورات الشعبية  التي حدثت ثلاثة مرات حاصل جمعها النهائى الشعب صفر والقوي السياسية بالتبني معاها الواحد  علي طول وربما أكثر ، للدولة العميقة اليات تحكم  في بيئات  إدارة الدولة الخمسة البيئة السياسية  تتقدمها الحزبية أداة للتحكم وليس وسيلة للحكم شوري او ديمقراطي بنيتها السياسية والتنظيمية تحكمية بامتياز قائمة علي الفطرة وعلي الاسرة وعلي  الكسرة اما الفكرة فهي فقط للتمويه والوجاهة السياسية فحتي مسألة التصنيفات السياسية علي خلفية الأفكار والايدلوجيا هي صورة من صور التكتيكات السياسية للدولة العميقة  ومن تكتيكاتها في البنية الحزبية تجاه منسوبيها الشاطر بمعني الانتهازي يكون مردوف وصاحب الرأي يكون مرفوف  والسواد الأعظم مصفوف للأعمال السياسية التعبوية أو الانتخابية او القتالية او التقاتلية الدولة العميقة تصنف الكوادر السياسية إلي سياسيين منبوذين ومسيسين يتم عبرهم الشغل من اليات الدولة العميقة التحكمية المسار المالي والاقتصادي فحركة المال والاقتصاد محتكرة بشكل ممنهج يضع السواد الأعظم باسم القسمة الربانية وخلافها يضعه تحت خط الفقر والمسكنة والاستضعاف بحيث لايخرج ابا عن جد عن دائرة الماهية والبيشت والزكاة والشحدة وليس له علاقة بحركة وأطر رأس المال والمشاريع الاقتصادية المعروفة  فالثروة بحواضنها الخمسة محتكرة تماما كما السلطة بمساراتها الأربعة هذا علي سبيل المثال لطبيعة الدور التحكمي للدولة التأسيسية العميقة  ولربط ذلك بالواقع والتحديات التي نعيش  نؤكد بأن الدولة العميقة هي من وراء فصل مسار الحرية والتغيير عن مسار السلام  الدولة العميقة قريبة جد من مسارات سلام جوبا حرصا علي مسارها الخاص لأن الدولة العميقة علي الدوام  تعاني من فوبيا مخرجات السلام المقتدر وكذلك الانتخابات الحرة والنزيهة   ومن اجوائها المحببة حروبات الكر والفر والانقلاب والانتخابات علي طريقتها الخاصة  نعم أن كنا بحق مخلصين لشعار حرية سلام وعدالة فان قيمة هذا الشعار لا تنعقد بمجرد تفكيك الدولة العميقة الفرع الرئيسي لايجب  أن يتعداه ويطال الدولة العميقة التأسيسية لتشمل مسارات محددة  مسار التمكين التراكمي قبل الاستقلال وبعده ثم مسار الترتيبات الانتقالية وعملية التسليم والتسلم من الإنجليز ثم مسار الانضمام للامم المتحدة وملف  الاعتراف الدولي والإقليمي ثم مسار حقوق المواطنة وحقوق الإنسان ثم مسار الحرية والسلام والعدالة ثم مسار حجم الظلم والتخلف والضحايا جراء السياسات  الاقصائية والاحتكارية والعدائية التي مارستها الدولة العميقة بحق التنوع القومي بالبلاد  ثم أخيرا مشروع السودان الكبير القائم علي أساس الحقيقة أولا في مساراتها طرف الدولة العميقة ثم المصالحة الوطنية الشاملة  في ظل.   وطن يسع الجميع بمفاهيم اخلاقية وأدوات وآليات    وطنية جديدة ترحل إرث الدولة العميقة وفرعها الرئيسى وتلك التي تتشكل فى الخفاء باسم الثورة والثوار وأغلبية شرفاء الوطن دون تصنيف غرضي مسيس ترحل إلي مزبلة.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

hala ali
كاتب فى صحيفة أخبار اليوم السودانية

شارك وارسل تعليق